


عدد المقالات 52
في زاوية أحد المطاعم الشهيرة في الدوحة، جلست أنا وصديقتي على مائدة الغداء، وأنا كلي ربكة وعدم انسجام من عبق المكان، فرغم الأجواء العائلية، إلا أن هناك شيئاً غير مألوف لم أعرف كنهه منذ البداية، ما لبث أن جلس على الطاولة التي تلينا مباشرة رجل قطري وزوجته القطرية بملامحهما المعهودة! وما زال هناك أمر غريب يلف المكان، فهما جالسان لا يأكلان كما نحن! فلم أستطع أن أسترق النظر إليهما، مكثا قليلاً وغادرا المكان لتحل محلهما فتاة قطرية، وأيضاً لا تأكل كما نحن! تبددت الغرابة رويداً رويداً حتى جيء لها بالشيشة، وقبل أن تلجمها فقد «سحب» لها الجرسون سحبة الاختبار من ضبط «الحجر» وطعم المزاج» وهو ملاصق لها، وقد دار بينهما حوار سمج يدل على تكرار تواجدها في هذا المكان كزبونة! مشاهدات غريبة بتنا نراها في يومياتنا، في الأماكن العامة وحتى الخاصة، وعادات لم نألفها من قبل ولكنها جاءت في خضم القادمين الجدد إلى أرض قطر محملة في أمتعتهم، فهم لم يأتوا مجردين وإنما أتت معهم عاداتهم وثقافاتهم التي ألقت بظلالها على حياتنا. وكما قيل قديماً فإن الكثرة تغلب الشجاعة، فكثرة الثقافات الدخيلة على المجتمع القطري قد خيم بعضها على أرض فضاء، وحل في نفوس فارغة، بينما حل الآخر محل إحدى الثقافات الهشة للمجتمع القطري، بل إنها ركزت أوتادها على بعض الثقافات القطرية الأصيلة واستشرت فيها كما تستشري النار في الهشيم، ومنها تلك الشيشة! كان وما زال من الأعراف السائدة لدى «أهل قطر» من بدو وحضر أن تناول الشيشة في الأماكن العامة من المعيبات ومن خوارم المروءة خاصة للمرأة، ورغم أن هناك بعض الجنسيات الوافدة منذ القدم والمتعايشة مع «أهل قطر» الذين كانوا يعرفون ويقدرون عادات وتقاليد المجتمع القطري، فلا يتناولون «القدو» إلا في منازلهم، والله ساتر عليهم، فهم بذلك يمارسون ما اعتادوا عليه في أوطانهم الأصلية، ولا بأس من ممارسة تلك العادات في منازلهم ولهم مطلق الحرية في ذلك، ولكن ما نراه اليوم ليس تقليداً لهؤلاء الإخوة المتعايشين معنا، وإنما تمرد سافر باسم الحرية الشخصية، وتقليد أعمى لعادة من عادات الوافدين الجدد، نراه يجرح بصلافة الأعراف السائدة والآداب العامة لكل القطريين، وهو انتشار مقاهي الشيشة للنساء، هذا فضلاً عن السلوكيات التي ترافق هذا التناول، وهذا ما تشمئز منه النفس العزيزة! ما يثير استغرابي أكثر وأكثر هو مشاركة الرجل القطري زوجته القطرية في الذهاب معاً لأحد المقاهي لتجرع تلك الشيشة! إنه منعطف حرج جداً في ثقافة المجتمع القطري، خاصة ثقافة «العيب والمنقود»، حيث كان وما زال من الرجال القطريين المحافظين من هو غيور وذو حمية عربية على «شوفته» من مواطن الخنوع وقلة الحياء، وهنا لا أقدح في حريات شخصية، بقدر ما هو تجريد لتعدٍ سافر على الآداب العامة، كما أراه! وهذا أول الغيث. وما يثير التساؤل هنا هو هل ستصمد العادات والتقاليد القطرية في ظل هذا الكم من الثقافات والعادات والتقاليد القادمة من الخارج؟ هل سيستمر إحلال الثقافات نتيجة المعايشة والاختلاط بأصحابها، وفي ظل لهث الكثيرين وراء كل شيء جديد بمباركة الوفرة المادية التي يتمتع بها المجتمع القطري؟ هل ثقافاتهم قوية أم أن ثقافة المجتمع القطري هشة بما يسمح بإحلال ثقافات دخيلة، سواء بقصد أو بغير قصد من المواطن القطري؟ ولا سيما أنه لا توجد هناك جهة عليا تقوم بقياس تغيرات نمط حياة المجتمع القطري ومؤشراته، والمحافظة على هوية وثقافة المجتمع القطري، ولا تقوم بتعزيزها في نفوس النشء خاصة، ولا تعريف الوافدين بها عامة! وجل ما نراه هو استخدام بعض العادات القديمة والمظاهر التراثية في تسويق التراث القطري كمادة دسمة للهوية القطرية أمام العالم بأسره، وقد غفلوا عن عادات قد ذابت فعلاً، وهناك ما هو آخذٌ في الاضمحلال، وتتلاشى الثقافة والهوية القطرية شيئاً فشيئاً من حيث ندري ولا ندري! وأخشى أن نستفيق يوماً فلا نجد منها شيئاً.. فمن المسؤول؟!
