alsharq

مريم الدوسري

عدد المقالات 52

«قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ»

10 نوفمبر 2013 , 12:00ص

يقول رسول الرحمة -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمّى». ويقول عالم النفس النمساوي ألفرد أدلر: «إن الإنسان الذي لا يهتم بأخيه الإنسان هو شخص يواجه أصعب المصائب في الحياة، ويؤذي الآخرين أيما إيذاء، ومن أمثال هؤلاء الأشخاص تأتي كل حالات الكوارث البشرية!». فالتواد والتراحم وبذل الخير ومساعدة المحتاجين حاجة فطرية تأمر بها الديانات السماوية وينادي بها علماء الإنسانية، وأحد وسطائنا في ذلك الجمعيات الخيرية التي تقوم بإيصال التبرعات النقدية للفقراء والمعوزين، وإقامة المشاريع التنموية التي تعينهم على استمرار حياتهم وتؤمن لهم دخلاً مناسباً. في خضم هذا العمل الإنساني الرائع تكمن بيئة خصبة لتربية النفوس وتزكيتها وإكسابها المعاني الإنسانية الحقة، تتجلى فيها مظاهر العظمة وروح الإيثار وترك الأثر الطيب في نفوس الفقراء والمحتاجين، ولا سيما إن لم يخلُ الأمر من تقديم المعونة الذاتية كتبادل ثقافة، وإكساب مهارة، واستغلال معلومة، أو كل ما من شأنه أن يعيد الحياة والضياء ويرسم الابتسامة على شفاه هؤلاء المستضعفين. من أجل ذلك تسيّر الجمعيات الخيرية قوافلها من المؤن ومواد الإغاثة، وهناك من الدول من تسيّر قوافلها البشرية كمتطوعين من الطلاب والمعلمين وكل محب لعمل الخير بمختلف الأعمار والمستويات في رحلات سياحية خيرية إلى الدول الفقيرة في إفريقيا ودول جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية، وتكاد تخلو هذه القوافل البشرية من الجنس العربي الذي تعود أن يشارك بماله فقط دون نفسه! ما أحوجنا لمثل تلك الرحلات السياحية الخيرية في وقت طغت فيه رحلات السياحة الفارهة التي تكاد لا تضيف أي معنى ذي قيمة إنسانية في نفوس أبنائنا، فقد كانت قطر وما زالت سباقة بمشاريعها التنموية والخيرية والإنسانية في بقاع الأرض، وحري بنا استكمال تلك المنظومة الإنسانية، وأن يشارك بها المواطن القطري من باب المشاركة المجتمعية من المؤسسات والجمعيات الخيرية بالتعاون مع المراكز الشبابية، وتدعمهم في ذلك الشركات والمؤسسات الكبرى في تنظيم رحلات سياحية خيرية تهدف أن يكون الشباب سفراء المجتمع القطري ونظراء إخوانهم المستضعفين في الدول الفقيرة، وذلك بالتعرف على بلادهم والسياحة فيها، والتعرف على تاريخهم وحضارتهم ودياناتهم وثقافاتهم وعقد اللقاءات الصديقة، ونقل بعض المهارات والخبرات لهم كتعليم اللغة العربية، والقرآن الكريم، ومبادئ الكمبيوتر، أو خدمة الأيتام في الملاجئ، والمطلقات والأرامل، والوقوف على حياتهم اليومية واستشعار معاناتهم، وإضاءة حياتهم بعمل بسيط يحتاجونه، لكل ما من معيل لهم! ترسم ابتسامة على شفاه الأطفال وكبار السن، وتشعرهم بالأمان، وأن هناك من يهتم لأمرهم! وفي المقابل يتسنى لهؤلاء المتطوعين زرع الخير بأيديهم، وقد اكتسبوا مهارات جديدة وخبرات حديثة من تلك المجتمعات الفقيرة تضيف إليهم وتوسع مداركهم وتترك أثراً إنسانياً في نفوسهم، وبذلك تنتقل معاني الأخوة والصداقة والإنسانية والثقافة القطرية، وليس فقط الأموال القطرية، ويتحقق التعارف بين الشعوب والتواصل الذي نادى به الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ». بهذه الرحلات السياحية الخيرية تتعزز ثقافة العمل الخيري في المجتمع القطري، ويقبل الشباب على المبادرات التطوعية في المجتمع المحلي، ولا ينتظر الجهات المسؤولة لتقوم بذلك، بل يشارك هو في مسؤوليته عن مجتمعه، معبراً عن مواطنته الصالحة.

