


عدد المقالات 329
هل فكّرت يومًا بمواطن الجمال الإلهي؟ وهل خطر على قلبك معنى الجمال؟ وهل تلمّسته في نفسك وواقعك وبيئتك؟ إن لفظة الجمال حين تجري على ألسنتنا، أو تغزو أسماعنا، تنبلج لها أساريرنا فورًا، وتنتعش بذكرها نفوسنا، ولكن ما سرّ ذلك؟ إن السر كامن في أنّ من خلق هذه النفس هو الأجمل والأكمل، هو الله رب الجمال ومبدعه. يقول عليه السلام: «إن الله جميل يحب الجمال»، يحب أن يرى جمال عبده من غير بطر حقٍ، أو غمط إنسان. وهو سبحانه الجميل الذي خلقنا في وسط من الجمال والبهاء، وفطر أنفسنا على حب الجميل من الأشياء، وجعل الكون من حولنا لوحة حافلة بالبدائع والروائع، فخلق في الأرض الحدائق الغنّاء، والرياض الخضراء، وجعلها حيَّةً بماء السماء، وجعل البحار المحيطة المَهولة، والأنهار الفوارة الطويلة، وأَبهجَ الأبصارَ وسَرَّ الأَنظارَ بأطيافٍ من الألوان البهيّة التي يعجز الإنسان عن إحصائها، حتى الجبال فيها جدَد بيض وسود، [والجدد جمع الجُدّة وهي الخط الذي يلوّن ظهر الحمر الوحشية والظباء ويكون مخالفا للون الفراء]، وكذلك الجبال تزدهي طبقاتها أشكالًا وألوانًا، فتبارك الله أحسن الخالقين. إنّ الجمال الذي يلف الكون من حولنا ما هو إلا رسائل إلهية نابضة، يزجيها الله تعالى إلى مخلوقاته، وإلى عباده، وإنّ أبسط هذه الرسائل رسالة التوحيد، رسالة العبودية له وحده سبحانه وتعالى، فالذين من دونه لا يخلقون شيئًا ولو اجتمعوا له، وإنّ من الرسائل العظيمة الأخرى، شكر الله على ما زيّن به حياتنا من جمال يسحر عيوننا، ويطرب أسماعنا، وينعش أرواحنا، ويُطمئن قلوبنا، فالنفس مفطورة على حب الجمال. وفيه يقول سلطان العاشقين، وجذوة التصوف المتلهّبة، وصاحب الروح المؤهلة المرهّبة، ابن الفارض رحمه الله: أهفو لأنفاس النسيـم تعلةً ولوجه مــــــــن نقلت شذاه تشوفي فالعين تهوى صورة الحسن التي روحي بها تصبو إلى معنى خفـي فالجمال مقياس الاستقامة، ومقياس الرتابة، ومقياس التناسق، ومقياس الانسجام. فما أحوجنا إلى تذوق الجمال بنيّة التعبد والتقرب زلفى إلى الله الجميل، لأننا ونحن جميلون، نكون أشدّ جذبًا ودعوة إلى الله، وأكثر دلالة على آثاره فينا، وآلائه علينا. فطبتم وطاب جمالكم وجمال نفوسكم التي عرفت سرّ الإله الجميل فأخلصت له. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...