alsharq

عبده الأسمري

عدد المقالات 31

الإنتاج الأدبي وعلم النفس الثقافي

29 مارس 2025 , 11:12م

يمثل الإنتاج الأدبي اتجاهًا باذخًا في توظيف السلوك الإنساني في مجالات متعددة. ومن خلال خبرتي في العلاج السلوكي ومهمتي كأديب وكاتب، فقد كرّست وقتًا لمعرفة التفاصيل العميقة التي تربط بين الثقافة وسلوكيات الإنسان. ولو تفحّصنا الرواية الحرفية التي ينتجها روائيون حقيقيون، فسنجد أن الأدب يعد عنوانًا رئيسيًا لتفاصيل سلوكية كثيرة في حياة الإنسان. فمعظم الروايات البارزة كان لها وقع مؤثر في مناقشة الواقع الحياتي وسبر أغوار العمق الإنساني والسلوك البشري، من خلال تركيزها على هموم الناس والتعمق في حكايات خفية خلف ستار المعاناة، والدخول إلى مساحات البسطاء، واقتناص تجاعيد التوجّس في وجوه العابرين على عتبات الأمل، والتعاطي مع تلك المواقف العفوية بين ثنايا البراءة. ويأتي الشعر ليكون ميدانًا يرصد ملاحم من التجارب التي ظلت في طيّ النسيان، وتوارت أمام نعيم السلوان. ثم تنوّعت فنونه ليكون صوتًا للصامتين وصدى للحالمين، في توظيف النص الشعري على مرأى المشاعر، ثم لا يلبث أن يتحوّل إلى محفل يسهم في تأصيل الشعور، لبناء منظومة من التكامل بين الأدب والسلوك. أما في مجال القصة، فقد كانت ضياءً أنار مسارب التائهين، وخطّة ثقافية متقنة لرصد السلوك الغامض وتوظيف معانٍ إنسانية متعددة وتجارب بشرية متمددة، تحوّلت من كبت داخلي إلى شعور فيّاض، جاء في رداء فضفاض من التعبير القصصي، الذي تجلّى ليكون ترميزًا لحالات مخفية في جوانب غلبت عليها عتمة الصمت وغُمّة الكبت. للأدب مقام رفيع، وللسلوك وقع بديع، مما يقتضي وجود دراسات مستفيضة ترصد الرابط الحقيقي بين الإنتاج الأدبي والسلوك، من خلال فعاليات أدبية خليجية مشتركة، تعنى برصد المنتج الثقافي الفريد، الذي يتناول جوانب الإنسان وتفاصيله واتجاهاته وأبعاده. كما أن هناك حاجة إلى ابتكار متجدّد في العمل الروائي والشعري والقصصي، حتى يخرج من دوائر التكرار، مع ضرورة رصد الجوانب البشرية التي تحتاج إلى البحث والتقصي والاستقصاء، ثم إخراجها في قوالب أدبية متميزة، تبرزها في حلّة ثقافية فاخرة، توظّف معاني الإنسانية، وتسخّر مقومات الاحترافية، وتكرّس مفاهيم الدور الأدبي في خدمة الإنسان وقضاياه وهمومه وأمانيه وآماله، ورصد ماضيه وحاضره ومستقبله. هناك تخصّص مهم جدًا، وهو علم النفس الثقافي، وأرى أنه ينبغي أن يكون حاضرًا في الجامعات الخليجية، وأن يُطرح في رسائل الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه، من خلال رصد السلوك الإنساني وربطه بالثقافة وعلاقته بالأدب، وتكريس التأليف الأدبي في أزهى صوره وأبهى ملامحه، من خلال إنتاج يربط السلوكيات بالإبداع الأدبي، ويسبر أغوار الواقع البشري والتجربة السلوكية في محطات العمر ومواقف البشر وتفاصيل الحياة. للإنتاج الأدبي أهمية كبرى في إعلاء شأن علم النفس الثقافي، وتكريس دوره في خدمة الجانب الإنساني، والاتجاه المهني، والبعد السلوكي، وإثراء الجانب المعرفي، وتعزيز القيمة الحقيقية للأدب ومقام الثقافة. أديب وكاتب سعودي abdualasmari@hotmail.com ‏@Abdualasmari

