alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 329

الغالب الناصر

12 يناير 2025 , 11:41م

في ظل ما تمرّ به الأمة، في الوقت الراهن، في مشارق الأرض ومغاربها، هل تفكّرت مرّة في اسم الله «الغالب الناصر»؟ وهل سألته سبحانه الغلبة والنصر على الكائدين والمعتدين؟ حري بكل مسلم أن يتفكّر بحال الأمة وما وصلت إليه، فالأمة، منذ حين، تمر في مخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات، وله مخلفاته من فقد الخلان وهجر الأوطان، حتى باتت الشاشات والمواقع تضج بما تعانيه الأمة، ومع ذلك كله، بلغت قلوب المخلصين الحناجر، وحارت عقول أولي النهى والضمائر. ومن هول المصيبة وعظمها، صرنا في كل مجالسنا نسأل الله «الغالب الناصر» أن يصرف عنها كل عدوٍ متآمرٍ، ومتربصٍ غادرٍ، وخوّانٍ فاجرٍ، ونسأله أن يجعل أوطاننا مهادًا للسلام والأمان، وقبلة للمستأمنين، وكهفًا للّاجئين. إنّ اسم الله الغالب الناصر تذكار لكل مؤمن به سبحانه وتعالى، بأنه سبحانه غالب وناصر لمن طلب الغلبة والنصر بحق وعدل، وأنه سبحانه يغلب من غلب عباده واستولى عليهم وعلى مقدّراتهم، وقهرهم، فالله غالبه وقاهره، وهو مصرّف الغلبة بين عباده؛ لحكمٍ يعلمها، وقد علّم بعضًا من ذلك لنبيه عليه السلام، فيما أنزله في سورة الروم، في قوله تعالى: {ألم، غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون}. وكان التنبؤ بعودة الدولة والجولة للروم على الفرس إحدى معجزات القرآن التي أنزلها الله بشرى سابقة للأوان، وقد وقعت بعد بضع سنوات كما أخبر تنزيل الحكيم الحميد. وفي ذلك قال أحمد شوقي مادحًا النبي - صلى الله عليه وسلم - وآثاره الناصعة وأنواره الساطعة في أمته: وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا إمرة الأرض اغتصابا وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابــا وما استعصى على قوم منــــال إذا الإقــــدام كان لهـــــم ركابا والغصب هو صنو الغلب، فيُخبِر شوقي أن بلوغ المنى لا يكون بالتمني، ولكن دونه خرط القتاد، وإسراج الجياد، والضرب في البلاد، وقد سن الله سنة التدافع بين الأمم والحضارات، فأمة تنمو وتزدهر وأخرى تذوي وتندثر، وما بين هذا وذاك مغالبة وغلاب ومكاسرة للصعاب. هذا ما يجب على أبناء الأمة إدراكه، أن دفع القهر والظلم والاستبداد الذي جاء به أعداء الإنسانية، والمفسدون والكائدون، إنما يحتاج إلى سعي وجهد ودفع وردع، ممزوجًا بالتوجه إلى الله الغالب الناصر، بأن يحقق الغلبة والنصر لأهل الحق والخير والسلام والرحمة، فالأمة المتوكلة هي الغالبة المنتصرة، والأمة المتواكلة هي المستضعفة والمقهورة. من أجل ذلك، علينا جميعًا أن نثق بغلبة الله ونصره، ما دمنا مخلصين له، طائعيه، عاملين بما يرضيه، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر، مقدّرين العلم والعمل، موحَّدين على الحق والرحمة والإنسانية، متقين الله فيما استخلفنا فيه، وحينها سنجد الغلبة من «الغالب»، والنصر من «الناصر»، وكفى بالله غالبًا وناصرًا. وأختم بقوله تعالى: {وَاللهُ غالبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلَكنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمونَ}. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...

خليفة

لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...