alsharq

مريم الدوسري

عدد المقالات 52

كنوزنا المجهولة!

16 فبراير 2014 , 12:00ص

الزائر للبر يلحظ الحياة الفطرية الزاخرة في الروض لهذا الموسم، بساط أخضر ممتد ومروج خضراء، أشكال وأنواع نباتية متعددة بأزهارها الجميلة والفريدة، كما يلاحظ أسراب الفراش، والنحل والنمل والجراد، وأيضاً السحالي والثعابين (القوارش)، فضلاً عن أنواع كثيرة من الطيور المحلية والمهاجرة الكبيرة والصغيرة. كل أفراد الطبيعة هؤلاء عاشوا معنا وقاسمونا حياتنا اليومية فيما مضى، وأصبح لنا موروث تقليدي شكّل أسلوب حياة ربط بيننا وبين الطبيعة ومكوناتها بألفة وانسجام بلا ضرر ولا ضرار، حيث جعلوا من موسم الأمطار موسماً للالتقاء بهم والاستمتاع بجمالهم، بإعمال كل الحواس من مشاهدة ومراقبة، وتذوق أطعمة النبات البرية وثمارها وأوراقها، والاستماع إلى زقزقة وهديل الطيور وحفيف الأشجار، والإحساس بسرعة الرياح والهواء، ومراقبة الشمس وموضعها لمعرفة اتجاه القبلة وأوقات الصلاة، واستنشاق رائحة الهواء وما يعلق فيها من رائحة مطر وعبير أزهار الخزامى والقطيفي والجعد، وأيضاً معرفة أنواع الطيور التي نسمع أصواتها، وإن تتبعناها وتتبعنا أثر خطواتها لرأينا بيضها وأعشاشها. وتبقى عالقة بنا المعارف التقليدية الموروثة بكل ما يتعلق بأفراد الطبيعة هؤلاء، تلك المعارف التي كانت تجعل لرحلاتنا مذاقاً آخر لا يتكرر إلا مرات معدودة في كل عام، فقد كانت الأمهات يجمعن أوراق الخبيز ويضيفونها على وجبة الغداء التي تطبخ بحطب سمر الطلح (والغضا قديماً) مما يكسب الطبخة مذاقين إضافيين رائعين، فضلاً عن إعداد طبق المضروبة بالجراوة والاستمتاع بمذاقها المميز غير المألوف! هذا فضلاً عن استخدام الكثير من الأعشاب إن لم يكن أغلبها في الطب الشعبي والتداوي والعمل على جمعها وتجفيفها وحفظها للتداوي بها على مدار العام كالعشرج (السنمكي) مسهل البطن المحلي المعروف، والجعدة التي كان يتناولها مرضى السكر قديماً لضبط مستوياته في الدم وغيرها الكثير الكثير. كما كان الأولاد يجهزون الأفخاخ لصيد الطيور، يسبق ذلك البحث عن الطعم المشهور آنذاك «العتل» وهو يرقة الخنفساء. كما كانوا يصنعون «النبالة» من غصون الأشجار ويصطادون بها الطيور الصغيرة والحمام فكانت طرق الصيد البدائية متعة وسعادة كبيرة لهم. غابت هذه الأنشطة الجميلة عن جيل اليوم الذي نأمل أن يرتبط ببيئته المحلية، لأنها بكل مفرداتها جزء من هويته الوطنية، نحتاج أن يرتبط جيل اليوم بالجربوع والخزز بدلاً من الدب ويني والخنزير فجلة، وبأزهار الشفلح والعوسج والجثجاث والعرفج، والمدقي والصقرقع وباقي الطيور، ولا يأتي ذلك إلا بممارسة أنشطة صغيرة على مستوى المدارس في موسم الربيع، كتنظيم رحلة برية استكشافية لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية، فيها يلاحظون ويراقبون ويتساءلون ويستكشفون ويصورون ويبحثون عن أسماء كل الكائنات التي تم تصويرها والبحث عن فوائدها، كما يمكن تنظيم مسابقات القصة القصيرة والحوار على صور بانورامية لتلك الكائنات، تعزز من الخيال وتقوي ملكة الحس والحدس. أما على مستوى التعليم، فقد أصبح من الأهمية بمكان إدراج مفردات الحياة الفطرية من نباتات وحيوانات وحشرات وكائنات دقيقة ومقدرات الدولة من الأحياء الفطرية ضمن مناهج التعليم، يصاحب ذلك تدريس أخلاقيات التعامل معها في القانون الحيوي. وعلى المستوى الفردي، نأمل أن تكون هناك أعمال توثيقية إضافية لما قام به السيد مهنا العسيري -أكثر الله من أمثاله- الذي وثّق مشكوراً حياة النبات والطيور والحشرات، فقد وضع حجر أساس في الموروث المحلي الطبيعي ونرجو أن تتبعه إضافات أخرى. إن تلك المعارف التقليدية التي تتشكل في البيئات المحلية أصبحت حديث المجتمع الدولي، وأصبح هناك اقتسام للمنافع لمن سبق وسجلها ووثقها في المؤسسات الدولية، وبخاصة شركات الأدوية العظمى، فهي تستمد أغلب مكونات أدويتها من الكائنات البرية الحية وترجع في ذلك إلى سكان البيئة المحليين لتستفيد من مهاراتهم ومعارفهم التقليدية، وبذلك تزيد من مخترعاتها وابتكاراتها ومن ثم عوائدها الاستثمارية. إن كنوز قطر الطبيعية ما زالت غير مكتشفة ومجهولة، فنرجو العمل على البحث عنها ودراستها وتوثيقها للمحافظة عليها وتعليمها للأجيال الحالية واستدامتها للأجيال القادمة التي هي أساس رؤية قطر الوطنية 2030.

