alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 164

الاحتراق الوظيفي 2

12 نوفمبر 2023 , 02:05ص

تحدثنا في المقال الأول حول الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل واليوم حديثنا حول أنواع الاحتراق الوظيفي ومراحله ومؤشراته. في مقال «هل تُميز الاحتراق الوظيفي عندما ترى أعراضه؟»، ذكر الباحثون نوعين رئيسين من الاحتراق الوظيفي: الاحتراق الوظيفي الداخلي، وهو الأكثر شيوعياً، ومن الصعب ملاحظته، ولهذا السبب تلجأ الشركات عادة إلى الدراسات الاستقصائية من أجل تحري معاناة الموظفين منه، وتشمل علامات الإنذار المبكر التي تدل على الإصابة به التعب مع الشعور بانعدام الكفاءة والحزن. يضر الاحتراق الوظيفي الداخلي بالإنتاجية، لأنه يسهم في شعور الموظف باليأس والقلق. فالجميع يمرون بانتكاسات في العمل، لكن الموظف الذي يعاني من الاحتراق الوظيفي قد يشعر أن التغلب عليه مستحيل ويعتبر ذلك فشلاً شخصياً، وبالتالي قد ينفصل عن العمل لأنه يشعر أنه فاشل في كل ما يفعله، ما يدفعه للتفكير بعدم ضرورة المحاولة طالما أنه سيفشل مجدداً. لذا، يجب أن نحترس من حالة الإحباط هذه التي يمكن أن تظهر على صورة كآبة، وننتبه للعلامات الدقيقة في لغة الموظف عندما يعبر عن إحباطه أو استسلامه، كالعبارات التي تشير إلى قبول الألم أو الوضع الراهن الذي لا يطاق، كأن يقول: «هذه طبيعة الأمور» أو «العمل معهم يشبه ضرب رأسك بالحائط» أو «لماذا أكلف نفسي عناء ذلك؟» بنبرة منخفضة وتنهيدات مسموعة وهز الرأس الخفيف. احتراق وظيفي خارجي، ويمكن ملاحظته بسهولة إذا كنت تعرف ما تبحث عنه تماماً. هل انخفضت معايير أداء الموظف المعتادة، أو تراجعت جهوده المعتادة، أو قلّ التزامه بالقواعد، أو أصبح يتأخر عن مواعيد التسليم أو يبدي تهكماً أكثر من المعتاد؟ هذه هي الآثار الجانبية للامبالاة المرتبطة بالاحتراق الوظيفي، وإذا أُهملت وتفاقمت، فقد تؤدي إلى سلوك سلبي شديد، كتجنب التعامل مع الزملاء وعدم التقدم لطرح فكرة أو مشكلة، وإهمال معالجة المشكلات على خلاف العادة. والمهم أننا ندرك أننا نمر بعدة مراحل قبل أن نصل إلى الاحتراق الوظيفي وهي مذكورة في بحث حول الاحتراق الوظيفي، لخّصت جامعة ولاية وينونا مراحل لحدوث الاحتراق الوظيفي، تبدأ مرحلة شهر العسل: خلال هذه المرحلة تكون سعيدا بالعمل الذي تقوم به، وتشعر بالرضا الوظيفي والإبداع والنشاط والحيوية، لا تمانع تخطي الغداء أو العمل لوقت متأخر لأنك متحمس جدا لمكان عملك الجديد وترغب في إثبات نفسك. الموازنة: ثم تأتي المرحلة الثانية، التي تفقد خلالها الوظيفة بريقها، تُعرف هذه المرحلة باسم «الموازنة»، وهي تكون على عكس التفاؤل الجامح والإيجابية المفرطة التي تتميز بهما المرحلة الأولى، أنت تدرك الآن بوضوح أن بعض الأيام تكون أفضل من غيرها فيما يتعلق بقدرتك على التعامل مع ضغوط العمل، وتُصبح لديك أيام جيدة وأيام سيئة. قد تلاحظ خلال هذه المرحلة أن الحفاظ على أدائك في العمل يتطلب منك بذل المزيد من الجهد. الاجهاد المزمن: في المرحلة الثالثة تبدأ أعراض الإجهاد المزمن في الظهور، فتشعر بالتوتر وعدم الارتياح تجاه أيام العمل. عندما يطلب منك أحد المحيطين بك، سواء في المنزل أو في العمل، القيام بشيء فإنك تشعر بالاستياء. قد تشعر بالإرهاق أو اللامبالاة، أو تعتمد على الكافيين والمنبهات لتمضية يومك. كذلك قد تشعر بالاكتئاب أو الشك بأن الأشياء يمكن أن تتغير. بداية الاحتراق الحقيقي: في المرحلة الرابعة، تبدأ في الشعور بالأعراض العقلية والعاطفية والجسدية للاحتراق الوظيفي، تتخطى العمل أو تمارس التسويف أو تُفوت المواعيد النهائية بأي طريقة. وأخيراً، الانزلاق في وحل الاحتراق: أما المرحلة الخامسة فتتمثل في أن يصبح الاحتراق الوظيفي مُتمكنا منك ومُحاصرا لك، بمعنى آخر، أصبح الاحتراق الوظيفي هو إعدادك الافتراضي الجديد، بل قد لا تكون قادرا على تذكر الوقت الذي يسبق شعورك بهذه الحالة . مؤشرات مهمة في الاحتراق الوظيفي، راقب نفسك عندما تلاحظ أي عرض من الأعراض والمؤشرات التالية: مؤشرات جسدية: مثل الشعور بالتعب والاستنزاف معظم الوقت، المناعة المنخفضة والأمراض المتكررة، صداع متكرر أو آلام في العضلات، التغيير في عادات الشهية أو النوم. مؤشرات عاطفية: مثل الشعور بالفشل والشك في النفس، الشعور بالعجز والانهزام، العزلة والشعور بالوحدة في العالم، فقدان الدوافع، النظرة السلبية للأمور وعدم الشعور بالرضا. مؤشرات سلوكية: مثل الانسحاب من المسؤوليات، المماطلة واستغراق وقت أطول لإنجاز المهام، إخراج إحباطك على الآخرين، التغيب عن العمل أو الوصول في وقت متأخر وتركه في وقت مبكر نتحدث في مقالنا القادم حول مهارات التعامل مع الاحتراق الوظيفي. @hussainhalsayed

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...