alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 168

كيف يحدث الإبداع المؤسسي؟

21 أغسطس 2022 , 12:05ص

تتصرف المنظمات والأفراد بشكل متمايز تمامًا. يجب أن تكون المنظمة فعّالة، يقظة، قابلة للتنبؤ، ومحكمة التنظيم والإدارة؛ بينما يمكن للأفراد أن يتصرفوا بالطريقة التي يريدونها وبدون قيود حقيقية يمكن أن يحدث هذا التمايز مشكلة عندما يتعلق الأمر بالإبداع. بشكل عام، يميل الأفراد إلى تجنب المخاطر والخوف او الخجل من التغيير. بينما تحتاج الشركات إلى المخاطرة وأن تكون مبتكرة للبقاء في السوق. لذا فإن تصادم الأفراد والشركات في الغالب ينتج عنه موت الأفكار الإبداعية قبل وصولها إلى صناع القرار. وفقًا للأستاذ جيرارد بوتشيو (في جامعة بافالو ستيت): يجب على الشركات التركيز على ثلاثة أشياء: الأشخاص والبيئة وإدارة العملية. 1. الموظفون هم شعلة الإبداع: غالباً؛ لن يكون الإبداع الفردي أفضل من إبداع مجموع الأفراد أو المجموعة المبدعة. هذا المبدأ ينطبق على كل من الإبداع الفردي والمؤسسي. فالشركات بحاجة إلى الأشخاص المبدعين لتحقيق الإبداع. حيث يعتمد الإبداع الفردي بشكل كبير على الحالة المزاجية والكفاءة الذاتية للأفراد وكمية التحفيز الذاتي التي يتمتعون بها. الخبر السار هو: أن الناس لديهم حوافز للإبداع، ويستطيع القائد الذكي تشجيعها وتحريكها. للشركات – بما لديها من إمكانيات – القدرة على تحريك هذا الدافع بقوة وبشكل احترافي. لذلك في كثير من الأحيان؛ يمكن للإبداع المؤسسي عبر قادته احداث زيادة كبيرة في جرعة الإبداع الفردي مع التحفيز. يمكن أن يكون هذا الدافع ماليًا، أو ببساطة عبر المشاركة الجماعية. قد لا ينجح هذا مع الجميع، لكن القيادات لديها القدرة على صهر الأفكار في بوتقة وإخراج الأفضل منها. أيضا، يمكن للقيادات تقييم الأفكار الإبداعية، وتقرير ما إذا كانت ستمضي بالفكرة قُدماً أم لا. بالتأكيد، يمكن لبعض الأفراد أن يفعلوا الشيء نفسه، ولكن النظرة المؤسسية والدعم القيادي، لها تأثير السحر على الإبداع والمبدعين. تحتاج الشركات إلى أن تكون مبدعة ولا يمكنها أن تدع الفرص تخرج عن متناولها. 2. البيئة يمكن أن تفعل الكثير: قامت العديد من الشركات العالمية الرائدة مثل: Google و Pixar و Apple، بزيادة إبداعها التنظيمي من خلال بناء بيئات أفضل لموظفيها. إذا كنت ترغب في تعزيز الإبداع في مؤسستك، فأنت بحاجة إلى جو عمل فسيولوجي وفيزيائي معين. خلاف ذلك، قد يتم طرح العديد من الأفكار من أجل إبراء الذمة وتأدية الواجب فقط. كما أشرنا سابقاً؛ يخشى معظم الناس التغيير ولا يحبذونه، وهذا يمكن أن يضعف الأفكار الجديدة المبتكرة، ببساطة لأنها جديدة وتتطلب تغيير في بيئة العمل، أو في الإجراءات المعتادة. لذلك، يتمتع الإبداع الفردي بميزة كبيرة على الإبداع المؤسسي فيما يتعلق بالبيئة. الأفراد أحرار في طرح الأفكار في أي مكان يريدون. الشركات، من ناحية أخرى، غالبا ما تكون محدودة من قبل المكتب. إذا، ماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟ من الحلول الجيدة: هو توفير منصة الكترونية تتمتع بالحرية والمرونة والقدرة تلقي الأفكار تقنيتها. يتيح للموظفين ابتكار الأفكار ومشاركتها في أي مكان وفي أي وقت. هذا يحرر الشركة من جلسات العصف الذهني القسري ويسمح للإبداع بأن يصبح أكثر طلاقة وطبيعية. 3. العملية التي تؤدي إلى إدارة الأفكار الناجحة: يمكن أن تساعد عملية إدارة الفكرة الجيدة على زيادة الإبداع الفردي والمؤسسي. فالإبداع الفردي متروك لصاحبه بالكلية فهو قد يدوّن أفكاره أو يتبادل النقاشات حولها مع الآخرين؛ وقليلٌ من يفعل ذلك. فالأفراد عادة يماطلون في التدوين والتسجيل ويأخذهم النسيان ومشاغل الحياة. لذا تموت معظم الأفكار الرائعة في مهدها ما لم يقرر أصحابها أنهم جادون في قرار التدوين والمثابرة على تتبع الفكرة الإبداعية. بينما في عالم الأعمال والعمل المؤسسي يمكن لمنصة إلكترونية إدارة الأفكار بكفاءة وتسهل عملية تدوينها وتتبعها وحتى تنفيذها. عندما تنظم العملية الإبداعية في إطار من العمل المؤسسي وتأخذ طريقها الطبيعي من النقد والتنقيح والنقاش فتجد أن الأفكار تنضج بسرعة وتتلاقح مع عقول المجموعة فتجد طريقها السريع للنجاح والتنفيذ. بهذه الطريقة نكون قد تغلبنا على تحديات الإبداع المؤسسي مثل النقد اللاذع والهجوم الشخصي أو الخوف من الفشل أو الخوف من الظهور بمظهر الغباء والسطحية. إن عملية إدارة الفكرة الجيدة التي تقدم الكثير من الملاحظات وتشجع جميع الأفكار يمكن أن تتخطى هذه العقبات. وفي نهاية سلسلتنا حول الإبداع في المؤسسات فإني أوجه هذه الرسائل إلى القائد: أولاً: الإبداع ليس فقط أفكار جديدة تُنثر هنا وهناك ؛ تصيب وتخطىء وإنما هي عملية مُنظمة تمر من خلالها الأفكار بمراحل عديدة تحتاج إلى دعم واحتضان القيادة. ثانياً: الإبداع ليس وحدة واحدة ؛ فلدينا على الأقل خمسة اتجاهات من الإبداع وكلها قد تكون في مؤسستك، وكل واحدة منها تحتاج على معالجة مختلفة وتعامل ذكي لكي تكتب لها الحياة. ثالثا: يتمتع كل من الإبداع المؤسسي والفردي بنقاط القوة والضعف. لكن الإبداع المؤسسي يحتاج إلى فهم الجزء الفردي للنجاح. للقيام بذلك، يجب أن يكون لديك الأشخاص المناسبون ويرفدون إبداعهم بالحافز. يحتاج إلى خلق جو من الابتكار، ويجب أن يكون لديه عمليات إدارة الفكرة الصحيحة. كل هذه أسهل بكثير مع منصة إدارة الأفكار الرقمية. Hussain.alsayed@illaftrain.co.uk

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (3)

اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...