دأبت الأستاذة تينا سليغ في محاضراتها بجامعة ستانفورد الأميركية على تخصيص أسبوع لتعليم الطلبة معنى العصامية تطبيقياً، منها هذه المهمة التي تسألهم فيها: كم ستربح من المال لو أعطوك 5 دولارات وساعتين من نهار؟ حيث...
أيام قليلة وينادينا اليوم الرياضي لِنتلحلح! نعم نتلحلح* ونتزحزح عن أماكننا ونمارس الرياضة في كل مكان: البيت، النادي، الحدائق العامة. سوف تُقرع طبول الاحتفال باليوم الرياضي، وكأنما هذه الطبول تقرع بتدفق دماء الصحة والعافية في...
هل تذكرون عائلة سبوق؟ لقد كانت عائلة رياضية تتكون من سبوق وزكريتي وتمبكي وفريحة وترينة، استوحاهم الفنان القطري أحمد المعاضيد من البيئة القطرية لتكون شعاراً لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في الدوحة عام 2011م. لقد...
في أحد أركان مقهى أحد المجمعات التجارية هناك رجل مسن يقعد ساكناً على كرسيه لا ينطق ببنت شفه حتى مع سائقه الذي يصحبه، يزور هذا الركن يومياً يحتسي قهوته، ويتفرج على المارة، علّ تلك الفرجة...
في مقابلة تلفزيونية سُئِل عالم الفضاء العربي فاروق الباز عن رسالة يوجهها للمرأة العربية فنصحها بأن لا تلتفت للمشككين والمحبطين والمنتقدين لقدراتها مهما كانوا، وبأن تتقن عملها سواء كان في إعداد الطعام أو أعمالها الأخرى،...
لطالما جذبتني أكشاك الورد المتناثرة في كل الطرقات أثناء السياحة في الخارج، وكم تمنيت أن يكون لدينا أكشاك للزهور في الطرقات العامة والفرعية لجمالها، وليسهل اقتناؤها ونحن ذاهبون أو آيبون، حيث إن مجرد الوقوف عندها...
يقال إن أحسن لحظة للتخطيط للحياة كانت منذ 20 سنة، والآن! ونحن على أعتاب العام الجديد 2015 هل تتخيل نفسك بعد 20 عاماً من الآن؟!.. أي في عام 2035م! قد يكون للوهلة الأولى هذا السؤال...
عشنا في الأسبوع الماضي أجواء احتفالية رائعة، بلغت فيها الروح الوطنية ذروتها، التف فيها الشعب حول القائد، فأصبحوا لحمة واحدة، لا نسطيع التفريق بينهما من هو الشعب ومن هو القائد! فالحمد لله على ما وهبنا....
بدأت احتفالات البلاد بالذكرى 136 لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد -رحمه الله وطيب ثراه- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد، وقادها نحو الوحدة، وذاد عنها وعن استقلالها التام، وأثبت وجودها على الخريطة السياسية للعالم....
أثارت صورة وزير التجارة والصناعة السعودي التي انتشرت الأسبوع الماضي أثناء جلوسه في أحد صالونات الحلاقة وهو يعبث بجواله غير آبه بمن حوله إعجاب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات الشاكرة المباركة للوزير هذا الصنيع،...
بطبعي لست غيورة ولكن تعتريني غيرة لا تضاهى وفضول لا يقارن من مشاهدة كل شخص يقرأ في مكان عام، حديقة، كورنيش، أو سيارة وحتى في بعض المحلات! وأراها غيرة إيجابية تحفزني للقراءة والاقتداء بهؤلاء، حيث...
يطرح الانتظار في حياة الناس قسراً، كيف لا وهو المستقبل بعيداً كان أم قريباً، وتتبدل أوضاعه بين متأهب ومتمهل أو متربص ومترقب. يأتي الانتظار للطفل الجائع على شكل بكاء وعويل وألم لا يحتمل التأجيل، بينما...