عدد المقالات 328
كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق جلَّ وعلا»، وذلك كلّه لإدراكه عظم اللغة في إبلاغ قول الحق، وكل ما هو حق. والحق لغةً: الثبوت والوجوب والإحكام، وهو عكس الباطل. وفي هذا السياق، نذكّر بأصدق بيت في الشعر العربي، بشهادة حكم ناقد، ومتذوق شاهد، هو خير من نطق الضاد، ومن أوتي جوامع الكلم، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – هو بيت الشاعر المخضرم الذي عمّر طويلًا في الجاهلية، وكان أحد فحولها، وأحد شعراء المعلقات، والذي أظله زمان الرسول، ثمّ عمّر طويلًا في الإسلام، «لبيد بن ربيعة العامري، القائل: ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلُ وكل نعيم لا محالـة زائـلُ وكل أناسٍ سوف تدخل بينهـم دويهية تصفـر منهــا الأناملُ وقد شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ الشطر الأول أصدق ما قالته العرب، وكيف لا وهذا الشطر جاء فيه اسم الله الحق مؤولًا، لا مصرحًا به، وقد استطاع الشاعر تعريف اسم الله الحق بالمعاكسة والمقابلة، فقال إنّ كل شيءٍ غير الله باطل، وباطل تعني: زاهق زائل. وبمفهوم الضدّ، فالله هو الحق. كما اشتمل البيت الثاني على ذكر فرع آخر من فروع الحق المطلق، وهو الموت، إذ قال تعالى في سورة [ق]: «وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ». ولا يفوتنا في هذا السياق أن نذكر أكذبَ ما ورد في شعر العرب، قولَ أبي الطيب المتنبي في أحد ممدوحيه غلطًا وشططًا: وأما وحقّكَ وهو غايةُ مُقســمٍ للحقّ أنت وما سواك الباطلُ الطيب أنت إذا أصابك طيبـه والماء أنت إذا اغتسلت الغاسلُ لا بأس في مبالغته في المدح والثناء في البيت الثاني، حيث جعل ممدوحه طيباً فوق الطيب والعطور، وطَهورَا فوق الماء الطهور، ولكن التعسف والشرك اللفظي جليَ بيّن في البيت الأول؛ فقد أَقسم بحق ممدوحه، وجعل نهاية ما يُعقد به يمين الحالفين وغايته، ثم زاد غلوًا وعتوًا، وجعل ممدوحه حقًا مطلقًا، وما سواه الباطل، وهو نقيض المعنى عند لبيد، ولو سمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - لوَسَمه على الخرطوم بأقبح النعوت والوسوم، وشهد له بأكذبِ ما قيل وما يمكن أن يقال. فالحقّ في لغتنا مصون، وله فيها أركان وبنيان، من جاء به يصان، ومن حاد عنه يهان، جعلنا الله من أهل الحقّ وأتباعه، وجنبّنا الباطل وما قرّب إليه من قول وعمل. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...
إنّ أسماء الله تعالى ماثلة في أفعاله، وظاهرة في مشيئته، ولكن لا يمكن أن يدرك ذلك إلا مؤمن بالله، وجودًا، وتحكُّمًا، وتسييرًا لكون لا يعلم كنهه إلا خالقه جلّ في علاه، ومن بديع أفعاله الماثلة...