عدد المقالات 203
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما كان، ما يجعل المجتمع أفضل، حيث العيش بسلام ورقي، والتسامح خلقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ، حث عليه الشرع وجعله منهجا للتعامل بين المسلمين. وقد ارتبط التسامح تاريخيًّا بوجود التجمعات الإنسانية منذ أقدم العصور، وهو مسؤولية تشكّل عماد حقوق الإنسان، وقد ثبتت المعايير التي تنص عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان هذا المبدأ، وجعلته فلسفة لها في كل مواثيقها، حيث يلعب دورًا مهمًّا في رقي المجتمعات، وهو منبع للأخلاق والقيم السامية. التسامح قيمة إنسانية عظيمة ومعنى نبيل يقرّب الأشخاص من بعض ويجعلهم متآخين، ويساهم في تخفيف التوترات والصراعات الاجتماعية، ويعزز التعاون والتضامن بين الأفراد والجماعات ويجعلهم مترابطين روحيا ومعنويا، ويعزز الشعور بالرحمة والمودة والتعاطف والألفة بين الناس، ومن دون التسامح سيعم الفساد وتضيع ثقة بين الناس وينتشر الشعور بالذنب. الحوار البناء من وسائل ترسيخ قيم التسامح، وتلعب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تعزيز مبادئ التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل وتقبل الرأي الآخر، وتحقيق الصداقة بين البشر، لذا لا بد من استخدامها فيما هو مفيد للبشرية. ومن ثمار التسامح العيش في سلام وأمان دائم، والتخلص من الضغط العصبي والألم النفسي الذي يسببه البغض والكراهية، واحترام الفرد لذاته، حيث إن التسامح يشعر المرء بالسمو والقوة، وبأنه ذو قيمة كبيرة، كما أنه يدفع للتفكير الإيجابي الفعال، والمجتمعات المتحضرة هي التي يساهم أبناؤها في بنائها ويكون بينهم حب وتسامح، والرغبة في العمل والتطور، فالتسامح يخلق أجيالًا قادرة على الإبداع والبحث عن المعرفة، والتعرف على المزيد من المهارات. ونبذ العنف في حد ذاته رفعة للمجتمع، فالعداء لا يخلف سوى الجهل والفقر والتخلف. وكذلك من ثمرات التسامح الوصول إلى مغفرة الله سبحانه وتعالى؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أحسنَ إلى الناس وتسامح معهم عفا الله عنه وغفر له، فقد قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، والوصول إلى مغفرة الله أسمى ما يطلبه العبد، وكذلك انتشار الألفة والمحبة بين الناس، فما ساد التسامح في مجتمع إلّا وانتشرت المحبة والأُلفة بين أفراده. والإسلام هو دين العدالة والصفح والقيم الكريمة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم مثال للتسامح والعفو عمن أساء، فكثيرًا ما عفا وتولى عمن أساء ومكر له، وهو صاحب أعظم رسالة سلام وتسامح، فلم يترك للضغينة والحقد وحب الانتقام مكانًا في قلبه، فيجب أن نحتذي به ونسير على خطاه. كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ»، وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.» التسامح قيمة كبيرة، يجب أن نحرص عليها، فكثيرًا ما يتعرض الإنسان للظلم أو الإساءة، فيمتلأ قلبه بالانتقام والبغض، لكن جهاد النفس من أعظم الأمور ولا ينتصر سوى صاحب الخلق الرفيع والفطرة السليمة.. فلنتسامح ونعفو ونسمو بالإنسانية. @najat.bint.ali
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...
النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...
بين سندان التجويع ومطرقة آلة القتل الإسرائيلية يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة مشهدًا إنسانيًّا مفجعًا، تتجاهله القوى الدولية الكبرى والمجتمع الدولي، بل وتدعم تلك الدول آلة القتل لتُرتَكب أفظع الجرائم في حق الإنسانية عبر التاريخ، وأصبح...
استغلال المناصب أو الوظائف آفة تصيب البعض فيُزيّن له الشيطان أن بيده الأرزاق وتسيير شؤون الخلق، فيظلم هذا ويحابي هذا وفق مصالحه وعلاقاته، دون أن يعبأ بالأمانة التي أُلقيت على عاتقه، ولا يعلم أن أمر...
بيئة العمل إما أن تكون الدافع الأول للإنجاز والنجاح، أو أن تكون مرتعًا للإهمال والتقصير وبالتالي الفشل، وهنا نتناول ما أسميه «سرطان بيئة العمل» وهو الثرثرة والنميمة والقيل والقال، فلا تخلو بيئة عمل من نماذج...
الاستدامة تعني العيش بطرق تحمي كوكبنا، وتدعم حياتنا وحياة الأجيال القادمة، فهي استخدام الموارد بطريقة تلبي احتياجاتنا الحالية دون التأثير على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. والاستدامة ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية، وهدفها تحقيق توازن مستدام،...
عصر التكنولوجيا متسارع بشكل مذهل، حتى أنه لو قيل لك قبل عدة سنوات عما تفعله التكنولوجيا الآن لقلت إنه مستحيل الوقوع.. وسيظل التطور ما ظل الإنسان على وجه هذه البسيطة.. ولكن هل يعد التطور التكنولوجي...
يومًا بعد يوم يتوحش الإنسان وينشر الدمار والخراب تحت ستار من الخداع والتزييف وشعارات براقة الإنسانية منها براء، ويكمن الهدف الحقيقي والخفي من تلك الشعارات في الإفساد في الأرض وإعمال القتل، والعربدة طولًا وعرضًا، مستخدمًا...
يحل عيد الأضحى في نهاية موسم الحج، حيث اليوم العاشر من ذي الحجة، الشهر الأخير في التقويم الهجري، والحج فرض على المسلمين القادرين، والاحتفال بالعيد إحياء لقصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الذي طُلب منه...