عدد المقالات 322
في ظل ما تمرّ به الأمة، في الوقت الراهن، في مشارق الأرض ومغاربها، هل تفكّرت مرّة في اسم الله «الغالب الناصر»؟ وهل سألته سبحانه الغلبة والنصر على الكائدين والمعتدين؟ حري بكل مسلم أن يتفكّر بحال الأمة وما وصلت إليه، فالأمة، منذ حين، تمر في مخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات، وله مخلفاته من فقد الخلان وهجر الأوطان، حتى باتت الشاشات والمواقع تضج بما تعانيه الأمة، ومع ذلك كله، بلغت قلوب المخلصين الحناجر، وحارت عقول أولي النهى والضمائر. ومن هول المصيبة وعظمها، صرنا في كل مجالسنا نسأل الله «الغالب الناصر» أن يصرف عنها كل عدوٍ متآمرٍ، ومتربصٍ غادرٍ، وخوّانٍ فاجرٍ، ونسأله أن يجعل أوطاننا مهادًا للسلام والأمان، وقبلة للمستأمنين، وكهفًا للّاجئين. إنّ اسم الله الغالب الناصر تذكار لكل مؤمن به سبحانه وتعالى، بأنه سبحانه غالب وناصر لمن طلب الغلبة والنصر بحق وعدل، وأنه سبحانه يغلب من غلب عباده واستولى عليهم وعلى مقدّراتهم، وقهرهم، فالله غالبه وقاهره، وهو مصرّف الغلبة بين عباده؛ لحكمٍ يعلمها، وقد علّم بعضًا من ذلك لنبيه عليه السلام، فيما أنزله في سورة الروم، في قوله تعالى: {ألم، غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون}. وكان التنبؤ بعودة الدولة والجولة للروم على الفرس إحدى معجزات القرآن التي أنزلها الله بشرى سابقة للأوان، وقد وقعت بعد بضع سنوات كما أخبر تنزيل الحكيم الحميد. وفي ذلك قال أحمد شوقي مادحًا النبي - صلى الله عليه وسلم - وآثاره الناصعة وأنواره الساطعة في أمته: وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا إمرة الأرض اغتصابا وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابــا وما استعصى على قوم منــــال إذا الإقــــدام كان لهـــــم ركابا والغصب هو صنو الغلب، فيُخبِر شوقي أن بلوغ المنى لا يكون بالتمني، ولكن دونه خرط القتاد، وإسراج الجياد، والضرب في البلاد، وقد سن الله سنة التدافع بين الأمم والحضارات، فأمة تنمو وتزدهر وأخرى تذوي وتندثر، وما بين هذا وذاك مغالبة وغلاب ومكاسرة للصعاب. هذا ما يجب على أبناء الأمة إدراكه، أن دفع القهر والظلم والاستبداد الذي جاء به أعداء الإنسانية، والمفسدون والكائدون، إنما يحتاج إلى سعي وجهد ودفع وردع، ممزوجًا بالتوجه إلى الله الغالب الناصر، بأن يحقق الغلبة والنصر لأهل الحق والخير والسلام والرحمة، فالأمة المتوكلة هي الغالبة المنتصرة، والأمة المتواكلة هي المستضعفة والمقهورة. من أجل ذلك، علينا جميعًا أن نثق بغلبة الله ونصره، ما دمنا مخلصين له، طائعيه، عاملين بما يرضيه، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر، مقدّرين العلم والعمل، موحَّدين على الحق والرحمة والإنسانية، متقين الله فيما استخلفنا فيه، وحينها سنجد الغلبة من «الغالب»، والنصر من «الناصر»، وكفى بالله غالبًا وناصرًا. وأختم بقوله تعالى: {وَاللهُ غالبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلَكنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمونَ}. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...
كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق...
إنّ أسماء الله تعالى ماثلة في أفعاله، وظاهرة في مشيئته، ولكن لا يمكن أن يدرك ذلك إلا مؤمن بالله، وجودًا، وتحكُّمًا، وتسييرًا لكون لا يعلم كنهه إلا خالقه جلّ في علاه، ومن بديع أفعاله الماثلة...
إنَّ خيرَ بداية نتفقّه فيها بالنصر، أن نتذكّر أن الناصر اسم من أسماء الله، وهو اسم كريم متاخم وملازم لاسم الغالب، والنصرة من الله هي تعدية الغَلبة لفريق، فيقهر فريقًا آخر ويغلبه، وهي العون والمدد،...
إنّ اللغة العربية لغة غنية بمعانيها ومبانيها، وإنّ سبر أغوار معانيها لا يناله إلا متبصر واعٍ، حصيف فصيح، وهذا ما جعل القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربيّ مبين، بليغًا غزيرًا في دلالاته، معجزًا في بيانه....
كثيرٌ من الخلق يعتقد أن الرزق يأتي بسبب ذكاء المرء ودهائه، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وهل الغنى حكر على الأذكياء من الناس؟ في الحقيقة، لا دخل لذكاء ولا غباء في قبض الأرزاق وبسطها، فهي من...
تُشْتَقُ كَلِمَةُ الحِكْمَةِ مِنْ الجَذْرِ «حَكَمَ» الذي يَقْتَضِي مَعْنى الْمَنْعَ، وَبِهِ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ وَسَاقُوا عَلَيْهِ الأَدِلَّةَ وَالْبَرَاهِينَ مِنْ دَوَاوِينِ الأَوَّلِينَ، أَصْحَابِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ الْمُبِينِ، ثُمَّ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الأَوَّلِيِّ تَتَفَرَّعُ بَقِيَّةُ الْمَعَانِي، فَتَتَغَيَّرُ وَتَتَحَوَّرُ،...
معلوم أنّ لله عزّ وجل صفات وأسماء له فيها الفردانية المطلقة، إذ لا يمكن أن تنسب إلى مخلوق من مخلوقاته في معناها الاصطلاحي، ومنها لفظا الخالق والخلّاق بالتعريف. لكن هناك بعض أسمائه ما يشتق منها...