


عدد المقالات 330
جميل أن تعرف الجمال الحق، والأجمل أن تعرف الحقيقة في كل جميل، والأكثر جمالاً أن تعرف حقيقتك الجميلة في الدنيا والآخرة، هذه هي أصل الذات. عندما تعيش حياتك وأنت متيقن بأن هناك ما يعكر صفوها لا بد أن تتيقن أن هناك ما يصفي جوها، ولاسـيما أن الأيام ستتكالب عليك يوماً، وستدلهم فيها سماؤك بالخطوب، وسيقلب لك الدهر ظهر المجن؛ حينها سينعدم الجمال وحقيقته في نفسك، وستشعر بأفياء من الحزن والضيق بل وربما الإحباط. أتذكر أن إحداهن قالت لي ذات يوم: (أتمنى أن أموت اليوم فلا فائدة من العيش في هذه الدنيا) تراود إلى ذهني مباشرة أن أسألها: كيف حالك مع الصلاة؟ فبدأت تبكي، وتلقي جل غمها على ويلات الدهــر، وتنوح من القدر، وآحر قلبي! لو علم كل واحد منا ما تفعل صلاته من تحقيق المراد والوصول إلى ارتياح النفس لما تهاون فيها أبداً، ولا ننسى الغفلة التي تعترينا في خضم الحياة المزدحمة بالانشغال، فبالتالي تورث انزعاجاً في القلب، ولو زاد لأصابه الران، ولصدأ كما يصدأ الحديد، فليتأمل كل غافل وليتحدث مع صوت الداخل قائلاً: يا إنسان! ما بالك تهمل قلبك، تزعج روحك، تؤذي نفسك؟! أنسيت بأنك صاحب قلب نابض بين إصبعين من أصابع رب قابض باسط خافض رافع؟! لماذا تجعل الرذائل تتسلل إلى قلبك، فتمحو الفضائل بل وتجعلها بلا شك خالية من السجايا والشمائل؟! كم ينزعج هذا القلب حين لا يجد ما يلائمه ويريحه!! فهو بطبيعته يحب كل جميل، وكل ما يطيب، أنت تستطيع بالتأكيد وفي هذه اللحظة؛ أن تضع قراراً لنفسك بأنك ستتخلى عن كل ما يشقيك، ويجعلك في أحسن حال، نعم أنت لها يا صاحب الهمة، يا رائع الصنعة، يا جميل الطبع، قرر أن تحتوي نفسك الآن، وابدأ في رعايتها وعنايتها فهي تستحق منك كل خير فالله أكرمنا بالخلافة في الأرض وعمارتها، وجعل النعم علينا لا تعد ولا تحصى، وسخر لنا كل شي، فجديـــر بنا أن نكرم أنفسنا، وبالذات قلوبنا. بعد هذا هــاك مني موعظة لفؤاد الصب مثل الموقظة هي في سبك الحلى مثل الذهب ليس مني بل لجيل قد ذهب احفظ القرآن دستور الحياة زاد زهــاد وجند وحيــاة واكتسب من كل فن ما يطيب عند أسلافك مكنوز عجيب وألن قلبك بالذكــر الكثير بلسم يجلب للقلب الكسير القرار لك وحدك، وقلبك ملكك، ومبدأ الجمال مبدأ إلهي فالله جميل يحب الجمال، لذا علينا أن نصب اهتمامنا نحو كل ما يمكن أن يجمل حياتنا، ويحقق لها الأفضل، ولا تنس يا صاحب القلب النابض أن: (القلب يعشــق كل جميـل)
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...