عدد المقالات 208
الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في علم النفس الاجتماعي، وأصبح من أقوى المفاهيم ذات الاهتمام العالمي، حيث الارتباط الوثيق بأمة واحدة والانتماء المكاني للوطن، وهي مجموعة من القيم والأخلاق التي تُحدد سلوك الفرد وأفعاله، وتهدف لتحقيق استقرار الوطن والدفاع عنه والتقيد بالأنظمة واحترام القوانين، كما أنها شعور قومي بالحب والفخر والمسؤولية تجاه الوطن، والسعي لبذل الغالي والنفيس للمحافظة عليه، والعمل الدؤوب من أجل تنميته. لكل دولة خصائص وسمات تتميز بها تعبر عن هويتها الوطنية، التي تجسد روح الانتماء لدى أبنائها، ويعد الحفاظ عليها عنصرًا أساسيًّا في رفعة الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها لا تكون هناك أمة، ولكي تتكون الهوية لا بد من توفر عناصر يختلف بعضها من أمّة لأخرى، أبرزها الموقع الجغرافي والتاريخ، والاقتصاد، والعلم الواحد، والحقوق المشتركة التي تجسد معاني الهوية الوطنية، والواجبات الفردية والجماعية. وللوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثار عظيمة، تنعكس على الفرد والمجتمع بشكل عام، لا سيما حين يقوم الكل بواجباته بالشكل الأمثل، ما يثمر قوة في النسيج الاجتماعي، ونهضة علمية في شتى المجالات، وقلة الأمراض، وقوة في الاقتصاد، واستغلال العقول المبدعة، وعزة المواطن وازدهار الوطن. الحفاظ على الهوية يرسخ الوحدة الوطنية التي تقوم على حب الوطن والانتماء له والدفاع عنه، وتوحد أبناء الوطن على مبادئ وعادات وتقاليد واحدة تمنحهم القوة لصد أي عدوان وحماية أنفسهم وأوطانهم، وكذلك تقلل نسبة المشكلات الاجتماعية التي تلحق أذى كبيرًا بالمصلحة العامة، وتنشر مفاهيم المحبة والود والتعاون، والإخلاص في العمل، وتسود أجواء التسامح والتكاتف، والتآخي، والتعايش. وكل مؤسسات الوطن عليها واجب تعزيز الهوية؛ فالأمر يبدأ من الأسرة التي تعد العنصر الأهم في تنشئة الفرد على القيم الحميدة، وتكوين الوجدان الثقافي والتربوي لديه، حيث يتلقى أسس الآداب العامة، والمقدسات الاجتماعية التي يجب عليه احترامها ومراعاتها، وحب الوطن والانتماء له، وتتشكل لديه معاني الاعتزاز بالوطن، وتعليم الدين الذي يرسخ مفاهيم السلام والانتماء للوطن ونفع الغير، ويحث على دمج الأفراد في النسيج الوطني بما يخدم وينمي مفهوم الوحدة الوطنية، ورقي المجتمع والحفاظ عليه، عبر ما يبثه في النفوس من مفاهيم خير وعدالة ومساواة بين البشر على اختلافهم. وللإعلام دور جلي ومؤثر في توحيد صفوف المجتمع وتماسكه، لا سيما في وقت الأزمات، وهو ما يعني دوره الكبير في تحقيق مفهوم الوحدة الوطنية وتكاتف الشعب حول حب الوطن وسيادة الدولة وحماية مقدساتها، بالإضافة إلى توجيه الشباب وتوعيتهم. وكذلك المؤسسات التعليمية أبرز واجباتها غرس قيم الوطنية والانتماء في أفراد المجتمع منذ نعومة أظافرهم. وهويتنا مستمدة من الدين الإسلامي والتراث العربي الأصيل، فالهوية الإسلامية هي السمات والخصائص والسلوكيات المميزة للأمة، الناتجة عن تفاعل المسلم مع العقيدة والشريعة والإيمان، والاعتزاز بالانتماء إليها، واحترام قيمها الحضارية والثقافية، وإبراز الشعائر الإسلامية، والتمسك بها، والشعور بالتميز والاستقلالية الفردية والجماعية، والقيام بحق الرسالة، وكذلك الحفاظ على اللغة العربية لغة القرآن ولغة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولغة العلم، لفهم الإسلام وتعلمه، قال الله تعالى: «إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ». والتراث الإسلامي هو النتاج الحضاري للأمة، بمختلف مكوناتها، وأقطارها ولغاتها، كالعمارة والفلسفةِ والآدابِ.. إلخ، وقد ملأت الدنيا نورًا وازدهارًا.. فلنحافظ على هويتنا فهي سر وجودنا. @najat.bint.ali
قصف إسرائيل للدوحة، في التاسع من سبتمبر الجاري، لم يكن مجرد استهداف لدولة بعينها، بل اعتداء على النظام الدولي برمته، وأن أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة قد تكون الهدف القادم إذا لم يتم التصدي...
في ظل السرعة التي يتسم بها هذا العصر، أصبح التسرّع أسلوب الكثيرين في تعاملاتهم الحياتية، واتخاذ القرارات دون دراسة، رغبة في الإنجاز السريع للمهام دون مراعاة الإتقان في النتائج، مهملين التريث وتحكيم العقل، وفي أغلب...
خداع وخسة وخيانة الصهاينة مشهودة على مر التاريخ ولم ولن تتوقف، ويعتقدون أن بقاءهم قائم على محو الفلسطينيين والعرب وبناء دولتهم المزعومة، وإن أمكن إبادة غيرهم من البشر جميعًا، فلا يرون أنفسهم إلا الشعب المختار....
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...
النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...
بين سندان التجويع ومطرقة آلة القتل الإسرائيلية يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة مشهدًا إنسانيًّا مفجعًا، تتجاهله القوى الدولية الكبرى والمجتمع الدولي، بل وتدعم تلك الدول آلة القتل لتُرتَكب أفظع الجرائم في حق الإنسانية عبر التاريخ، وأصبح...
استغلال المناصب أو الوظائف آفة تصيب البعض فيُزيّن له الشيطان أن بيده الأرزاق وتسيير شؤون الخلق، فيظلم هذا ويحابي هذا وفق مصالحه وعلاقاته، دون أن يعبأ بالأمانة التي أُلقيت على عاتقه، ولا يعلم أن أمر...