


عدد المقالات 169
في عام 2007، كانت شركة كوداك (Kodak) لصناعة الأفلام التصويرية تتصدر صناعة التصوير على مستوى العالم. إلا أن الشركة، رغم هيمنتها على السوق، فشلت في التنبؤ بالتغيرات المستقبلية في صناعة التصوير، خاصة مع ظهور الكاميرات الرقمية. ورغم أنها كانت من أوائل من اخترع تكنولوجيا التصوير الرقمي، إلا أن إدارتها لم تأخذ هذه الابتكارات بجدية، معتقدة أن المستقبل لن يحتاج إلى تغييرات جذرية. ونتيجة لذلك، انهارت كوداك وأعلنت إفلاسها بعد بضع سنوات، بينما أصبحت الشركات التي نجحت في استشراف المستقبل بشكل مدروس واعتمدت على التكنولوجيا الرقمية، مثل كانون (Canon) ونيكون (Nikon)، في طليعة صناعة التصوير. تُظهر هذه القصة أهمية استشراف المستقبل، وكيف أن غياب الرؤية الاستباقية قد يؤدي بالمؤسسات إلى التراجع والتقهقر. ففي عالم اليوم، الذي تتسارع فيه التغيرات بشكل غير مسبوق، أصبح الاستعداد للمستقبل ضرورة أساسية لا يمكن تجاهلها. فالمستقبل مليء بالغموض والتحديات والفرص غير المتوقعة، لكن المؤسسات يمكنها الاستعداد له من خلال اتباع أساليب علمية ومرنة تمكّنها من توقع السيناريوهات المستقبلية والتكيف معها. وفي هذا السياق، يقول الكاتب الأمريكي بيتر شوارتز (Peter Schwartz) في كتابه فن استشراف المستقبل (The Art of the Long View): «إن القدرة على استشراف المستقبل هي إحدى أهم أدوات البقاء والتطور في عالم مليء بالتغيرات المستمرة، حيث يمنحك النظر إلى الأمام الفرصة للتكيف واستغلال الفرص قبل أن تتبدل الظروف». التكيف مع التغير: أهمية استشراف المستقبل في العصر الحديث تزداد أهمية استشراف المستقبل في البيئات المتغيرة وغير المستقرة، حيث تتسارع التحولات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية بوتيرة غير مسبوقة. في هذا السياق، لم يعد بإمكان المؤسسات الاعتماد على استراتيجيات ثابتة تستند فقط إلى البيانات الحالية، بل أصبح من الضروري التنبؤ بالمستقبل والاستعداد لمختلف السيناريوهات المحتملة. أظهرت دراسة أجرتها شركة (McKinsey & Company) أن الشركات التي تدمج استشراف المستقبل ضمن استراتيجياتها تحقق أداءً أكثر تماسكًا وتكيفًا مع الأزمات. على سبيل المثال، الشركات التي عززت من قدراتها في استشراف المستقبل كانت أكثر استعدادًا لتحمل الأزمات الاقتصادية والمالية التي نشأت خلال جائحة كورونا، مما سمح لها بالاستجابة بشكل أسرع للمتغيرات المفاجئة وقللت من خسائرها. فمن خلال استشراف المستقبل، تمكنت هذه المؤسسات من تحديد التوجهات الرئيسية التي ستؤثر على صناعتها، سواء كانت تكنولوجيا جديدة أو تحولات سوقية أو تغييرات في سلوك المستهلكين، مما مكنها من التخطيط بشكل أفضل للمستقبل. يساهم استشراف المستقبل في اكتشاف فرص جديدة قد تنشأ نتيجة للتغيرات في البيئة الاقتصادية أو التكنولوجية، ولا يقتصر فقط على التنبؤ بالمخاطر. من خلال تبني عملية استشراف فعّالة، تستطيع المؤسسات تحديد مجالات قد تشهد نموًا كبيرًا، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي أو الاستدامة البيئية، مما يمكّنها من دخول أسواق جديدة أو تحسين منتجاتها الحالية. يرى الخبراء في مدونة (Harvard Business Review) أن اعتماد الشركات على استشراف المستقبل مكنها من تحديد فرص غير مرئية لمنافسيها، ما منحها ميزة تنافسية كبيرة. على سبيل المثال، استثمرت كل من أمازون (Amazon) وأبل (Apple) في تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي منذ وقت مبكر، ما أتاح لهما التوسع بسرعة في أسواق جديدة وتعزيز مكانتهما السوقية. بناءً على ذلك، يمكن القول بأن استشراف المستقبل يوفر للمؤسسات الأدوات اللازمة للتفاعل بشكل استباقي مع التغيرات، مما يسهم في تعزيز استدامتها وتحقيق مزايا استراتيجية طويلة الأجل. @hussainhalsayed
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...