


عدد المقالات 329
«إن شاء الله» ما أجملها من كلمات، إنها عقيدة راسخة في قلوب أهل الإيمان، قال تعالى: «وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً». لا تتردد في قولها والإكثار منها في مواقفك وحواراتك، ففيها الخير، إنها أول المفاتيح السحرية للولوج إلى عالم الاستقرار، هذا المفتاح بحوزتنا ونملكه، ولكن لم ندرك قدره ومقداره، فهو حل لكثير من الأمور، بل إنه المطلب الأساسي في أغلب الحوارات ومواقف الحياة. «إن شاء الله» تريح البال، وتيسر الأمور، وتجلب البركة، فهي بجانب بعدها الديني لها بعد اجتماعي أيضاً، فهي تجلب الأمن والاستقرار، تخيل لو أن اثنين في نقاش عقيم ويتطلب الوضع تنازل أحد الطرفين، في حين يكون ذلك صعباً ومستحيلاً، هنا «إن شاء الله» بصوت هادئ وبنيّة صادقة تكون سبباً في إنهاء الخلاف، انظر لأب يتحدث مع ابنه ويطول الحديث بلا جدوى هنا لو تلفظ الابن: «إن شاء الله» لوجد السكينة نزلت على البيت، في البيت وفي العمل وفي معاملات البيع والشراء وسائر الأحوال تحلق عبارة «إن شاء الله» لتجد من يعتنقها ويتلفظها، وينال عبيرها وصداها، وتؤثر إيجاباً على الموقف بشكل لا تتصوره. كثير من الخلافات الزوجية يكون حلها قول: «إن شاء الله»، كم هو جميل أن نربي أنفسنا عليها ونلتزم بها، ففيها توكيل الأمر لله الخالق، ويكفيك أن يكون الله وكيلك وحسيبك ونصيرك. ما أروع الإنسان عندما يقارن عمله بمشيئة الله، فهذا أدب عظيم، يكسب الشخص الهدوء والسكينة، ويكسوه الرضا والوقار. عندما يأتي ولي أمرك أو مسؤولك أو أحد أبنائك ويثقل كاهلك بالطلبات، قد تجد نفسك تفور غضباً، وفي رغبة عارمة لرفض كل شيء، بل يأتي العناد هنا ليتربع على عرش سلوكك وتصرفك، لا تخنع ولا تخضع لنفسك الثائرة بل تذكر «إن شاء الله» وانطقها بكل ثقة ويقين أنها ستحل أزمتك، وتحافظ على علاقاتك. هنا لفتة لأمر مهم، أنك عندما تستثمر هذه العبارة الجميلة لا بد أن تزينها بإحساس جميل وبنبرة صوت تناسب جمالها وقيمتها، لأن البعض قد ينطقها بنبرة يتولد معها إزعاج للطرف الآخر، فلا يتقبلها، بل قد تسبب مشكلة أخرى. لذا اعلم أن الله على ما يشاء قدير، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. فتقبل قدر الله بكل رضا واطمئنان وطيب نفس وسماحة بال.
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...