alsharq

فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني

عدد المقالات 50

د. خالد آل شافي 11 سبتمبر 2025
عدوان غادر وجبان
مريم ياسين الحمادي 13 سبتمبر 2025
قطر وقمة الأمة

غاية خلق الإنسان وإمداده بالمال

06 مارس 2025 , 10:37م

الحمد لله الذي قسم الأرزاق والأموال، ووفق من يشاء إلى صالح الأعمال، والصلاة والسلام على نبينا محمد وجميع الآل، وعلى صحابته والتابعين بإحسان إلى يوم البعث والمآل. وبعد: فإن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ﴾ [الذاريات: 56-58]. تضمنت الآية الغاية من خلق الثقلين بأسلوب الحصر والقصر، فأخبر ربنا أن خلقه للجن والإنس تم لأجل تحقيق العبودية له عز وجل، والعبادة اسم جامع لكل أنواع الخير والبر وما يحبه الله، على وفق ما شرعه عز وجل ورضيه، فلا يُعبد ربنا سبحانه إلا بما شرع، ولا يُعبد إلا بعلم، وفي اقتران العبادة بالخلق تذكير للمخلوق بأصل وجوده، فإذا كان وجوده بعد أن لم يكن شيئًا مذكورًا بخلق الله له فلا ينبغي أن يشغله عن عبادته شاغل، وقد ذكر هذا الأسلوب في القرآن الكريم في أول نداء وأمر منه سبحانه في سورة البقرة إذ يقول جل شأنه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)﴾ [البقرة: 21]. ولما علم سبحانه ضعف خلقه، وتعلقهم بالدنيا والاهتمام لها ضمن لهم أرزاقهم، وما تستقيم به حياتهم من الأمور التي يتموّلون بها، فقال سبحانه: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ﴾ [الذاريات: 57-58]. وقال في آية أخرى في نوع خاص من أنواع العبادة وهو الصلاة: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) ﴾ [طه: 132]. ففي الآيتين وعد من الله بضمان أرزاق المخلوقين لهم ليحققوا العبودية له عز وجل، قسمها تعالى وقدّرها بما يصلح لكل عبد وهو العليم الحكيم، وأمر بالتوكل عليه في اتخاذ أسباب نيلها، وجعل لمباركتها أسبابًا من أخذ بها بورك له في رزقه، وأوتي في الآخرة أجره. فجدير بمن يؤمن بالله خالقًا له منعمًا عليه أن يجعل نعمه عليه عونًا على طاعة ربه وعبادته، فإن الله تعالى ما أعطى لعباده النعم والأموال إلا ليعبدوه، ففي شعب الإيمان للبيهقي ومسند أحمد والمعجم الكبير للطبراني عن أبي واقد الليثي قال: «كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي فيحدثنا، قال لنا ذات يوم: “إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا ‌المال ‌لإقام ‌الصلاة ‌وإيتاء ‌الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحب أن يكون إليه ثانٍ، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب». وهذا مما كان يُقرأ من القرآن فنُسخت تلاوته، والمال كل ما يتمول به الإنسان في شؤون حياته؛ من نقود وتجارة وعقار وسيارات ومواشي ولباس وأكل وشرب وغير ذلك من النعم التي يتنعم بها العبد، إنما أعطاها الله لمن يشاء ليعبده حق عبادته، فإذا أشغلته أموال الله التي استخلفه فيها عن عبادته انقلبت النعمة نقمة ووبالًا، وسُلبت منه لأنه لم يقم بتحقيق الغاية من حصولها وتمكينه من التصرف فيها. ولا يظن العبد أنه حين يتفرغ للعبادة لحظات يستطيع أن يؤدي شكر تلك النعم، بل لو صام عمره حق الصيام، وقامه حق القيام ولم يفتر لسانه وجوارحه عن عبادة الله حق العبادة لم يؤد شكرها، فكيف بمن يعبد الله لمامًا، وعبادته مشابة برياء أو عجب، وقلبه غير سليم وغير ذلك؟ وكيف بأولئك الذين لا يصلون أو لا يؤدون زكاة أموال استخلفهم فيها خالقهم ورازقهم؟ نسأل الله أن يتداركنا بعفوه ولطفه ورحمته.

سنن العيد

الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...

العربية طريق تدبر القرآن

الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...

عرفت فالزم

الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...

زكاة الفطر شعيرة العيد

الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...

رمضان والشعور بالانتماء

الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...

الفرصة العظيمة في العشر الأواخر

الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...

انووا الاعتكاف.. تربحوه

الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...

بقي الثلث.. والثلث كثير

الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...

من أسباب المغفرة

الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...

الرزية في فقد العالم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...

وسوف تُسألون

الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...

الإسلام مظهر ومخبر

الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...