


عدد المقالات 52
بفضل عزوف الشعوب العربية عن القراءة أصبح «الواتس آب» اليوم المصدر الأول والأسرع من مصادر المعلومة الثقافية -إن جاز التعبير- فبه تصلنا أحوال الناس في العالم من غرائب وطرائف وأفراح وأتراح، كما تصلنا أخبار الدول والأمصار، بل تعدى ذلك إلى ورود مقتطفات من مواقف وأحداث خلدها التاريخ مما يأسر العقل والفؤاد، لأنا نسينا التاريخ وبتنا نعيش على النذر اليسير منه ومما تبقى في الذاكرة من أيام المدرسة والجامعة! إن التاريخ كما يعرفه ابن خلدون في مقدمته: «في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى. تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال، وتطرف بها الأندية إذا غصّها الاحتفال، وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال، واتسع للدول فيها النطاق والمجال، وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال، وفي باطنه نظرٌ وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعِلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق، وجدير بأن يعد في علومها وخليق». من هذا التعريف الدقيق يتبين لنا مدى حاجتنا اليوم لقراءة التاريخ من جديد، بل العودة إليه تمثل لنا العودة إلى المستقبل، وخاصة التاريخ الإسلامي الزاخر بالثقافة والحضارة للنهل من كنوزه واستخلاص العبر والمواعظ من أحداثه العظام، فقراءة التاريخ تضيف عمراً إلى عمرناً، وتثرينا بالخبرات والتجارب الناجحة، وتبعدنا عن النهايات الخاسرة كما آل إليها الأقدمون، وتعزز في نفوسنا الشموخ والثقة بالنفس إزاء دخول الأمة الإسلامية في نفق مظلم من أحداث عصيبة نحتاج أن نرمق فيه بارقة أمل للنهوض والمضي قدماً. كما أن قراءة التاريخ تعيد تشكيلنا الثقافي في زمن باتت فيه الرياح عاتية، اقتلعت الكثير من محددات الشخصية العربية والهوية الإسلامية، كما أن في ثنايا التاريخ شخصيات عظيمة تمثل لنا قدوة في زمن عزت فيه القدوات. ومما يذكره المفكر مالك بن نبي في قيمة قراءة التاريخ: «إن نظرتنا إلى التاريخ لا تؤدي إلى نتائج نظرية فحسب، بل إلى نتائج تطبيقية تتصل بسلوكنا في الحياة، فهي تحدد موقفنا أمام الأحداث، وبالتالي أمام المشكلات التي تنجم عنها». هناك الكثير من الكتب التاريخية ذات السرد الشيق يمكن قراءتها كأفراد وجماعات، بأن تخصص مجموعات لقراءة كتب التاريخ، وليس فقط للروايات والكتب الأدبية، فهناك العَلَم، وهناك الموقف والحدث، وهناك الطرفة، وهناك العبرة. كما أن حصص الاحتياط في المدارس وقت ملائم جداً لإثراء الطلاب برواية قصص التاريخ الطريفة ونشأة العظماء من الشباب التي تناسب أعمار طلاب المدارس، لبث روح الإنجاز والحماسة فيهم، وأيضاً يمكن لنشاط مكتبة المدرسة تعريف الطلاب على المدن والآثار الإسلامية، وإجراء المسابقات الثقافية عن بعض الشخصيات التاريخية، فلن يكون لدينا جيل شاب قوي إلا وقد جمع بين علوم اليوم وعلوم وأخبار التاريخ، وكما يقول أحمد شوقي: اقرأ التاريخَ إِذ فيهِ العِبَر.... ضاعَ قَومٌ لَيسَ يَدرونَ الخَبَر!
دأبت الأستاذة تينا سليغ في محاضراتها بجامعة ستانفورد الأميركية على تخصيص أسبوع لتعليم الطلبة معنى العصامية تطبيقياً، منها هذه المهمة التي تسألهم فيها: كم ستربح من المال لو أعطوك 5 دولارات وساعتين من نهار؟ حيث...
أيام قليلة وينادينا اليوم الرياضي لِنتلحلح! نعم نتلحلح* ونتزحزح عن أماكننا ونمارس الرياضة في كل مكان: البيت، النادي، الحدائق العامة. سوف تُقرع طبول الاحتفال باليوم الرياضي، وكأنما هذه الطبول تقرع بتدفق دماء الصحة والعافية في...
هل تذكرون عائلة سبوق؟ لقد كانت عائلة رياضية تتكون من سبوق وزكريتي وتمبكي وفريحة وترينة، استوحاهم الفنان القطري أحمد المعاضيد من البيئة القطرية لتكون شعاراً لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في الدوحة عام 2011م. لقد...
في أحد أركان مقهى أحد المجمعات التجارية هناك رجل مسن يقعد ساكناً على كرسيه لا ينطق ببنت شفه حتى مع سائقه الذي يصحبه، يزور هذا الركن يومياً يحتسي قهوته، ويتفرج على المارة، علّ تلك الفرجة...
في مقابلة تلفزيونية سُئِل عالم الفضاء العربي فاروق الباز عن رسالة يوجهها للمرأة العربية فنصحها بأن لا تلتفت للمشككين والمحبطين والمنتقدين لقدراتها مهما كانوا، وبأن تتقن عملها سواء كان في إعداد الطعام أو أعمالها الأخرى،...
لطالما جذبتني أكشاك الورد المتناثرة في كل الطرقات أثناء السياحة في الخارج، وكم تمنيت أن يكون لدينا أكشاك للزهور في الطرقات العامة والفرعية لجمالها، وليسهل اقتناؤها ونحن ذاهبون أو آيبون، حيث إن مجرد الوقوف عندها...
يقال إن أحسن لحظة للتخطيط للحياة كانت منذ 20 سنة، والآن! ونحن على أعتاب العام الجديد 2015 هل تتخيل نفسك بعد 20 عاماً من الآن؟!.. أي في عام 2035م! قد يكون للوهلة الأولى هذا السؤال...
عشنا في الأسبوع الماضي أجواء احتفالية رائعة، بلغت فيها الروح الوطنية ذروتها، التف فيها الشعب حول القائد، فأصبحوا لحمة واحدة، لا نسطيع التفريق بينهما من هو الشعب ومن هو القائد! فالحمد لله على ما وهبنا....
بدأت احتفالات البلاد بالذكرى 136 لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد -رحمه الله وطيب ثراه- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد، وقادها نحو الوحدة، وذاد عنها وعن استقلالها التام، وأثبت وجودها على الخريطة السياسية للعالم....
أثارت صورة وزير التجارة والصناعة السعودي التي انتشرت الأسبوع الماضي أثناء جلوسه في أحد صالونات الحلاقة وهو يعبث بجواله غير آبه بمن حوله إعجاب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات الشاكرة المباركة للوزير هذا الصنيع،...
بطبعي لست غيورة ولكن تعتريني غيرة لا تضاهى وفضول لا يقارن من مشاهدة كل شخص يقرأ في مكان عام، حديقة، كورنيش، أو سيارة وحتى في بعض المحلات! وأراها غيرة إيجابية تحفزني للقراءة والاقتداء بهؤلاء، حيث...
يطرح الانتظار في حياة الناس قسراً، كيف لا وهو المستقبل بعيداً كان أم قريباً، وتتبدل أوضاعه بين متأهب ومتمهل أو متربص ومترقب. يأتي الانتظار للطفل الجائع على شكل بكاء وعويل وألم لا يحتمل التأجيل، بينما...