


عدد المقالات 329
هل ساورك شكّ في أن حياتنا مضمار سباق وتحديات؟ هل تفكّرت يومًا في كيفية اجتياز عقباتها؟ إننا نعيش حياتنا بتحدياتها وعقباتها، فيصيبنا الهمّ من زخمها وتراكمها، ونغرق في لجج التفكير السلبي الذي يحيط بنا، فإما أن نتخلص منه بتوليد الهمّة في أنفسنا، وإما أن نبقيه فيعكر صفو حياتنا، فالقرار لنا، ولله درّ من يختار الهمة سبيلًا لتخطي همومه. وقد قيل إنّ الهمّة هي الفكر في إزالة الكروب، واجتلاب المحبوب. وفي هذا السياق، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تصغرنَّ همّتكم؛ فإني لم أرَ أقعدَ عن المكرُماتِ من صغار الهمم». فما أروع أن نجعل الهمة ديدننا ومنوالنا، فنكون قد نلنا قصب السبق ووضعنا حجر الزاوية لذواتنا، فنبني لبِنات الفؤاد على أساس متين. وبناءً عليه، نرمم ما يجتاحنا من أعاصير الغم والضيق وجبال الهمّ الراسية فوق صدورنا. ومن ثَمَّ، نتخلص من جلباب الكدر الحالك كالظلمات، ونستبدله بالنور مشرق يزيل العثرات ويمسح العبرات. وهنا يأتي دورنا في إنجاز المهمّات. فمن استطاع تحقيق الثلاثية الناجحة - كما قال الدكتور ياسر الحزيمي، وهي: (الهمّ ثمَّ الهمّة فالمهمّة)؛ فالهم يحمله الإنسان، والهمة تحمله، والمهمة ينجزها وينفذها - فإن عقبات الحياة أمامه ستلين، وسينتصر على عاديات السنين. فالإنسان لديه هم تجاه وطنه، وأسرته، وعمله، ومجتمعه، ونفسِه. هذا الهم ينام ويصحو معه، وفي هذا الواقع، لا بدّ من أن تكون معه همّة، لأن الهمّة إنْ فُقدت، أصبح هذا الهم عبئًا ثقيلا، يجعل من حامله إنسانًا متذمرًا وسلبيًا وبائسًا. فالهمة تحرك النفس وتغذّيها؛ لتنهضَ وتنجزَ ما يحقق لها الخير، ويكون حاملها فاعلاً، يصل إلى الخير الذي يسعده ويبهج قلبه. وقال ابن هانئ الأندلسي: ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابنَ سعيِه فمن كان أسعَى كانَ بالمجدِ أجدرا وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا ولم يتأخرْ مَن يريدُ تقدمًا ولم يتقدمْ مَن يريدُ تأخرا والله إنّ مَنْ يعوّد نفسه على تحويل كلّ همومه إلى همم، ومن ثَمّ، يضع جدول مهماته ويبادر بالسعي من أجل تحقيق ما يمكن أن يجعله بخير، فإنّه في هذه الحالة يكون قد أهدى نفسه أجمل هدية وأعظم عطية، وهي حقيبة ملؤها: (الإرادة والعزيمة والثبات)، واستطاع أن يمدّ نفسه بطاقة نافعة يواجه بها كلّ ما يعتريه، فالنفس على ما تعوّدها، والفكر على ما تروّضه. وأختم بقول الإمام حسن البنا رحمه الله «إنّما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفّر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، وَوُجد الاستعداد». @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...