عدد المقالات 210
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما كان، ما يجعل المجتمع أفضل، حيث العيش بسلام ورقي، والتسامح خلقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ، حث عليه الشرع وجعله منهجا للتعامل بين المسلمين. وقد ارتبط التسامح تاريخيًّا بوجود التجمعات الإنسانية منذ أقدم العصور، وهو مسؤولية تشكّل عماد حقوق الإنسان، وقد ثبتت المعايير التي تنص عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان هذا المبدأ، وجعلته فلسفة لها في كل مواثيقها، حيث يلعب دورًا مهمًّا في رقي المجتمعات، وهو منبع للأخلاق والقيم السامية. التسامح قيمة إنسانية عظيمة ومعنى نبيل يقرّب الأشخاص من بعض ويجعلهم متآخين، ويساهم في تخفيف التوترات والصراعات الاجتماعية، ويعزز التعاون والتضامن بين الأفراد والجماعات ويجعلهم مترابطين روحيا ومعنويا، ويعزز الشعور بالرحمة والمودة والتعاطف والألفة بين الناس، ومن دون التسامح سيعم الفساد وتضيع ثقة بين الناس وينتشر الشعور بالذنب. الحوار البناء من وسائل ترسيخ قيم التسامح، وتلعب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تعزيز مبادئ التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل وتقبل الرأي الآخر، وتحقيق الصداقة بين البشر، لذا لا بد من استخدامها فيما هو مفيد للبشرية. ومن ثمار التسامح العيش في سلام وأمان دائم، والتخلص من الضغط العصبي والألم النفسي الذي يسببه البغض والكراهية، واحترام الفرد لذاته، حيث إن التسامح يشعر المرء بالسمو والقوة، وبأنه ذو قيمة كبيرة، كما أنه يدفع للتفكير الإيجابي الفعال، والمجتمعات المتحضرة هي التي يساهم أبناؤها في بنائها ويكون بينهم حب وتسامح، والرغبة في العمل والتطور، فالتسامح يخلق أجيالًا قادرة على الإبداع والبحث عن المعرفة، والتعرف على المزيد من المهارات. ونبذ العنف في حد ذاته رفعة للمجتمع، فالعداء لا يخلف سوى الجهل والفقر والتخلف. وكذلك من ثمرات التسامح الوصول إلى مغفرة الله سبحانه وتعالى؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أحسنَ إلى الناس وتسامح معهم عفا الله عنه وغفر له، فقد قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، والوصول إلى مغفرة الله أسمى ما يطلبه العبد، وكذلك انتشار الألفة والمحبة بين الناس، فما ساد التسامح في مجتمع إلّا وانتشرت المحبة والأُلفة بين أفراده. والإسلام هو دين العدالة والصفح والقيم الكريمة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم مثال للتسامح والعفو عمن أساء، فكثيرًا ما عفا وتولى عمن أساء ومكر له، وهو صاحب أعظم رسالة سلام وتسامح، فلم يترك للضغينة والحقد وحب الانتقام مكانًا في قلبه، فيجب أن نحتذي به ونسير على خطاه. كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ»، وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.» التسامح قيمة كبيرة، يجب أن نحرص عليها، فكثيرًا ما يتعرض الإنسان للظلم أو الإساءة، فيمتلأ قلبه بالانتقام والبغض، لكن جهاد النفس من أعظم الأمور ولا ينتصر سوى صاحب الخلق الرفيع والفطرة السليمة.. فلنتسامح ونعفو ونسمو بالإنسانية. @najat.bint.ali
الحي الثقافي كتارا مشروع ثقافي رائد، يجسد الهوية القطرية ويبرز التراث، فهو فضاء للتبادل الثقافي وللحوار الإنساني، حيث يحتضن فعاليات ويقدم مفهومًا ثقافيًّا يعزز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم. هذه المنارة الثقافية تعكس إيمان قطر...
بعد دخول حرب إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة عامها الثالث، نجح الوسطاء في التوصل لاتفاق لوقف الحرب، ونأمل أن تلتزم به إسرائيل التي لا تعرف إلا المراوغة والخداع.. كما نأمل أن يعم السلام ويعيش أهل...
الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في...
قصف إسرائيل للدوحة، في التاسع من سبتمبر الجاري، لم يكن مجرد استهداف لدولة بعينها، بل اعتداء على النظام الدولي برمته، وأن أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة قد تكون الهدف القادم إذا لم يتم التصدي...
في ظل السرعة التي يتسم بها هذا العصر، أصبح التسرّع أسلوب الكثيرين في تعاملاتهم الحياتية، واتخاذ القرارات دون دراسة، رغبة في الإنجاز السريع للمهام دون مراعاة الإتقان في النتائج، مهملين التريث وتحكيم العقل، وفي أغلب...
خداع وخسة وخيانة الصهاينة مشهودة على مر التاريخ ولم ولن تتوقف، ويعتقدون أن بقاءهم قائم على محو الفلسطينيين والعرب وبناء دولتهم المزعومة، وإن أمكن إبادة غيرهم من البشر جميعًا، فلا يرون أنفسهم إلا الشعب المختار....
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...
النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...