alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 331

مريم ياسين الحمادي 08 نوفمبر 2025
بكم تعلو.. ومنكم تنتظر
رأي العرب 09 نوفمبر 2025
«بكم تعلو.. ومنكم تنتظر»
حسين حبيب السيد 08 نوفمبر 2025
خصائص القيادة الخادمة «3»

الشافي

21 أبريل 2024 , 11:31م

هل غزا جسمك يوماً ألم شديد عِفْت فيه طعامك وشرابك وفراشك؟ وهل أظلمت حياتك يوماً بسبب وجع ألم بكَ، جسدًا وروحًا؟ وهل عجزتْ قدرتُك عن مواجهة (فيروس) أو كائنٍ لا يُرى بالعين المجرّدة، شلَّ جسدك وأَعيا تفكيرك؟ مؤكد، نعم، فكلُّنا قد نُصاب بآلام ناتجة من أمراض أو أفكار مسمومة تُعمل فينا جبروتها، وقسوتها. وكلّنا في هذه اللحظات لا نفكّر - إن بقي لدينا قدرة على التفكير - سوى بشافٍ يشفينا، ومعافٍ يعافينا، ومخلصٍ يخلّصنا من هذا الألم، ولو كلَّفنا ذلك كلّ ما نملك. ونحن بصفتنا مؤمنين بالله الشافي المعافي المخلّص، لا نفكّر إلا به سبحانه، ولا نقول إلا: يا الله. فاليقين راسخ بأنه وحده القادر على إزالة ما بنا من آلام وأوجاع. وحينما تذكره في لحظات المرض والألم تسجدُ آلامك في محراب رحمته، وتنكّس أوجاعك عند عتبة قدرته، ترفع يديك وتردد اسمه في دعائك ومناجاتك، إلهي، «ربَّ الناس، اذهب البأس، اشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك»، حقًا، دواؤك فيك وما تشعر، دواؤك منك وما تبصر. إن أوقات المرض من أقسى الأوقات التي يمر بها الإنسان في محطات حياته المتتابعة، يفقد فيها ما تعوّد عليه من نعم وملّذات، وقدرات وطاقات، وتتبدّل فيه الأحوال، وتنقطع دروب الوصال، وتُظلِمُ النفس، ويغيب الأُنس، ويصبغ كل شيءٍ بصبغة الألم والوجع، ويظنّ المرء أن ما أصابه سرمديٌ لا ينقطع. في هذه اللحظات، ليس أمام الإنسان إلى التطبب، ثمّ الرضا، وللأسف هناك من لا يرضى، فهو بذلك يزيد فوق ألم الجسد آلام روحٍ ونفسٍ وقلبٍ، وهيهات له أن يطيق ذلك. فمتى ألمَّ بكَ مرضٌ، أو ذُكر أمامك مرض، أو عاينتَ مرضًا، فتذكّر الله الشافي؛ يشفيك بسبب أنت أهل له، ويشفيك بأضعف سبب لم يخطر ببالك، ويشفيك بلا سبب بقدرته ورحمته، ويشفيك متى شاء، وكيفما شاء، وبما شاء، فسبحانه وحده من يقول للشيء «كنْ فيكون». فبقدرته يحيل السقم إلى صحة، والوجع إلى طمأنينة. فسبحان الذي جعل الشفاء بالصبر، والشفاء بالدعاء، والشفاء بالصدقة، والشفاء بالاستغفار، والشفاء بالتوبة، والشفاء بالرضا، والشفاء بلا شيء، فقط ما علينا سوى العودة إلى الله، ومعرفته، ودعائه، ومناجاته. فلنلتمس جميعًا الطريق القويم المؤدي إلى الله، فلا يستطيع طبيب أن يشخِّص مرضنا وسقمنا إِلا إذا أراد الشافي ذلك، فقد تعجز مشافي العالم عن مداواتنا إذا لم يشأ الله ذلك. فلنتذكر دائمًا أننا نمرض لنعود إليه ونتواضع، نمرض لنشعر بالآخرين وبآلامهم، نمرض ليختبر صبرنا ورضانا. وأخيرًا، علينا باللجوء إلى الشافي الكافي الذي لا يحتاج إلى موعد للدخول عليه، فوحده من يزيل الألم، ويشفي من الأمراض والسقم، سبحانه ولي الحمد والصحة والنّعم. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

حجابه النور...

ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...

بصر وبصيرة

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...