alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 168

مدارس التفكير الإبداعي (2/2)

14 أغسطس 2022 , 12:05ص

في مقالنا السابق، تحدثنا عن ثلاث مدارس للتفكير الإبداعي واليوم نستكمل الحديث حول باقي المدارس ونتوقف قليلاً حول الابداع الفردي والمؤسسي ودور كل واحد منهم في إثراء الإبداع في المؤسسات. 4. تفكير الأنظمة (SYSTEMS THINKING) يقول سيتف جوبز: «الإبداع هو مجرد ربط الأشياء. عندما تسأل المبدعين كيف فعلوا ذلك، يشعرون بالذنب قليلاً لأنهم لم يفعلوا ذلك حقًا، لقد رأوا شيئًا ما، بدا واضحا لهم بعد حين». يمكن وصف التفكير بالأنظمة بأنه القدرة على رؤية كيفية ترابط الأشياء وتشكيل شيء أكبر من خلالها. يبدو أن بعض الناس قادرون على إدراك هذه الروابط بسهولة أكبر من الآخرين، القدرة على ربط النقاط المتناثرة وتأثيرها على النظام بأكمله؛ أي إذا تم تغيير شيء واحد، فإن النظام بأكمله سيتغير. هناك عدة المبادئ للتفكير بالأنظمة: • الصورة الكلية: الخصائص الناشئة للصورة الشاملة التي لا يمكن اكتشافها عن طريق التجزيء. • الربط: ويقصد به الترابط بين الأشياء المتناثرة. • الهيكلية: تتكون الأركان المعقدة من أنظمة فرعية أصغر. أحد الجوانب التأسيسية للتفكير بالأنظمة هو تجميع عدة عناصر في عنصر واحد، والذي يتجاوز أهمية مجموع العناصر المستقلة. يرتبط التفكير بالأنظمة ارتباطًا وثيقًا بالتفكير الجمالي، في هذا التوليف وجعل الأشياء «كاملة» ومثالية، بطريقة ما ترتبط بالأناقة والجمال. كما أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنوع التالي من التفكير - التفكير الملهم. 5. التفكير الملهم (INSPIRATIONAL THINKING): يتعلق هذا النوع من التفكير الإبداعي بتصور تلقي رؤى من مكان ما أو من شخص آخر. غالبًا ما يحدث في الأحلام أو حالات أخرى ملهمة، ولكن في بعض الأحيان يحدث على شكل دفقات قوية للغاية من الوضوح والتركيز، تعرف باسم لحظات الإلهام أو تجارب الذروة ؛ وقد تكون كلمة فيثاغورث المشهورة «وجدتها، وجدتها» كانت في لحظة إلهام. وتوجد مئات القصص والشواهد عبر التاريخ تؤكد على حدوث هذا الإلهام لعلماء وباحثين ومخترعين وفنانين في لحظة انعطف لهم الزمن وكشف لهم ما لم يكن لغيرهم. يصف بعض الباحثين هذه الأفكار الخارقة بأنها «إبداع أعلى». بالمقارنة مع المخرجات الإبداعية العادية، يبدو أن هذه تحدث نقلة نوعية تتجاوز ما يمكن تحقيقه مع أنواع أخرى من التفكير. هذه التجارب غير العادية، عندما يبدو أن كل شيء يبدو منطقيًا في لحظة واحدة، سُميت “الخيال الشعري»، «الوحي» وأحيانًا «التوجيه» ؛ وهذا ما يسميه العرب في جاهليتهم شيطان الشعر مثلا. فقد كتب الكثير من الشعراء أشعارهم الخالدة في لحظة إلهام ؛ وكانوا ينسبون ذلك لشيطانهم الشعري. الإبداع الفردي أم المؤسسي.. أيهما أهم ويسبق الآخر؟ في مقابل مدارس التفكير السابقة؛ يُطرح السؤال التالي؛ هل الإبداع فردي أم مؤسسي؟ وهل نشجع الإبداع الفردي أم المؤسسي ؟ وما هو الفرق بينهما؟ اذن في هذه الجزئية فإننا نتحدث هنا عن مدرسة فكرية أخرى تتناول موضوع الإبداع من جانب أخر مختلف عما سبق. الإبداع الفردي مقابل الإبداع المؤسسي؛ فالاثنان متصلان، ولكنهما بعيدان في الوقت ذاته. هي ليست احجية ولكن تصوراتنا حولها. فالإبداع الفردي «Little c» هو أفكار أو ابتكارات من قبل فرد مبدع - على سبيل المثال مؤلف يكتب كتابًا أو موسيقي يبدع سنفونية رائعة أو مدير عمليات يفكر في عملية جديدة. الإبداع المؤسسي «Big C» هو أفكار أو ابتكارات تنسب إلى مجموعة من الناس تعمل جميعها لنفس المنظمة. يمكن أن يكون هذا فريق تطوير لمنتج جديد ؛ أو تقنية جديدة في العمل أو حتى تصميم إجراءات جديدة ومبتكرة. وبعبارة أخرى، في حين أن جُل الإبداع المؤسسي هو نتيجة للإبداع الفردي، ليس كل إبداع فردي هو مؤسسي. الاثنان متشابهان، لكنهما ليسا متشابهين! في كثير من الأحيان، يفترض الناس أن مصطلح الإبداع ينطبق فقط على الأفكار الخارقة. لكن خبراء الإبداع يقولون إن هناك بالفعل نوعين مختلفين. شرح جيف ماوزي،المؤلف المشارك لكتاب «شركة الإبداع»، الاختلافات بين هذين النوعين من الإبداع في مقابلة حديثة: «نميل إلى إلقاء نظرة على ما أسميه إبداع الكبير «C»، على سبيل المثال، اخترعنا جهاز G4 الجديد مؤخرًا؛ فالجميع يبحثون عن الإبداع الكبير. في هذه الأثناء، يمضي الناس في حياتهم، وكل يوم أثناء سيرهم، مع تغير السوق، مع تغير بيئة المكتب، مع تغير طبيعة الأعمال يطبقون الإبداع الصغير «c» طوال الوقت وهم لا يدرون. لكنهم ينظرون حولهم إلى الإنجاز الكبير «C» ويفكرون: «لن أفعل ذلك أبدًا؛ أنا لست مبدعًا» وتبدو عليهم الحسرة. بدلاً من ذلك، إذا كان بإمكان الأشخاص تعلم التركيز على الأشياء الصغيرة، فسوف يقرون لأنفسهم كونهم مبدعين. إذا أدركنا أنه، تمامًا مثل اللياقة البدنية، فهي هناك طوال الوقت، تنمو كل يوم بالممارسة، ونحن لا ندري. فعندما يحين الوقت لتطبيق الإبداع تجاه التغيير الكبير، فنحن أكثر لياقة وقدرة على القيام بذلك». غالبًا ما تكون الإبداعات الصغيرة مستوحاة من محيطنا، والتي قد تشمل الأشخاص الذين نتحدث إليهم، والأماكن التي نذهب إليها، والأشياء التي نقرأها وأشكال المحفزات اليومية. قد تتحدث إلى زميل في العمل، وفجأة يتسبب شيء يقوله في طرح فكرة حول كيفية تحسين عملية أو مهمة تشكل جزءًا من مسؤولياتك الوظيفية. هذا هو الإبداع الصغير في العمل. الخلاصة أيها القارئ الكريم؛ آمن بأنك مبدع وركز على الابداعات الصغيرة وستكبر معاك كل يوم حتى تصبح إبداعاً عظيماً. Hussain.alsayed@illaftrain.co.uk

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (3)

اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...