


عدد المقالات 329
يومياً نبحث عن حلول لمشاكلنا في العمل، ونقتفي طرق التربية السليمة لأبنائنا، ونسجّل في الورش والدورات التدريبية، لنزيد من معارفنا، ونستشير خبراء التغذية، للتخلص من الوزن الزائد، ونخطّط للسفر والاستجمام، ونتفق مع الأهل لرحلة أو وليمة لكسر الروتين والمتعة، وغيرها من الأمور التي نبحث من خلالها عن السعادة والراحة وتغيير الجو، ولنتعايش مع واقعنا، ولنحصل على ما يسد رمق الشعور بما نحتاجه إزاء متغيرات العصر. لدينا الكثير من المفاتيح لنفتح الأبواب الموصدة في طريقنا، ولدينا من الإمكانيات ما يجعلنا نشعر بأفياء من الرضا والسرور، وتعيننا على الوصول إلى ذروة النجاح في خضم الحياة، ولكننا نجهل استثمار هذه الإمكانيات وتلك المفاتيح، ولو استطعنا لحققنا لأنفسنا شعوراً ليس له مثيل، وأينما كنت وفي أي ظرف عشت ستستطيع مواكبة حياتك ومجاراة من حولك، وتجاهل العراقيل التي تواجهك. سنقف الآن ونطرح السؤال الآتي: ما الذي قمنا به اليوم؟ ستكون الإجابة مختلفة من شخص إلى آخر، هنا يكمن السر في راحتك عندما تستطيع تحديد الشيء الذي أراح قلبك، والذي شعرت من خلاله بأنك شخص مفيد، وأنك قدمت لنفسك ولمن حولك شيئاً يستحق التقدير. نعم، إنك أنت، وتستطيع إنجاز أعمال تجعلك مرتاحاً وسعيداً، ها قد أشرقت شمس يومك وأنت تفتح أجفاناً باتت في حفظ باريها، وتحرك أطرافاً كانت باسم الله مرتاحة، تبدأ يومك بـ «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»، تتوضأ لترفع بالتكبير صلاتك، ومن ثم تشرع في يومياتك وأنت تستحضر الوجود بالموجود، وتتأمل المخلوقات وتعيش مغامرة اللحظات الحلوة والمرة بكل تفاصيلها، دون أن تترك في ذاكرتك رواسب الحزن والألم. اجعل كل ما يمر بك شريطاً من الحكايات الممتعة التي تجعلك باسم الثغر، وماثل الخبرة، جاعلاً شعارك: «أنا أستطيع أن أكون أفضل في كل الظروف»، لا يوجد شيء يعيقك أكثر من نفسك، لذا احرص على برمجة ذاتك لتمتثل قيماً وسلوكاً تدفعك نحو ما يحقق لك الراحة والسعادة في أية لحظة وبأي مكان، تصرفاتك هي التي ستجلب لك المتعة أو الملل، فنرى بأن الناس تسافر من أوطانها لأجمل البقاع وأحلى طبيعة ظناً منها بأنها ستجد ما يبدد ضيقها، ولكن الصدمة حينما تكتشف النفس أنها بقيت على حالها، وربما زادت من درنها، والقصص التي نسمعها حول تغيير الحال والنفس كثيرة، فلا يمكن تغيير حال من دون تغيير النفس يقول تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فالنفس النفس فإنها مفتاح تغيير الحال وتحقيق المحال. فلننعم بأنفسنا ونجعلها خير مخلوقات الأرض كما كرمها الله، ولندرك تماماً أن السعادة والشقاء بيدنا وبامتثال أمر الله واجتناب نواهيه.
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...