alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 329

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

فلان بن فلان

13 نوفمبر 2016 , 01:05ص

لقد كرّم الله سبحانه وتعالى بني آدم، وجعله خليفته في الأرض؛ أسود كان أو أبيض، فقيرًا كان أو غنيًا، فتفكّر أيها الإنسان، فربك واحد سواء أكنت من قبيلة مرموقة أو من قبيلة غير معروفة. هو الله مقسّم الأرزاق، محدّد الآجال، مسطّر الأقدار، فلو كنت يا (فلان بن فلان) يا ابن أبيك وجدّك مفتخراً معتزاً بقبيلتك منتميا لها، فلا تنس أنّك لم تقدّر ذلك لنفسك، ولم تصنعه على عينك؛ بل إنّه رزقٌ ساقه الله إليك، وإن فكرت أن تحتقر غيرك ولو للحظةٍ، فاعلم أنك (مسكين) لا تعرف سنن الله في الكون، بل إنّ نظرتك الدونية للآخرين دليل جهلك وقلة وعيك، ولا نلومك! فأنت مضطرٌّ لذلك، فليس في ذاتك ما تفخر به، فلا علم ولا دين ولا خلق ولا... فلا تملك إلا القول: أنا ابن فلان وكان جدي فلاناً، فأنت تفخر بلا شيء حتى إنك تفخر بآبائك وأجدادك دون أن يقدّموا للبشريّة شيئا يُذكر، وأنت بالتأكيد لا تفتخر بعلم الأولين ولا أدبهم لأنهم هم من علمونا التواضع للآخرين، فهل خلّد أجدادك شيئا يُذكر لتتعالى به على الناس؟ وإن خلَّدوا شيئا فهل أمروك باستغلاله للتبجح على الناس واحتقارهم؟، فإن كان ما تركوه (أنت) فبئس المتروك. إذا افتخرتَ بأقوامٍ لهم شرفٌ قُلنا صدقتَ ولكن بئسَ ما وَلَدوا كم أشفق على هؤلاء المتعالين الذين ينظرون إليك من برج عاجيٍّ، وكأنّهم ملكوا الدنيا بأسرها، بل قد يتجاهلون مصافحتك والتقرب منك. شتّان شتّان بينك وبين محمد بن عبدالله سيد ولد آدم، جعله الله من أشرف العرب وأرفعهم نسبًا، حتى يكون في ذلك تثبيتًا لدعوته وتصديقًا لنبوّته، ومدعاةً لاتّباعه في مجتمع يعظّم القبيلة ويتعصّب لها، وهي ميزة في العرب وحدهم في ذاك الزمان الذي وصف بالجاهليّ. لكن القبيلة لم تنتصر لمن كفر وتولى وأدبر عن دين الله، لأن الله هو الأقوى وهو الأعلى ومن ينتمي لله هو الذي يظهر ويسمو، فأين رسول الله من عمه أبولهب؟ الذي قال الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}. وفي ذلك يقول الشاعر: لَعَمْرُكَ ما الإنسانُ إلّا بدِينهِ فلا تَتْرُكِ التقوى اتِّكالًا على النسب فتأمّل كيف رَفَعَ الإسلام الصحابي سلمانَ الفارسي، وكيف وَضَعَ الشركُ الشَّقِيَّ أبا لهب. فالفخر بالنسب، والتعالي بالحسب مرض جاهليّ؛ وفي ذلك يقول عليه السلام: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآْبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ». وهذا ذم للفخر بالأحساب؛ فالإنسان إنّما يشرُف بأفعاله وصفاته وقيمه لا بسواها، والغرب يفخر بـ (توماس أديسونThomas Edison) ذاك الفقير الذي ارتقى بعلمه واختراعاته وأنار لنا العالم بأسره، والعرب تفخر بأبي بكر الرازي أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق، فالفخر بإيجاز هو الإنجاز وهو المجد الذي تصنعه والأخلاق التي تمتلك. ختاماً: لا نقول للناس لا تفخروا بقبائلكم ولا بأنسابكم... ولكن لماذا تحقرون الآخرين!! وهل يكتمل فخركم باحتقار غيركم؟ وهل يضيف لقبيلتكم مجداً وهمياً كما هي أمجادكم الآن؟!!! نسأل الله أن يهدينا لما يحب ويرضى وأن يطهر قلوبنا من نعرات الجاهلية.

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...

خليفة

لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...