alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 168

معوقات تمنعنا من اتخاذ قرارات أفضل (1)

06 نوفمبر 2022 , 12:05ص

ما هو البديل المقترح لنموذج القرار العقلاني ؟ انتهينا في المقال السابق بهذا السؤال، واليوم نبدأ في طرح مفهوم بديل مناسب وهو «القرارات العقلانية المقيدة».. يركز جوهر نهج العقلانية المقيدة في اتخاذ القرار على القرارات الجيدة بما تكفي لمعالجة الموقف. أي أن القرار مناسب لمعالجة الموقف، لكنه لا يزيد القيمة المحتملة للقرار في الموقف إلى أقصى حد ؛ ولكنه قرار مُرضٍ. بعبارة أكثر وضوحاً، قرار متوافق مع الوقت والمعلومات المتوفرة لدينا في لحظة اتخاذ القرار. يتناسب التقييد بعقلانية القرار عندما يفشل المديرون في البحث عن خيارات محتملة أو يحدون عن عمد من عدد الخيارات المتاحة بسبب ضيق الوقت أو قلة المعلومات أو غيرها من الأسباب. يُركز صانع القرار على الخيارات التي تلبي الحد الأدنى من معايير القرار وغالبًا ما تكون العقلانية المقيدة نتيجة طبيعية صانعي القرار المقيدين بالقدرة على معالجة المعلومات، إذ يتأثر الأفراد بشدة ببيئة العمل والسياسات الداخلية واعتبارات القوة والنفوذ. فالقائد بصفته نتاج بيئته والتجارب الفردية التي عاشها، فإنه يتأثر بشكل طبيعي في قدرته على تحليل الحلول المحتملة واتخاذ القرار وفقاً لذلك. فما هي معوقات صنع القرار العقلاني؟ هناك عدد من الحواجز التي تحول دون اتخاذ القرار العقلاني. يدرك القادة الفعّالون هذه الحواجز المحتملة ويحاولون التغلب عليها قدر الإمكان. العقلانية المقيدة: على الرغم من أننا قد نود الاعتقاد بأنه يمكننا اتخاذ قرارات عقلانية تمامًا، إلا أن هذا غالبًا ما يكون غير واقعي نظرًا للمشكلات المعقدة التي يواجها القادة. صنع القرار غير العقلاني شائع، خاصة مع القرارات غير المبرمجة ( نتيجة للأحداث الطارئة والمستعجلة ). نظرًا لأننا لم نواجه موقفًا معينًا مسبقاً وليس لدينا خبرة في كيفية التعامل معه، فنحن لا نعرف دائمًا الأسئلة التي يجب طرحها أو المعلومات التي يجب جمعها في ذلك الموقف. حتى عندما نجمع كل المعلومات الممكنة، قد لا نكون قادرين على فهمها بشكل منطقي أو إيجاد الربط المنطقي للأحداث، أو التنبؤ بنتائج اختيارنا. العقلانية المقيدة تطرح فكرة جوهرية ؛ بالنسبة للقضايا المعقدة لا يمكننا أن نكون عقلانيين تمامًا لأننا لا نستطيع استيعاب جميع البدائل الممكنة بشكل كامل، ولا يمكننا فهم جميع الآثار المترتبة على كل بديل ممكن. فلعقولنا قيود من حيث كمية المعلومات التي يمكنها معالجتها. نظرًا لنقص المعلومات الكافية، لا يتخذ القادة دائمًا القرار الصحيح في البداية، وقد لا يكون من الواضح أن القرار كان سيئًا إلا بعد مرور بعض الوقت. على سبيل المثال، اذا افترضنا أن قائداً كان عليه الاختيار بين حزمتين من البرامج المتنافسة التي ستستخدمها مؤسسته يوميًا لتعزيز الكفاءة والجودة في العمل. وكان عليه الاختيار شركتين؛ الأولى: صاحبة خبرة كبيرة في السوق ولديها سمعة فنية قوية، والثانية: أقل خبرة وإمكانيات ولكنها طموحة ولديها فريق عمل جيد. اختار القائد في البداية المنتج الذي طورته الشركة الأولى، فهي الأكبر والأكثر رسوخًا وخبرة في السوق، بحجة أنه سيكون لديها موارد مالية كافية للاستثمار، ضمانات أعلى بأن تكون التكنولوجيا المقدمة جيدة ومتطورة، وهي تسعى إلى المحافظة على سمعتها في السوق. ومع ذلك، بعد مرور بعض الوقت، اتضحت للقائد مجموعة بدائل: (1) حزمة البرامج للشركة الثانية ستكون أفضل بكثير ويمكن دمج الحزمة في الأنظمة الحالية للمؤسسة بتكلفة قليلة. (2) سيتطلب منتج الشركة الأولى استثمارًا أوليًا أكبر بكثير من الثانية، بالإضافة إلى تكاليف مستمرة لصيانة الحزمة بشكل دوري. ومع ذلك، فلنفترض في هذه المرحلة أن المدير قد دفع بالفعل مقابل حزمة برامج الشركة الأولى. وهنا تبدأ مجموعة اختيارات تُصعّد من الالتزام لدى القائد: 1. هل سيتخلى عن الأول المسار الذي اختاره بنفسه؟ 2. هل سيقبل خسارة الأموال التي تم استثمارها حتى الآن؟ 3. هل لديه استعداد وشجاعة للتحول إلى حزمة البرامج الخاصة بالشركة الثانية (الخيار الأفضل)؟ أم أنه سيستمر في استثمار الوقت والمال في محاولة جعل حزمة الشركة الأولى تعمل؟ تصعيد الالتزام هو ميل صانعي القرار للبقاء ملتزمين بالقرار السيئ، حتى عندما يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية جداً. بعد أن نلتزم بقرار، قد نجد صعوبة في إعادة تقييمه بعقلانية. قد يبدو «الاستمرار في المسار» أسهل من الاعتراف (أو الإقرار ) بأن القرار كان سيئًا. من الهام أن ندرك أنه لن تكون جميع القرارات جيدة، على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا. يدرك القادة أن التقدم في المسار الخطأ ليس تقدمًا حقيقياً، وهم على استعداد لإعادة تقييم القرارات وتغيير الاتجاه عندما يكون ذلك مناسبًا. هل توجد معوقات أخرى تمنعنا من اتخاذ قرارات عقلانية؟... هذا ما سوف نعرفه في المقال القادم. @hussainhalsayed

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (3)

اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...