العصاميون

دأبت الأستاذة تينا سليغ في محاضراتها بجامعة ستانفورد الأميركية على تخصيص أسبوع لتعليم الطلبة معنى العصامية تطبيقياً، منها هذه المهمة التي تسألهم فيها: كم ستربح من المال لو أعطوك 5 دولارات وساعتين من نهار؟ حيث...

تلحلحوا

أيام قليلة وينادينا اليوم الرياضي لِنتلحلح! نعم نتلحلح* ونتزحزح عن أماكننا ونمارس الرياضة في كل مكان: البيت، النادي، الحدائق العامة. سوف تُقرع طبول الاحتفال باليوم الرياضي، وكأنما هذه الطبول تقرع بتدفق دماء الصحة والعافية في...

جاذبية عائلة سبوق

هل تذكرون عائلة سبوق؟ لقد كانت عائلة رياضية تتكون من سبوق وزكريتي وتمبكي وفريحة وترينة، استوحاهم الفنان القطري أحمد المعاضيد من البيئة القطرية لتكون شعاراً لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في الدوحة عام 2011م. لقد...

ألا يستحقون؟!

في أحد أركان مقهى أحد المجمعات التجارية هناك رجل مسن يقعد ساكناً على كرسيه لا ينطق ببنت شفه حتى مع سائقه الذي يصحبه، يزور هذا الركن يومياً يحتسي قهوته، ويتفرج على المارة، علّ تلك الفرجة...

أتقني

في مقابلة تلفزيونية سُئِل عالم الفضاء العربي فاروق الباز عن رسالة يوجهها للمرأة العربية فنصحها بأن لا تلتفت للمشككين والمحبطين والمنتقدين لقدراتها مهما كانوا، وبأن تتقن عملها سواء كان في إعداد الطعام أو أعمالها الأخرى،...

خبز.. وورد!

لطالما جذبتني أكشاك الورد المتناثرة في كل الطرقات أثناء السياحة في الخارج، وكم تمنيت أن يكون لدينا أكشاك للزهور في الطرقات العامة والفرعية لجمالها، وليسهل اقتناؤها ونحن ذاهبون أو آيبون، حيث إن مجرد الوقوف عندها...

أنت + 20؟

يقال إن أحسن لحظة للتخطيط للحياة كانت منذ 20 سنة، والآن! ونحن على أعتاب العام الجديد 2015 هل تتخيل نفسك بعد 20 عاماً من الآن؟!.. أي في عام 2035م! قد يكون للوهلة الأولى هذا السؤال...

شعارات اليوم الوطني ..

عشنا في الأسبوع الماضي أجواء احتفالية رائعة، بلغت فيها الروح الوطنية ذروتها، التف فيها الشعب حول القائد، فأصبحوا لحمة واحدة، لا نسطيع التفريق بينهما من هو الشعب ومن هو القائد! فالحمد لله على ما وهبنا....

وعاملت أنا بالصدق والنصح والنقا

بدأت احتفالات البلاد بالذكرى 136 لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد -رحمه الله وطيب ثراه- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد، وقادها نحو الوحدة، وذاد عنها وعن استقلالها التام، وأثبت وجودها على الخريطة السياسية للعالم....

واجب مستحب

أثارت صورة وزير التجارة والصناعة السعودي التي انتشرت الأسبوع الماضي أثناء جلوسه في أحد صالونات الحلاقة وهو يعبث بجواله غير آبه بمن حوله إعجاب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات الشاكرة المباركة للوزير هذا الصنيع،...

رب مُبلغٍ أوعى من سامع!

بطبعي لست غيورة ولكن تعتريني غيرة لا تضاهى وفضول لا يقارن من مشاهدة كل شخص يقرأ في مكان عام، حديقة، كورنيش، أو سيارة وحتى في بعض المحلات! وأراها غيرة إيجابية تحفزني للقراءة والاقتداء بهؤلاء، حيث...

الانتظار..

يطرح الانتظار في حياة الناس قسراً، كيف لا وهو المستقبل بعيداً كان أم قريباً، وتتبدل أوضاعه بين متأهب ومتمهل أو متربص ومترقب. يأتي الانتظار للطفل الجائع على شكل بكاء وعويل وألم لا يحتمل التأجيل، بينما...