عدد المقالات 322
هل غزا جسمك يوماً ألم شديد عِفْت فيه طعامك وشرابك وفراشك؟ وهل أظلمت حياتك يوماً بسبب وجع ألم بكَ، جسدًا وروحًا؟ وهل عجزتْ قدرتُك عن مواجهة (فيروس) أو كائنٍ لا يُرى بالعين المجرّدة، شلَّ جسدك وأَعيا تفكيرك؟ مؤكد، نعم، فكلُّنا قد نُصاب بآلام ناتجة من أمراض أو أفكار مسمومة تُعمل فينا جبروتها، وقسوتها. وكلّنا في هذه اللحظات لا نفكّر - إن بقي لدينا قدرة على التفكير - سوى بشافٍ يشفينا، ومعافٍ يعافينا، ومخلصٍ يخلّصنا من هذا الألم، ولو كلَّفنا ذلك كلّ ما نملك. ونحن بصفتنا مؤمنين بالله الشافي المعافي المخلّص، لا نفكّر إلا به سبحانه، ولا نقول إلا: يا الله. فاليقين راسخ بأنه وحده القادر على إزالة ما بنا من آلام وأوجاع. وحينما تذكره في لحظات المرض والألم تسجدُ آلامك في محراب رحمته، وتنكّس أوجاعك عند عتبة قدرته، ترفع يديك وتردد اسمه في دعائك ومناجاتك، إلهي، «ربَّ الناس، اذهب البأس، اشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك»، حقًا، دواؤك فيك وما تشعر، دواؤك منك وما تبصر. إن أوقات المرض من أقسى الأوقات التي يمر بها الإنسان في محطات حياته المتتابعة، يفقد فيها ما تعوّد عليه من نعم وملّذات، وقدرات وطاقات، وتتبدّل فيه الأحوال، وتنقطع دروب الوصال، وتُظلِمُ النفس، ويغيب الأُنس، ويصبغ كل شيءٍ بصبغة الألم والوجع، ويظنّ المرء أن ما أصابه سرمديٌ لا ينقطع. في هذه اللحظات، ليس أمام الإنسان إلى التطبب، ثمّ الرضا، وللأسف هناك من لا يرضى، فهو بذلك يزيد فوق ألم الجسد آلام روحٍ ونفسٍ وقلبٍ، وهيهات له أن يطيق ذلك. فمتى ألمَّ بكَ مرضٌ، أو ذُكر أمامك مرض، أو عاينتَ مرضًا، فتذكّر الله الشافي؛ يشفيك بسبب أنت أهل له، ويشفيك بأضعف سبب لم يخطر ببالك، ويشفيك بلا سبب بقدرته ورحمته، ويشفيك متى شاء، وكيفما شاء، وبما شاء، فسبحانه وحده من يقول للشيء «كنْ فيكون». فبقدرته يحيل السقم إلى صحة، والوجع إلى طمأنينة. فسبحان الذي جعل الشفاء بالصبر، والشفاء بالدعاء، والشفاء بالصدقة، والشفاء بالاستغفار، والشفاء بالتوبة، والشفاء بالرضا، والشفاء بلا شيء، فقط ما علينا سوى العودة إلى الله، ومعرفته، ودعائه، ومناجاته. فلنلتمس جميعًا الطريق القويم المؤدي إلى الله، فلا يستطيع طبيب أن يشخِّص مرضنا وسقمنا إِلا إذا أراد الشافي ذلك، فقد تعجز مشافي العالم عن مداواتنا إذا لم يشأ الله ذلك. فلنتذكر دائمًا أننا نمرض لنعود إليه ونتواضع، نمرض لنشعر بالآخرين وبآلامهم، نمرض ليختبر صبرنا ورضانا. وأخيرًا، علينا باللجوء إلى الشافي الكافي الذي لا يحتاج إلى موعد للدخول عليه، فوحده من يزيل الألم، ويشفي من الأمراض والسقم، سبحانه ولي الحمد والصحة والنّعم. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...
كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق...
إنّ أسماء الله تعالى ماثلة في أفعاله، وظاهرة في مشيئته، ولكن لا يمكن أن يدرك ذلك إلا مؤمن بالله، وجودًا، وتحكُّمًا، وتسييرًا لكون لا يعلم كنهه إلا خالقه جلّ في علاه، ومن بديع أفعاله الماثلة...
إنَّ خيرَ بداية نتفقّه فيها بالنصر، أن نتذكّر أن الناصر اسم من أسماء الله، وهو اسم كريم متاخم وملازم لاسم الغالب، والنصرة من الله هي تعدية الغَلبة لفريق، فيقهر فريقًا آخر ويغلبه، وهي العون والمدد،...
إنّ اللغة العربية لغة غنية بمعانيها ومبانيها، وإنّ سبر أغوار معانيها لا يناله إلا متبصر واعٍ، حصيف فصيح، وهذا ما جعل القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربيّ مبين، بليغًا غزيرًا في دلالاته، معجزًا في بيانه....
كثيرٌ من الخلق يعتقد أن الرزق يأتي بسبب ذكاء المرء ودهائه، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وهل الغنى حكر على الأذكياء من الناس؟ في الحقيقة، لا دخل لذكاء ولا غباء في قبض الأرزاق وبسطها، فهي من...
تُشْتَقُ كَلِمَةُ الحِكْمَةِ مِنْ الجَذْرِ «حَكَمَ» الذي يَقْتَضِي مَعْنى الْمَنْعَ، وَبِهِ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ وَسَاقُوا عَلَيْهِ الأَدِلَّةَ وَالْبَرَاهِينَ مِنْ دَوَاوِينِ الأَوَّلِينَ، أَصْحَابِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ الْمُبِينِ، ثُمَّ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الأَوَّلِيِّ تَتَفَرَّعُ بَقِيَّةُ الْمَعَانِي، فَتَتَغَيَّرُ وَتَتَحَوَّرُ،...
معلوم أنّ لله عزّ وجل صفات وأسماء له فيها الفردانية المطلقة، إذ لا يمكن أن تنسب إلى مخلوق من مخلوقاته في معناها الاصطلاحي، ومنها لفظا الخالق والخلّاق بالتعريف. لكن هناك بعض أسمائه ما يشتق منها...