


عدد المقالات 329
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، تحية طيبة نبادر بها من نعرف ومن لم نعرف، وهي سمة أهل الإيمان، ومن حسُنَتْ أخلاقهم، يتصدرها اسم الله «السلام» المشتق من السلم والسلامة الدال على ذاته العلية سبحانه. وهو من أشدّ الأسماء استغراقًا وإطلاقا في حياة المسلم، فالإسلام مشتق من مادة السلام، والمسلم كما عرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - «من سلم المسلمون من لسانه ويده». وهذا من تجليات اسم السلام علينا؛ أن يكون حادينا الإشفاق، وحسن الأخلاق، وألا نجعل المسلمين مَفضى لشرورنا وأحقاد صدورنا، وألا نسعى بالمكائد، ولا نتصيد في أعراضهم، ولا في أخطائهم، وألا نسخر الأيدي والألسن في إيذائهم، وأن نكون عليهم بردًا وسلامًا. وكم هي عظيمة تلك التجليات والنفحات التي يكللنا ويجللنا بها هذا الاسم المبارك، وهو التحية التي حضَّ النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين عليها، فقال: «أَفشوا السلام بينكم»، وجعلها آية التواد والتراحم، ومفتاح التعاضد والتلاحم، ووشيجة القلوب للتآلف، وداعية الأرواح للتعارف، ودواء أدواء التباغض والتناكر، وعلاج القطيعة والتدابر. وإنّ من يتدبّر حقيقة السلام ومعناه اللغوي، سيجد أن ورود اسم السلام بصيغته المصدرية، يدلّ على استيعاب الوصف، فلا تفوت منه فائتة، ولا تفلت منه مفلتة. وشاء الله أن يصف نفسه بالسلام، ليطمئن العباد إلى صفات الذات التي يتعرف بها الخالق إلى خلقه، وأنهم في دنياهم في رعاية السلام، وفي أُخراهم صائرون إلى السلام، وهذا ما نحافظ عليه يوميًا في صلاتنا، فـ «الصلاة» نتحلل منها بالسلام، ثم نقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام». ومن تجليات اسم الله «السلام» علينا؛ أن نرد القبيح بالجميل، وأن نتحلى بالحِلم مع الجَهول، وندفع بالسيئة الحسنة، وألا يستجرنا الأفظاظ الأغلاظ إلى ساحة الطيش والتهور والجموح، فنكون وإياهم سواء في الرذيلة، فنفقد الرسالة ونضيع الفضيلة. والقرآن الكريم غاصٌّ بالمواضع التي تحض المسلم على خفض الجناح، وكسر الجماح، وأن يكون هينًا لينًا، وألا يقابل العداوة بالضراوة فيزيد الحدة والشدة، بل يدفع الحنق بالانشراح، والعدوان بالسماح، مسترشدًا باسم الله السلام. ومن الآيات الكريمات التي حملت لنا عبرة وعظة من خلال اسم الله «السلام»، قوله تعالى: «وَعِبادُ الرَّحْمنِ الذِينَ يَمْشوْنَ عَلى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلونَ قَالوا سَلَامًا»، فيقول الحسن في وصف عباد الرحمن الذين عرفوا اسم السلام ولزموه: «إنهم حلماء علماء صبراء أتقياء»، وقال مجاهد فيهم: «قالوا سدادًا». فعلينا جميعًا أن نقف عند اسم الله السلام وقفة تدبر والتزام، فالسلام هو الحلم، وهو العلم، وهو الصبر، وهو التقوى، وكذلك هو السداد والرشاد. جعلنا الله من أهل السلام، وحيّانا دائمًا بالسلام، وأغدق علينا بالسلام. @zainabalmahmoud
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...