


عدد المقالات 329
كم هو جميل أن تنبني العلاقات الإنسانية على الاهتمام والتقدير! فكثير مما نعيشه اليوم من مواقف ولحظات، تجعلنا نشعر برغبة بالاهتمام، ولو أدركنا حقيقة مفادها أن كل إنسانٍ لديه الحاجة العارمة لأن يكون شخصاً مهمّاً، وأن يهتم به طرف آخر، لتشبث كل منا بها، ولما تركها البتة، ولجعل أمر الاهتمام من أولوياته. فإذا كنت شخصاً مهتماً، فستتجنّب الكثير من المتاعب، وستجلب لنفسك المنافع، وستحقق ديمومة للعلاقات، وستزداد ألفة وقرباً. وخلاف ذلك، إذا كنت متجاهلاً، أو لا تعير غيرك اهتماماً ولا تلقي له بالاً، فإنك ستخسر كثيراً، وستواجه سخط من حولك، أو سينظر إليك بعين الإهمال والسذاجة، إذ لا فائدة منك. نجد أن هذه الحاجة (الاهتمام) لو تم إشباعها لعاشت الأسرة في استقرار، ولذهب الطالب جرياً لمدرسته، ولأسرع الموظف لدوامه، ولتفانى في عمله، ولاحترم الجميع بعضهم بعضاً، ولاجتمع الأقارب بشوق وودّ، ولاستمرت علاقات المحبة، ولساد جو الثقة والتقدير بين الفرد ومجتمعه. وخير من نتأسى به، من اهتم بالبشرية جمعاء -رسولنا الكريم- كان إذا كلّمه أحد، التفت إليه جميعاً... أي بوجهه وجسمه، فقد جعل من الاهتمام مبدأً مقدّساً، فقال عليه السلام: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: كمثل الجسد، إِذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمَّى». ويقول وليم جيمس: إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره. قلمّا نلتفت لهذه الحاجة، على الرغم من أنّها أهم الحاجات والدوافع، فإذا ما أظهرت اهتمامك، فستجد ما يسعدك، وستحظى بالقبول وستملك القلوب، وتسيطر على من حولك بيسر وسهولة. الاهتمام أن تبتسم في وجه العامل، وتربت على كتف ابنك، وتمسح على رأس ابنتك، وتحتضن زوجتك، وتقبل يد والدتك، وتضع قبلة على جبين والدك، وتقدّر مشاعر من يحبّك ويشتاق لك، وتسأل عن جارك، وتزور مريضاً، وتمسح دمعة الحزين، وتجبر خاطر المكلوم، وتثني على الناجح، وتبث الأمل فيمن لم يحالفه الحظ، وتدعم صاحب الحاجة، وتشكر من أحسن إليك، وتستمع وتنصت لحديث غيرك. كل هذا يجعلك إنساناً متوازناً يشعر بالسعادة والراحة، لأنك استطعت أن تجمع حولك من يعرف مكانتك، ويشعر بأنك نعمة ربانية، يحتاجك الجميع ويحبك، وفعلت ما يحسن سيرتك وسريرتك، ويظهرك في أجمل حلة وزينة. اجعل شعارك في إيجاد ذاتك وتقديرها: «امنح الآخرين الأهمية دائماً».
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...