alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

فقراء ولكن..

17 أكتوبر 2019 , 01:15ص

تحتفي الأمم المتحدة اليوم 17 أكتوبر، باليوم الدولي للقضاء على الفقر. السؤال الذي نطرحه بعيداً عن الإحصائيات المعقدة والأسباب والدراسات والبحوث، التي نطرحها كأفراد نعيش ونعمل لأكثر من 10 ساعات يومياً، لماذا هناك فقراء؟ الجواب البديهي لأن هناك أغنياء. نعم، الله مقسّم الأرزاق، والله أمرنا بالزكاة ومساندة الفقراء، وأمرنا أيضاً بتوعية الجهلاء الذين يزيدون الفقر فقراً والجهل جهلاً. وهنا أسأل لماذا عليّ كفرد حالفه الحظّ وأنهى دراسته الجامعية ويكدّ العمل ويتعب ويُصاب بالأرق والضغط بسبب العمل، أن أمنح الفقير الذي قرر أن يُنجب أكثر من 5 أطفال، وهو لا يمتلك القوت؟ لماذا عليّ أن أمنحه من تعبي وقوتي وأنا قررتُ أن أحدّ من عملية التكاثر كي أتمكّن من تربية أبنائي بما يُرضي الله. بعد هذه السطور، قد يرى «الغيورون» على عملية التكاثر أنني أخالف إرادة الطبيعة، وأن التكاثر والإنجاب مقدّر من ربّ العالمين، ونعمة من الله التي نعترف بها، وننحني لها، ونرتجي أن يمنحنا إياها، ونسأله أن يمنّ علينا وعلى الجميع بها، وقلوبنا مع كلّ عقيم وغير قادر على الإنجاب. ولكن بالعودة إلى السؤال الأهم: لماذا على العاقل أن يتحمل وزر الجاهل؟ الجواب: لأن الله منحه ميزة العقل والحكمة وربّما ميزة أن يكون بحال ميسور مقارنة بالفقراء؛ لأن ليس كل الفقراء فقراء بسبب الجهل ربّما بسبب ظروف هذه الحياة التي قد تغدر بنا، الظروف السياسية التي تفرض علينا، بسبب الحرب، وما يتبعها من كوارث، اللجوء والنزوح. الموضوع معقدّ إلى حدّ ما، ولهذا تقوم المنظمات الأممية وغير الربحية بمساعدة الفقراء والتصدّي للفقر؛ لأن معالجة النتائج ستؤدي إلى معالجة الأسباب، فإذا ساعدنا الأطفال -وهو بالمناسبة موضوع احتفالية 2019 «العمل معاً لتمكين الأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم في سبيل القضاء على الفقر»- سنساعد في بناء فرد قادر على إعالة أسرة بأكملها، وربّما بانتشالها من الفقر. «إن الحياة بسيطة ولكننا نصرّ على جعلها معقّدة»، هذا ما قاله الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، والذي تمّكن من توحيد القبائل الصينية والآسيوية المتصارعة وانتشرت فلسفته في قارة آسيا والعالم، وذلك بالتركيز على القيم والفضيلة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي، والعودة إلى البساطة والتواضع والعمل، ولهذا لا يزال المجتمع الصيني محافظاً على تركيبته التي يقتنع فيها الشعب بدور كلّ فرد في بناء الحضارة الصينية، والقناعة بهذا الدور، وخصوصاً في أوساط الطبقات الشعبية. ولو قال قائل إن الديكتاتورية هي التي تجعل من هذا المجتمع عصياً عن نقل ماذا يدور هناك، المهم أن العودة إلى القيم هي الأساس. محاربة الفقر لا تستدعي جمع التبرعات بقدر ما تحتاج العودة إلى القيم أي إلى جوهر الإنسان. قد تكون غنياً لكنك عبئاً على المجتمع؛ لأنك خالٍ من أي قيمة، وربّما لهذا ينتحر المشاهير بعد فقدانهم ذاتهم وتجاوزهم جميع القيم. وقد تكون فقيراً وبداخلك كلّ الغنى بالقيم التي تمنعك من التكاثر، من أجل استغلال أطفالك في السخرة بما لا يُرضي الله، وفي الوقت نفسه تدّعي أنك تُنجب للإكثار من أمّة النبي محمد، عليه الصلاة والسلام. «أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ».. تكاثروا بالنوعية لا بالكمية.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...