


عدد المقالات 329
لا تهدموا إرث أجيال بتقصير جيل... ولا تسقطوا خطأ جيل على أجيال... كونوا عقلانيين، كونوا حقّانيين... من خلال مطالعتي لمواقع التواصل الاجتماعي بكل مكوناتها، وما يصلني من منشورات وفيديوهات وصور عبر الواتس آب، بت أرى أن هناك تقليلًا من شأن المسلمين والعرب في كثيرٍ من مجالات الحياة، في الدين والعلوم والفنون وشؤونٍ أخرى كثيرة... حتى وصل الأمر إلى نسبة كثير من الإنجازات والعلوم والاختراقات العلمية والأدبية لغيرهم، وهذا والله جدّ خطير حينما يسلب شخصٌ علمًا بذل فيه دمه ووقته وجهده، والأخطر هو تناقله ونشره وتصديقه، ثم مساندة الناشر والمروّج بالتقليل من شأن العرب والمسلمين الذين هم من ابتكره وأوجده، فتخيّل نفسك تعبت وسهرت وبذلت وقتك في تشييد بيت جميل عظيم، ثم إذا قام واستوى على سوقه، يأتي أحدهم ليقول: هذا لي ويقصيك ويقصي أي علاقة لك به، ثمّ يأتي أهلك ليهنّئوا من سلبك بيتك وحقك ويكيلوا لك كل مكيال إقصاء وفشل. ألا تمتعض ألا تشعر بالظلم وقساوته ومرارته؟! لست متعصبةً للعرب أو المسلمين، ولله الحمد أني عربيّة مسلمة، وحق لكل عاقل ومستنير أن يفخر بالعرب والمسلمين وإنجازاتهم، ليس على صعيد الدين فحسب، وإنما على صعيد جوانب الإنسانيّة جمعاء، فهم من بنى وشيّد ورفع كل ما يرقى بالإنسان ويعلي قدره، وهم خير مستخلفين في الأرض، نشروا العدل والأمن والسلام وحرّروا الشعوب والأوطان من العبودية، وخلّصوها من الشرور والآثام التي كانت تفتك بكل معنى من معاني الإنسانيّة، والتاريخ بكلّ جوانبه، يشهد لهم بذلك، ولا يمكن لأيٍ كان أن يمحوَ أثراً محفوراً في ذاكرة البشريّة. فحتى نكون عقلانيين لا نرتدي رؤوسا خرقاء، ولا نهرف بما لا نعرف، ولا ننشر ما لا ينشر، ولا نؤازر من لا يؤازَر، علينا التفكُّر جيدًا في عناوين المنشورات التي تصلنا، التي كثيرًا ما تكون كلمة حق يراد بها باطل، فحواها حق وعنوانها باطل، وقد رأيت مؤخرا عناوين صادمة على مواقع التواصل من مثل «الغرب يشرح معنى كلمة (الله) بعد أن عجز عنها العرب... (خبت، فقد شرحها العرب وبينوها وشرحوها وكتبوا المؤلفات الطوال فيها قبل مئات السنين). فيا من تريد نشر الحق والعلم والخير، انسبه لأهله دون تشويهٍ لغيره، كن عادلًا كن موضوعيّا، لا تظلمنّ ولا تحقرّن أحدًا، ويا من تتلقى هذه العناوين والمنشورات تيقن أنك قد تُخدُع لجهلك، وقد تُضلّلُ بقلة وعيك، فتثبّت مما تنشر وتيقّن مما تقرأ، وحاول التقصّي والبحث عن الحقيقة، وتعرّف على إرثك وتاريخك وحضارتك، وصافح أجدادك الذين أناروا الكون والدنيا بعلمهم وأدبهم.
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...