


عدد المقالات 331
ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور، لو كشفه لأحرقت سبحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»، والسبحات هي النور واللألاء والجلال. فما أعظم جمال الله وبهاءه الذي تعجز الكائنات في نشأتها الأولى عن رؤيته كفاحًا جهارًا حتى الجبال الباذخة الشامخة! وقد سأل ذلك موسى عليه السلام، فتجلى ربُّنا جلَّ وعلا للجبل فجعله حطامًا وركامًا. ولكن في النشأة الأخرى يجعل الله للكفار أجسادًا هائلة لتزداد عليهم ضراوة العذاب بما نسوا يوم الحساب، نعوذ بالله منهم ومن درك الشقاء، وسوء البلاء، ونسأله أن يباعد بيننا وبينهم، ويجعلنا من أهل السعادة والرضوان، الذين يجعلهم الرحمن في نشأة قابلة لدار الحيوان، وجنة الرحمن، فذروة سنام الإنعام والإكرام في دار القرار هي رؤية الجميل الجليل سبحانه وتعالى، وقد كان رسول الله يدعو قائلًا: «... وأسألك لذة النظر إلى وجهك وشوقًا إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة». إنّ إدراكنا بجمال الله تعالى وبهائه ونوره، يضعنا أمام آداب جليلة تليق بجماله وعظمته، ومن تلك الآداب أنْ نتحلّى بالجمال بما أوتينا من وسائله، وأن نحمل أقوالنا وأفعالنا وأشكالنا على أحسن محامله. وللجمال شُعَب وخصال، وله فروع وأصول وغلال، فأما أصوله؛ فجمال أودعه الجميل في فطرتنا التي تشعر بالانجذاب والاقتراب من كل مليح من قول أو فعل، وتشعر بالنفور والاغتراب من كل قبيح من قول أو فعل. وأما فروع الجمال؛ فهي المواقف والتصرفات والفعال. وأما ثماره فهي التقرب من الله حين نعكس صورة بهية تنم عن فطرته السوية، وأنواره العلوية، إضافة إلى الانسجام الاجتماعي ومنافاة الشقاق والافتراق. والمؤمن أولى بالعناية بالجمال من سواه، لأن النظافة والطَّهور، والمظهر الوقور من أولويات ديننا الحنيف، الذي لا تتوافق مناسكه ومسالكه مع القذارة والعُرْي والخلاعة، والمؤمن يسبق غير المؤمن بخطوات على سلم الجمال، وهي الستر والطهر، وخليق به الهندام الأنيق، وربما فهم البعض الزهد بطريقة مشوّهة منحرفة، فاستحال أشعثَ أغبرَ لا يلوي على شيء من ضروب الزينة والتجمل، وهذا والله ليس من الورع ولا من التبتّل. وأختم بما روى عبد الله بن مسعود رضي الله، أن رجلًا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إني ليعجبني أن يكون ثوبي غسيلًا، ورأسي دهينًا، وشراك نعلي جديدًا، وذكر أشياء حتى ذكر عِلاقة سوطه، أفمن الكبر هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا، هذا من الجمال، والله عز وجل يحب الجمال، ولكن الكبر مَن سَفه الحق وظلم الناس». @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...