عدد المقالات 322
كل مشكلة ولها حل، ولكن هناك مشاكل يصعب حلّها، وقد يكون حلّها الوقت، وهناك حلول تخفّف الضّرر، وقد يكون الحل؛ أن تصل لوضع بدائل، فتكون بمثابة دوائر موصلة للهدف والغاية. فمثال نعيشه جميعاً هو: أنّنا نواجه أشخاصاً في حياتنا ليسوا على مشاربنا، نواجه الأذى منهم سواء من أقاربنا، أو خارج نطاق الأسرة، فالحلُّ قد لا يكون في إصلاحهم، أو إسداء النّصح لهم فقد لا يجدي هذا معهم بل قد يعدّ مضيعةً للوقت، هنا سيكون الحلّ الأنجع معهم هو وضع بدائل، وذلك في أن تتكيّف مع واقع اختلاف الطّباع البشرية، عطفاً على ذلك كله لنتأمل مواقف الحياة العصيبة والمشكلات العويصة فالبدائل في الخروج منها هي سلوكيات وتصرفات تجعلنا أكثر إيجابية مثل: العناية بالنّفس، وممارسة الرياضة، وفسحة في الطبيعة، وعمل نشاط اجتماعي نافع، وتقديم مساعدة وغيرها من الأمور التي ستضفي علينا البهجة وبالتالي سنمتلك رصيدًا يشحننا؛ لمجابهة العثرات، ومقارعة السلبيات بكل فاعلية دون أن تتغلل في نفوسنا مشاعر الإحباط ودون أن تتولد لدينا أحاسيس أنّ الحياة قد أثقلتنا بهمومها وصراعاتها، فكثيرا ما نشعر في محطات أيامنا بشعور الضيق والحنق مما نلقاه فيصيبنا البؤس والشقاء وأًنه لا حيلة لنا وأننا غير قادرين على فكّ عقد الأزمات، هنا لنتمسك بالبدائل التي هي قرارات وطرق مؤدية لسمو النفس ورقي الوجدان لأسمى مراقيه، فعدم التفاتنا للأذى، وعدم الاكتراث للخذلان، واهتمامنا بذواتنا سيجعلنا في وضع الاستعداد دائما لما يزينها من طيب الخلال وجميل السجايا والصفات، ولا سيّما أننّا سنصبح أكثر قوة، وسنبيت منشرحي الصّدر متنعمين بطيب الحياة، فالله ما خلقنا إلا لننعم بهذه الحياة، ونسعد بطيباتها، فهو وحده سبحانه صاحب الفضل الأول والأخير لوجودنا على متن هذه الحياة، فكلما مضى الإنسان في حياته، اكتشف تدابير الرحمن في تسيير أموره وتحقيق أحلامه، وعرف بعض خفايا قضاءه، ولطائف أقداره، فيشعر العبد أنه محاط بنعم الله من كل جانب، فيتوجه إليه أولاً بالصلاة وقد امتلأ قلبه بهذا الشعور الآسر، ثم يرسل بعض دمعاته كدليلٍ صادق على هذا الامتنان الغامر. فما أجملها من حياة بمعية الله في الصباح والمساء، ولنتذكّر: كل شيء في هذه الدنيا إما أن تتركُه أو يتركك إلا الله؛ إن أقبلت إليه أغناك، و إن تركته ناداك وأهلا ومرحبا بأولئك الذين رغم مصاعبهم وآلامهم مع الدنيا إلا أن شعارهم: سنحيا بعد كربتنا ربيعاً كأنّنا لم نذق بالأمس مرًّا
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...
كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق...
إنّ أسماء الله تعالى ماثلة في أفعاله، وظاهرة في مشيئته، ولكن لا يمكن أن يدرك ذلك إلا مؤمن بالله، وجودًا، وتحكُّمًا، وتسييرًا لكون لا يعلم كنهه إلا خالقه جلّ في علاه، ومن بديع أفعاله الماثلة...
إنَّ خيرَ بداية نتفقّه فيها بالنصر، أن نتذكّر أن الناصر اسم من أسماء الله، وهو اسم كريم متاخم وملازم لاسم الغالب، والنصرة من الله هي تعدية الغَلبة لفريق، فيقهر فريقًا آخر ويغلبه، وهي العون والمدد،...
إنّ اللغة العربية لغة غنية بمعانيها ومبانيها، وإنّ سبر أغوار معانيها لا يناله إلا متبصر واعٍ، حصيف فصيح، وهذا ما جعل القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربيّ مبين، بليغًا غزيرًا في دلالاته، معجزًا في بيانه....
كثيرٌ من الخلق يعتقد أن الرزق يأتي بسبب ذكاء المرء ودهائه، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وهل الغنى حكر على الأذكياء من الناس؟ في الحقيقة، لا دخل لذكاء ولا غباء في قبض الأرزاق وبسطها، فهي من...
تُشْتَقُ كَلِمَةُ الحِكْمَةِ مِنْ الجَذْرِ «حَكَمَ» الذي يَقْتَضِي مَعْنى الْمَنْعَ، وَبِهِ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ وَسَاقُوا عَلَيْهِ الأَدِلَّةَ وَالْبَرَاهِينَ مِنْ دَوَاوِينِ الأَوَّلِينَ، أَصْحَابِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ الْمُبِينِ، ثُمَّ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الأَوَّلِيِّ تَتَفَرَّعُ بَقِيَّةُ الْمَعَانِي، فَتَتَغَيَّرُ وَتَتَحَوَّرُ،...
معلوم أنّ لله عزّ وجل صفات وأسماء له فيها الفردانية المطلقة، إذ لا يمكن أن تنسب إلى مخلوق من مخلوقاته في معناها الاصطلاحي، ومنها لفظا الخالق والخلّاق بالتعريف. لكن هناك بعض أسمائه ما يشتق منها...