alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 322

رأي العرب 03 سبتمبر 2025
وايل كورنيل والكفاءات الطبية
رأي العرب 04 سبتمبر 2025
تعزيز القيم مسؤولية مشتركة
سويد الهاجري 03 سبتمبر 2025
كيف تصنع بيئة عمل ملهمة؟
حسين حبيب السيد 06 سبتمبر 2025
5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

رسالة تربوية

19 مايو 2024 , 10:39م

هل تعلم أنَّ لكل بيت مكونين رئيسين؟ وهل حاولت معرفة الشبه بين البيت والإنسان؟ وهل حاولت معرفة متى يكون البيت حيًا ومتى يكون ميتًا؟ إن البيت مكون رئيس من مكونات حياتنا، جعله الله لنا سكنًا ومأوى، تُؤسَّس فيه حياة الأسرة التي هي لبنة المجتمع وحصنه، لذلك فهي ليست حجارة وطينا، ووبرا وشَعرا، بل هي نبض ودفء وحب وود. ومتى خلت من المكون المعنوي، فَقَدَ المكون المادي قيمته وفائدته. إن مفرزات الحياة الجديدة أسمعتنا كثيرًا عن حال كثير من البيوت، وكيف يشتكي الأبناء فيها من الوالدين، وكيف أصبحت القسوة ديدن ذاك الأب الذي يشعر بضغوطات الحياة، وكيف أصبح الجفاء حادي مشاعر الأم التي أثقلتها الأعباء. وبناءً عليه، فقد بات الأبناء في حزن وإحباط ممّا يلاقونه من المعاملة والحوار السلبي الذي تحوّل إلى كابوس يخّيم على حياتهم في كل وقت وحين. ولعل السؤال الملحّ في هذا السياق هو: لماذا تركنا نحن الآباء والأمهات أنفسنا أسرى لمشاغل الحياة؟ وكيف سمحنا لأنفسنا أن نصبّ تعبنا على فلذات أكبادنا؟ انطلاقًا من ذلك؛ فإني أوجّه رسالتي إلى من لم يطلعوا على هذه الرسائل إلا على سبيل الندرة. فلنعلم أنه كلما زادت مساحة الرفق في الخطاب، كان ذلك أدعى للقبول، فمن الواضح أن اللغة تصنع المشاعر، وكلنا في حاجة إلى المشاعر على نحو دائم، فحروف المحبة والتقدير تولّد أواصر التقارب. إن الكلام الطيب دواء وشفاء، فعلينا اتخاذه وسيلة لإدخال الأنس والسرور إلى قلوبنا، وإلا فسواد العيش سيقصم ظهر الحياة الأسرية. قد يظن البعض أنّ التربية مرهونة بالحزم والجديّة، وهنا علينا الانتباه إلى أنَّ الحزم ليس بالقسوة، بل الرفق في موضعه أنفع وأحسن، وأحب إلى الله من الشدة. فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا عَائِشَةُ؛ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ». لذا، لا تخضِع طبعك ومزاجك وأخلاقك للظروف، بل ضع كلَّ شيء في موضعه. وعلينا أن نعلّم أن إخفاق طفلنا لا يعني نهاية العالم، أو انهيار مستقبله، فكل الناجحين تذوقوا طعم الإخفاق، ونهضوا بعد كل كبوة. لذا، خذ بيد ابنك للنهوض، واجعل لنفسك ثوابت لا تحيد عنها في تربية الأبناء، هي: (نحن نحبكم، نثق بكم، نحترمكم). والتربية عالم متكامل؛ يحتوي على طرق شتى للوصول إلى نيل المبتغى في الإصلاح والصلاح والتصالح، وإنّ الأمر والنهي قاعدتان في التربية الحقّة، وهما كالملح في الطعام. وإنّ المواءمة بين التصريح والتلميح مثمر في تعديل السلوك، وإنّ الطباع ضُروب مختلفة وما يستقيم على مبدأ لا يستقيم معه آخر، وإن الاختلاف في الآراء وتباينها لا يفسد للودِّ قضية، فالحياة مبنية على سنة الاختلاف، والاختلاف رحمة، فعندما نجد اختلافًا بين الأبناء، فهذا يعني أنّنا نحقق التكامل الفطري الذي عدّه الله آية من آياته في قوله: [وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ]. لذلك كلّه فالمطلوب منّا جميعًا جعل بيوتنا وأزواجنا وأبنائنا ميدان اهتمامنا، ولنسعَ جميعًا إلى ترميمها بالودّ والتراحم، والحب والاحترام، فإن أفلحنا، صفت حياتنا، وطاب عيشنا، ورضي عنّا خالقنا. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...

خليفة

لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...

ومضةٌ لغويةٌ: الحقّ

كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق...

قابضٌ باسط

إنّ أسماء الله تعالى ماثلة في أفعاله، وظاهرة في مشيئته، ولكن لا يمكن أن يدرك ذلك إلا مؤمن بالله، وجودًا، وتحكُّمًا، وتسييرًا لكون لا يعلم كنهه إلا خالقه جلّ في علاه، ومن بديع أفعاله الماثلة...

من فِقه النّصر

إنَّ خيرَ بداية نتفقّه فيها بالنصر، أن نتذكّر أن الناصر اسم من أسماء الله، وهو اسم كريم متاخم وملازم لاسم الغالب، والنصرة من الله هي تعدية الغَلبة لفريق، فيقهر فريقًا آخر ويغلبه، وهي العون والمدد،...

أغوار المعاني

إنّ اللغة العربية لغة غنية بمعانيها ومبانيها، وإنّ سبر أغوار معانيها لا يناله إلا متبصر واعٍ، حصيف فصيح، وهذا ما جعل القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربيّ مبين، بليغًا غزيرًا في دلالاته، معجزًا في بيانه....

رزقٌ مقسوم

كثيرٌ من الخلق يعتقد أن الرزق يأتي بسبب ذكاء المرء ودهائه، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وهل الغنى حكر على الأذكياء من الناس؟ في الحقيقة، لا دخل لذكاء ولا غباء في قبض الأرزاق وبسطها، فهي من...

من درر الحكمة

تُشْتَقُ كَلِمَةُ الحِكْمَةِ مِنْ الجَذْرِ «حَكَمَ» الذي يَقْتَضِي مَعْنى الْمَنْعَ، وَبِهِ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ وَسَاقُوا عَلَيْهِ الأَدِلَّةَ وَالْبَرَاهِينَ مِنْ دَوَاوِينِ الأَوَّلِينَ، أَصْحَابِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ الْمُبِينِ، ثُمَّ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الأَوَّلِيِّ تَتَفَرَّعُ بَقِيَّةُ الْمَعَانِي، فَتَتَغَيَّرُ وَتَتَحَوَّرُ،...

خالق خلاّق

معلوم أنّ لله عزّ وجل صفات وأسماء له فيها الفردانية المطلقة، إذ لا يمكن أن تنسب إلى مخلوق من مخلوقاته في معناها الاصطلاحي، ومنها لفظا الخالق والخلّاق بالتعريف. لكن هناك بعض أسمائه ما يشتق منها...