العصاميون

دأبت الأستاذة تينا سليغ في محاضراتها بجامعة ستانفورد الأميركية على تخصيص أسبوع لتعليم الطلبة معنى العصامية تطبيقياً، منها هذه المهمة التي تسألهم فيها: كم ستربح من المال لو أعطوك 5 دولارات وساعتين من نهار؟ حيث...

تلحلحوا

أيام قليلة وينادينا اليوم الرياضي لِنتلحلح! نعم نتلحلح* ونتزحزح عن أماكننا ونمارس الرياضة في كل مكان: البيت، النادي، الحدائق العامة. سوف تُقرع طبول الاحتفال باليوم الرياضي، وكأنما هذه الطبول تقرع بتدفق دماء الصحة والعافية في...

جاذبية عائلة سبوق

هل تذكرون عائلة سبوق؟ لقد كانت عائلة رياضية تتكون من سبوق وزكريتي وتمبكي وفريحة وترينة، استوحاهم الفنان القطري أحمد المعاضيد من البيئة القطرية لتكون شعاراً لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في الدوحة عام 2011م. لقد...

ألا يستحقون؟!

في أحد أركان مقهى أحد المجمعات التجارية هناك رجل مسن يقعد ساكناً على كرسيه لا ينطق ببنت شفه حتى مع سائقه الذي يصحبه، يزور هذا الركن يومياً يحتسي قهوته، ويتفرج على المارة، علّ تلك الفرجة...

أتقني

في مقابلة تلفزيونية سُئِل عالم الفضاء العربي فاروق الباز عن رسالة يوجهها للمرأة العربية فنصحها بأن لا تلتفت للمشككين والمحبطين والمنتقدين لقدراتها مهما كانوا، وبأن تتقن عملها سواء كان في إعداد الطعام أو أعمالها الأخرى،...

خبز.. وورد!

لطالما جذبتني أكشاك الورد المتناثرة في كل الطرقات أثناء السياحة في الخارج، وكم تمنيت أن يكون لدينا أكشاك للزهور في الطرقات العامة والفرعية لجمالها، وليسهل اقتناؤها ونحن ذاهبون أو آيبون، حيث إن مجرد الوقوف عندها...

أنت + 20؟

يقال إن أحسن لحظة للتخطيط للحياة كانت منذ 20 سنة، والآن! ونحن على أعتاب العام الجديد 2015 هل تتخيل نفسك بعد 20 عاماً من الآن؟!.. أي في عام 2035م! قد يكون للوهلة الأولى هذا السؤال...

شعارات اليوم الوطني ..

عشنا في الأسبوع الماضي أجواء احتفالية رائعة، بلغت فيها الروح الوطنية ذروتها، التف فيها الشعب حول القائد، فأصبحوا لحمة واحدة، لا نسطيع التفريق بينهما من هو الشعب ومن هو القائد! فالحمد لله على ما وهبنا....

وعاملت أنا بالصدق والنصح والنقا

بدأت احتفالات البلاد بالذكرى 136 لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد -رحمه الله وطيب ثراه- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد، وقادها نحو الوحدة، وذاد عنها وعن استقلالها التام، وأثبت وجودها على الخريطة السياسية للعالم....

واجب مستحب

أثارت صورة وزير التجارة والصناعة السعودي التي انتشرت الأسبوع الماضي أثناء جلوسه في أحد صالونات الحلاقة وهو يعبث بجواله غير آبه بمن حوله إعجاب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات الشاكرة المباركة للوزير هذا الصنيع،...

رب مُبلغٍ أوعى من سامع!

بطبعي لست غيورة ولكن تعتريني غيرة لا تضاهى وفضول لا يقارن من مشاهدة كل شخص يقرأ في مكان عام، حديقة، كورنيش، أو سيارة وحتى في بعض المحلات! وأراها غيرة إيجابية تحفزني للقراءة والاقتداء بهؤلاء، حيث...

الانتظار..

يطرح الانتظار في حياة الناس قسراً، كيف لا وهو المستقبل بعيداً كان أم قريباً، وتتبدل أوضاعه بين متأهب ومتمهل أو متربص ومترقب. يأتي الانتظار للطفل الجائع على شكل بكاء وعويل وألم لا يحتمل التأجيل، بينما...