


عدد المقالات 329
أمٌّ تكتم خبر تخرّج ابنتها المتفوقة؛ لأنّها تخاف من الحسد، وأبٌ يذهب إلى المسجد دون أولاده، وأخرى تنعزل عن النّاس والجيران وتغلق باب بيتها، وفتاةٌ أصابها التّعب والإعياء بعد حفل زفافٍ ظنّت أنّ الحسد أصابها، والكثير ممّن يصيبهم الاكتئاب والضيق؛ بسبب غفلته وانشغاله بالحياة يلقي باللوم على الناس، وأنّه أصيب بالحسد، فيتداوى على يد شيخٍ مختصٍّ، هذا هو حال الكثير في مجتمعاتنا التي غاب عنها اليقين بأنّ الله لن يتركنا سدًى، بل وضع لنا من مقوِّمات الحصانة والوقاية ما إن تمسّكنا بها فلنْ يضرّنا شيءٌ ما حيينا. أذكار الصباح والمساء وما وصّانا به سيدنا محمد هي خير نهجٍ نتواصى به ونطبّقه، وهي درعٌ حصينٌ، وسورٌ مانعٌ لأيِّ مكروهٍ، فمتى حرصنا عليها كنا في كنف الله ورعايته، ولكننا نستهين أحياناً في اليسير من العبادات والرخص. سأذكر شيئاً مهماً وهو أنّنا حينما نحرص على الكتمان خوفًا من الحسد قد نكون مؤمنين بمبدأ: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) فالكتمان خَصْلةٌ محمودةٌ، ولكن! ما يجب أن نعرفه أنّ الكتمان لا يكون في كلّ الأمور، فيجب علينا أن نكون على ثقةٍ بأنَّ الله سيحفظنا بحفظه ويشملنا برحمته. والحسد مرضٌ مزمنٌ يعيث في جسم صاحبه فسادًا، مرضٌ لا يؤجر عليه صاحبه، وبلاءٌ لا يثاب عليه المبتلى به، فبلية الحاسد أنه خاصم القضاء، واتّهم الباري في عدله، واعترض على حكمه، وأساء الأدب مع الشرع، وخالف صاحب المنهج، فنعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد. لذلك كلّه أنبهك –رعاك الله- إلى أمورٍ عدّة: - الثقة بالله واليقين المطلق بحفظه لنا. - لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، فلا نبالغ في الأحداث ولا نتجرد منها فغالباً ما تكون ممّا جنته أيدينا من تقصيرٍ وليس من حسد الناس. - الكتمان محمود ولكن ليس في كلّ الأحوال والأوقات. فالله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده. - ثمّ بعدُ فالحسد ذنب وتركه أوجب واجبٍ، فتب منه وتدارك نفسك قبل فوات الأوان، وتفكر في قول الإمام الشافعي –رضي الله عنه– حينما سئل عن ثمانية أمورٍ: واجبٌ وأوجب، وعجيبٌ وأعجب، وصعبٌ وأصعب، وقريبٌ وأقرب، فأجاب بقوله: من واجب الناس أن يتوبوا لكنّ ترك الذنوب أوجب والدهر في صرفه عجيب وغفلة الناس عنه أعجب والصبر في النائبات صعبٌ لكن فوات الثواب أصعب وكلّ ما ترتجي قريبٌ والوقت من دون ذلك أقرب فاستمتع بحياتك ونجاحاتك وبنعم الله عليك وعلى أهل بيتك، فالله قسّم الأرزاق ولم يترك أحداً إلا ووهبه ما يفرح به ويفخر به، فاسعد بكرم الله فإنك ستعيش مرةً واحدةً في هذه الدنيا، فلا تبالغ في حذرك من الناس بحجّة أنّهم سيحسدونك ولا تخف، واستبدل قولك: (أخاف يحسدوني)، بقولك: سيحفظني ربي ما دمتُ أنهج نهجه.
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...