alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 168

أساطير وحقائق حول التفكير الإبداعي (2/2)

10 يوليو 2022 , 09:22ص

تحدثنا في مقالنا السابق حول ثلاث خُرافات تتعلق بالتفكير الإبداعي، واليوم نكمل هذه السلسلة بالحديث عن ثلاث خرافات أخرى ونفنّدها بشكل علمي ورصين: 4. خرافة المبدعين، مبدعون بالفطرة: فإذا لم أكن مبدعاً بالفطرة فلن أكون كذلك أبداً !! يعتقد الكثير منا أن الإبداع هو جزء من الحمض النووي للعائلة وهو أقرب للحظ والنصيب، ومنا من يعتقد أنه لا يمتلك ذلك الجين الإبداعي، وبالتالي لن يكون مبدعاً أبداً. ما تثبته الدراسات والابحاث أن الإبداع يكمنُ فينا جميعا والخبر الأجمل أنه يمكننا تنميته بالتدريب والممارسة. هناك عشرات التقنيات التي تُثبت أننا قادرون على التفكير الإبداعي، وقد وُجد – في مقدمتها- ما يُعرف بــ « الانفتاح على التجربة «. وهي مهارة بمثابة متطلب أساسي للتفكير الإبداعي ؛ ومع قليل من التأمل والتدريب والممارسة يمكننا تحسينها وتطويرها. يمكن لعادات مثل تعلم لغة جديدة، تجربة أطعمة مختلفة، قراءة نوع مختلف من الكتب أو الروايات العالمية، ومقابلة أشخاص خارج الإطار التقليدي لشبكة العلاقات، والسفر لبلدان مختلفة في الثقافة، وتجربة التأمل في مناظر طبيعية والاحتكاك بثقافات جديدة، كلها تساهم في «الانفتاح على التجربة» وتؤثر بعمق في رؤيتنا للأشياء. المفتاح: تغيير روتينك، وتعريض نفسك إلى تجارب مختلفة وجديدة وطرق تفكير غير مألوفة. وتعد مهارة « الانفتاح الفكري أو الانفتاح على التجربة « هي واحدة من «السمات الشخصية الخمس الكبرى» المعترف بها على نطاق واسع، وهو مفهوم نظرية بول ت. كوستا، وروبرت آر ماكراي. 5. خرافة أن التألق الإبداعي يحدث في لحظة « إلهام ووحي «: فهو يحدث في غفة من الزمن وبشكل سريع ومن غير تهيئة خاصة فهو أقرب إلى الهام سماوي. بهذا المنطق ؛ تبدو أن عملية الإبداع الفكري غامضة وغير متوقعة ؛ وبالتالي، يصعب على المؤسسات والأفراد تنظيمها وتطويرها. نعتقد أحياناً أن العمل الرائع الذي قام به مبدعٌ ما كان رائعًا في اللحظة التي ظهر فيها، وأن هذه اللحظة، لن تتكرر فهي وميض ينجلي سريعاً. الحقيقة هي أن العمل الإبداعي غالبا ما يمر عبر عملية طويلة، فالأفكار قد تعيش داخل رؤوس مبدعيها، لشهور وأحيانًا لسنوات، غالبًا ما تتبلور الأفكار عندما يحدث أمرٌ جلل أو يظهر منظور جديد أو يبرز تغير في مسار الحياة أو ظهور مسعى جديد. يجدر بنا أن نستعرض تجربة المؤلفة العالمية صاحبة أشهر سلسلة أطفال في العالم جي كيه رولينغ ( JK Rowling). فقد قدمت مخطوطتها عن رواية « هاري بوتر « الأولى إلى 12 دار نشر قبل أن يوافق عليها أحد. في ذلك الوقت نصحها محرر إحدى دور النشر قائلا: «أنصحك بالحصول على وظيفة يومية، حيث لا يوجد أي أرباح في كتب الأطفال». ولكن أصبحت المؤلفة من أشهر من كتب في مجال الأطفال وتحولت قصصها إلى أفلام سينمائية عالمية. 6. خرافة أن المبدع يحتاج إلى مؤهلات خاصة: افتتحت ويتني فريا ( Whitney Freya )، كاتبة ومتحدثة وفنانة ومؤسسة برنامج « كرييتف فيت ( Creatively Fit ) «، استوديوها الفني وبدأت في إقامة دروس في الفن دون تدريب رسمي في مجال الفنون الجميلة. وتصر على أن هذا كان بمثابة مكافأة كبيرة حيث شعر الأشخاص الذين حضروا دروسها أنه يمكنهم الذهاب بعيداً في هذا المجال. لم يكن نقص التدريب عقبة وكان ويتني دليلاً لهم على هذه الحقيقة. أصبحت ويتني - رغم افتقادها للتدريب المناسب مصدر إلهام للكثيرين. السؤال هنا: ماذا لو لم تكن بحاجة إلى مؤهلات؟ ماذا لو اتيحت لك الفرصة تلو الفرصة ؟ ماذا لو أعطيت نفسك الإذن للبدء وتجربة شيء جديد ومبدع بنفسك دون حكم مسبق أو نقد؟ في أحياناً كثيرة، نشعر أننا مكبلون بسبب نقص بعض الممارسات أو قلة الموارد. نشعر بأننا بحاجة ماسة إلى المؤهلات خاصة لنبدأ إبداعاتنا وحياتنا الخاصة. في بعض الأحيان، أننا نعتقد أنه بدون المؤهلات الصحيحة ليس لدينا «السلطة» للحصول على رأي، ناهيك عن التعبير عنه علنًا. نتخفى وراء مقولات «مؤهلاتك غير مناسبة» لتبرير عدم الإقدام ؛ وينتابنا الخوف من أن يعرف الآخرون قصورنا المهني !!. لكننا ننسى أننا نعمل لسنوات وأحيانًا عقد أو أكثر في ذلك المجال ؛ نحن مؤهلون بالفعل ولكن تنقصنا ورقة تعرف ب الشهادة ( Certificates ). ختاماً، الإبداع لا يحتاج إلى مؤهلات، ولكن يحتاج إلى المجازفة والمخاطرة والمحاولة.

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (3)

اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...