alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 163

العوامل المؤثرة في اختيار أساليب استشراف المستقبل

01 فبراير 2025 , 10:30م

تتأثر أساليب استشراف المستقبل بعدة عوامل، أبرزها التغيرات التكنولوجية والاقتصادية، بالإضافة إلى الثقافة المؤسسية والقدرات التحليلية المتاحة. كما تلعب البيئة الاجتماعية والظروف الخارجية دورًا مهمًا في تحديد الأنسب منها. الآن، دعونا نذكر أهم العوامل وفقاً لدراسة صادرة عن جامعة هارفارد كينيدي (Harvard Kennedy School): 1. طبيعة القطاع: كيف تختلف الأساليب باختلاف القطاع؟ تتأثر أساليب استشراف المستقبل بشكل كبير بنوع القطاع الذي تعمل فيه المؤسسة، إذ تتطلب كل صناعة منهجيات وأساليب تحليلية متميزة للتعامل مع التحديات والفرص المستقبلية. ففي قطاع التكنولوجيا، على سبيل المثال، يواجه المتخصصون تحديات مرتبطة بالابتكارات السريعة والتغيرات التكنولوجية المستمرة. هنا، تعتمد أساليب استشراف المستقبل بشكل أساسي على مراقبة التطورات التقنية والتعاون مع الشركات الناشئة والبحث في تكنولوجيا المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والبلوكتشين (Blockchain). وفقًا لدراسة أجرتها شركة جارتنر (Gartner)، فإن الشركات التقنية تعتمد بشكل رئيسي على التوقعات الخاصة بالابتكارات التكنولوجية والتغيرات في سلوك المستخدمين لتحديد إستراتيجياتها المستقبلية. وفي قطاع الصحة، تكمن أهمية استشراف المستقبل بشكل أساسي بمراقبة المتغيرات الخاصة بالنظام الصحي والتحولات في السياسات الحكومية. إذ تتطلب هذه الصناعة أساليب متكاملة تجمع بين التحليل البيئي والتطورات التكنولوجية وتنبؤ السياسات الصحية المستقبلية. وفقًا لدراسة صادرة عن شركة (PwC Health Research Institute)، فإن استشراف المستقبل في مجال الصحة يعتمد على تحليل البيانات الطبية المتاحة والاتجاهات الديموغرافية، وكذلك التشريعات الحكومية، التي تؤثر بشكل مباشر على الإستراتيجيات الصحية المستقبلية. أما في قطاع التعليم، تختلف أساليب استشراف المستقبل إذ تركز على التوجهات التربوية العالمية، مثل تقنيات التعلم عبر الإنترنت والتعليم الشخصي، بالإضافة إلى التغيرات الاجتماعية التي قد تؤثر على متطلبات التعليم. في الختام، تتفاوت أساليب استشراف المستقبل بناءً على القطاع، حيث تركز في التكنولوجيا على الابتكارات التقنية، وفي الصحة على التغيرات في النظام الصحي والسياسات الحكومية، وفي التعليم على التوجهات التربوية والتغيرات الاجتماعية. تتطلب هذه الأساليب إستراتيجيات مرنة تضمن التكيف مع المتغيرات السريعة في كل صناعة. 2. حجم المؤسسة ومواردها: تأثير الموارد المتاحة على اختيار الأساليب وفقًا لدراسة من نُشرت على موقع فوربس (Forbes)، تستثمر الشركات الكبيرة التي تتمتع بموارد قوية في منصات التحليل المتقدم والذكاء الاصطناعي لتحديد الفرص المستقبلية. في المقابل، قد تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات في تطبيق الأساليب المعقدة نظرًا للموارد المحدودة. وبالتالي، قد تلجأ هذه المؤسسات إلى أساليب أكثر بساطة مثل تحليل الاتجاهات السوقية أو جمع الآراء من الخبراء أو تحليل المشهد التنافسي. 3. المدى الزمني المتوقع: تحديد ما إذا كان الاستشراف قصير المدى أم طويل المدى وتختلف الأساليب المستخدمة في استشراف المستقبل أيضًا بناءً على المدى الزمني المتوقع. بالنسبة للمؤسسات التي تتعامل مع بيئة سريعة التغير، مثل قطاع التكنولوجيا أو الإعلام، قد تحتاج إلى أساليب استشراف قصيرة المدى تركز على التنبؤ بالتغيرات في السوق أو الابتكارات التقنية التي قد تحدث في السنوات القليلة القادمة. أما في الصناعات التي تشهد استقرارًا نسبيًا أو التي تتطلب استثمارات ضخمة مثل قطاع الطاقة أو البنية التحتية، فيكون الاستشراف طويل المدى هو الأكثر أهمية. خلاصة القول، إن القدرة على تحديد المدى الزمني لتطبيق أساليب استشراف المستقبل تعد عاملاً حاسمًا في تحديد نوع الأسلوب المتبع وطريقة تطبيقه، إذ تختلف إستراتيجيات الاستشراف القصيرة المدى عن الطويلة المدى في الأدوات المستخدمة والمصادر المتاحة. @hussainhalsayed

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...

كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (3)

تحدثنا في مقالين سابقين حول النظريات السلوكية في التحفيز، واليوم حديثنا ينصب حول النظريات المعرفية والعملية 2. النظريات المعرفية والنظرية العملية Cognitive and Process Theories (1960s–1980s) • نظرية التوقع (1964) Expectancy Theory تُعتبَر نظرية التوقع...