


عدد المقالات 392
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع يومًا، لكنها اليوم وجدت نفسها في قلب الاستهداف، وكأن صناعة السلام أصبحت تهمة، والاعتدال صار هدفًا مشروعًا للقوة الغاشمة التي لا تعترف بعهود ولا تحترم مواثيق ولا تلتزم باتفاقيات. لقد كانت اللحظة فارقة، ونقطة تحوّل في مسار الأمة. طرحت أسئلة وجودية: هل يكفي أن نكون مسالمين لنشعر بالأمان؟ وهل يكفي رصيد الحوار والوساطة كي تُصان السيادة؟ لقد أثبت الاعتداء أن النوايا الصافية وحدها لا تحمي، وأن الاعتدال أيضا يحتاج قوة رادعة قد يُقابَل باستباحة الحقوق والاستخفاف بالقانون الدولي. من هنا جاء انعقاد القمة ليحمل رسالة أعمق من بيانات التنديد: إن استهداف قطر ليس حادثة معزولة، بل تهديد مباشر للأمة جمعاء، وناقوس خطر يطرق أبواب كل عاصمة. ولذلك، فإن المطلوب ليس مجرد اجتماع طارئ، بل موقف تاريخي يرفض العدوان، ويدعو إلى الوحدة، ويؤسس لآلية ردع تمنع تكرار الانتهاكات. الدوحة اليوم تعيد توجيه بوصلة العرب والمسلمين: من بغداد العباسية التي أنارت الدنيا ببيت الحكمة، إلى القاهرة التي قادت الأمة في وجه العدوان الثلاثي، وصولًا إلى قطر التي ترفع راية الوعي ليسبق الفعل، والفعل ليجنب الندم. إنّها لحظة مسؤولية كبرى، ستشكّل مستقبل العلاقات العربية والإسلامية، وتفرض إعادة تعريف حدود التعاملات الدولية. المطلوب تحالف دبلوماسي عربي- إسلامي متماسك، يستند إلى دعم من الدول الصديقة التي تفرّق بين الحق والباطل. وهنا تبرز قطر ليس كمضيفٍ للقمة فقط، بل كقائدٍ يطرح رؤية أساسها الاحترام والالتزام، ورسالته واضحة: السيادة لا تحميها الجدران المسلحة وحدها، بل الإرادة الجماعية المبنية على الوعي والعقل والتضامن والإجراءات الواقعية. ومع المحنة تأتي المنحة، وها نحن نعول على القمة اليوم، لتكون فرصة لتأكيد أن الأمة قادرة على صياغة مستقبل مختلف، إذا أرادت أن تكتب التاريخ بيدها، لا بأقلام الآخرين. @maryamhamadi
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...