


عدد المقالات 329
السعادة هي كلمةٌ يتمنّى كلُّ إنسانٍ أن يتغلغل داخلها وأن تتداخل في كيانه، ليذوق من خلالها طعم الحياة، ويرى جماليّاتها، ويسمع تغاريد بهجتها، ويشمّ عبق الأمل المشرق فيها، لكن هل سألنا أنفسنا يومًا كيف للسعادة أن تقربنا وكيف لنا أن نروّضها فتكون بين أيدينا طيِّعة لينة؟ إنّ السعادة تتطلَّب منَّا أن نكون على اتِّصالٍ دائمٍ مع ذواتنا لا ننفصم عنها، لننظر خارجها، وأعني بذلك أن تكون مقتنعًا بذاتك راضيًا عن نفسك، ويتحقق لك ذلك بأن تسير على نهج الاستقامة الذي دعا له الله وطبَّقة أنبياؤه والصالحون من عباده، فعاشوا حياتهم سعداء رغم العناء أقوياء رغم ضعف الإمكانات، مسرورين رغم تكدّس الواجبات. كلُّ ذلك لأنَّهم اقتنعوا بأنَّ السعادة لا تكون خارج كيان الإنسان، فاحرص أن تقتنع بذاتك حتى تنال رضاها. ومن مداخل السعادة، الرضا والقناعة والثقة بالنفس، ثم إن علينا ألا نقرن أنفسنا بالآخرين وألّا نقيِّم أنفسنا من خلالهم فقط، فهناك معايير إلهية لتقييم النفس وهناك معايير بشريّة لكن البشريّة منها لا تعني الصدق والوضوح، فاتركها وقيّم نفسك بميزان الله الذي فطرك ويعلم مدخلات السعادة إلى نفسك، فاتّصل بالله دائما، بصلاتك وسجودك وركوعك وخلوتك. فهذا لعمري سرٌّ من أسرار السعادة، فأنت بها ترتبط بالقويّ القادر المقتدر الرازق الواهب المعطي. ثمَّ عليك أن تقنع ذاتك بأنَّ الحياة لا ولن توهب لك كما أردت وخطّطت، وأنَّ من تعتقد أنَّهم أغنى منك وأعلم منك لم يأخذوا من الحياة إلّا ما قدّر لهم ولا يشترط أن يكونوا بذلك سعداء. فأغنى الناس (قارون) كما ورد لم يأخذ من كنوزه التي كانت مفاتحها تنوء بالعصبة أولي القوة، إلا كما أخذ أضعف إنسان وأقلّهم شأنًا لم يخلده التاريخ بشيء. فاعتبر أيّها الإنسان. لذلك أريد أن أهمس في أذنك وأقول لك: إن السعادة تنتظرك، نعم أنت يا من تقرأ؛ السعادة تنتظرك. لكن كيف؟ فكِّر جيدا بالمستقبل، القِ الماضي وأوزاره وهمومه وتداعياته، وارفق بيومك المقبل، لا تحمِّله وزر يومك الماضي، فهو لا يستحق ولا ذنب له، اِعمل كلَّ يومٍ تنقيةً وفلترةً لكيانك، بإنهاء مهامِّك المعتادة، وتقسيط أعبائك الكبيرة، بتقسيم يومك بين دنياك وآخرتك... وأثناء كلِّ ذلك كن مبتسمًا، ولا تصاحب سوى المبتسمين الذين يرسمون على محياك الابتسامة ويزرعون من خلالها الأمل في نفسك، فالابتسامة عدوى، كما هو الحزن والتشاؤم عدوى... فكن جميلًا حتى تستقطب كل جميل حولك... فمن فرغ قلبه من الجمال سيرى كلّ من حوله وما حوله قبيحًا، والذي نفسه بغير جمالٍ... لا يرى في الوجود شيئا جميلًا. لأجل ذلك كلِّه أدعوك بأن تفهم ذاتك وتحترم نفسك وتقدّر إنسانيَّتك وأن ترضى عن قدرك مهما كان وألا تقرن نفسك بميزان غيرك، وأن تبدأ كلّ يومٍ حياةً جديدةً مفرغةً من وزر الماضي... حالمةً بمستقبلٍ جميلٍ... فكن أنت من يصنعه... وكن للسعادة عنوانًا في بيئتك وأينما حللت وتواجدت، واصنعها لغيرك إن استطعت، وانشرها فبقدر نشرك لها تعظُم إنسانيَّتك ويرتفع قدرك.... وأخيرًا أتمنى أن تجد ذاتك وسعادتك.
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...