الثقافة والسلوك بين إرادة الشخصية وإدارة السمعة

الثقافة مفهوم أصيل ينطلق من السلوك ويتجه نحو المسلك ويمضي إلى تسجيل التأثير على مرأى «الأثر» مما يقتضي أن يتصف المثقف بسمات وصفات وبصمات تؤهله لأن يكون «واجهة مضيئة ترسم خرائط الاحتذاء في اتجاهات التعلم...

الرواية بين النقد «المكرر» والتصنيف «المنتظر» !!

انشغل النقاد كثيراً بالبحث في مكنون «الأعمال الأدبية» وملاحقة «فلاشات» الظهور والمضي في تكرار «مشاريع نقدية» تتطلب التطوير والابتكار مما يقتضي وجود نقد يرصد «أعمال النقد» ذاتها حتى يتحول النقد إلى مشروع مهني يقتضي الوصول...

وميض» الثقافة» وإمضاء» المعرفة»

تسطع المعرفة بإشعاعها على صفحات «الحياة « فمن معينها تتجلى وميض الثقافة التي تشكل اتجاهات زاخرة بالتعلم في دروب الإنسان الذي يسمو بالأدب ويرتقي بالعلم ليصل إلى منصات الأثر الذي يمد جسور التواصل الثقافي وفق...

الثقافة والمعرفة بين اليقين والتمكين

يكتمل «الأدب» بدراً في سماء «المعرفة» أمام مرأى «الثقافة» في مضامين تتخذ من المتون «المشرقة» دهرين للعطاء أحدهما للثبات والآخر للتحول. ترسم «الثقافة» ملامحها المبهجة على صفحات «التذوق المعرفي» لتنثر «رياحين» الاستقراء في آفاق متمددة...

الأدب والزمن.. إضاءات على السلوك

ما بين «السلوك» والمسلك ومن عمق التاريخ إلى أفق الجغرافيا ووسط محطات الزمان وبين ثنايا المكان يتجاوز «الأدب» افتراضات «الوقت» ويجتاز فرضيات «التوقيت» معلناً التمرد المقبول على «جمود» الروتين والتجرد الواقعي من «عباءة» اللحظة. عندما...

فصول الأدب وأصول النقد

للأدب مكانته الراقية وهويته السامية في منصات المعارف وسيبقى الوجه المضيء للكتابة عبر تغير الأزمنة والأمكنة وهو العامل المشترك الأكبر الذي يجمع الثقافات المختلفة وينمي سبل الفكر باتجاه المعاني الحقيقية للثقافة القائمة على أهمية الاحتراف...

فضاءات من الإنسانية

للأدب «نفائس» من البشائر تغذي «الروح» وتنقي «النفس» من شوائب «الخذلان» ومن رواسب «النكران» الأمر الذي يرتقي بالفنون الأدبية لتتحول من «إنتاج مكتوب» إلى «بلسم» موصوف لإخراج «الشعور المكبوت» من داخل «النفس». يسهم «الأدب «...

شخصيات «الرواية» بين التخصيص الأدبي والتشخيص السلوكي

الرواية «فن» أدبي أصيل يقتضي شحذ «همم» الأدب وتوظيف «مهارات» الكتابة وتسخير «مواهب» الذات في صناعة «الهوية» الروائية وفق منظومة إبداعية احترافية للخروج من «مساحات» التكرار السائد الى ساحات «الابتكار» المنتظر.. هنالك «فوارق» و«فروقات» ما...

إضاءات الأدب وإمضاءات الثقافة

تتجلى غيوم «الأدب « لتمطر صيباً نافعاً من «الثقافة « في متون من الشعر والقصة والرواية والنقد وسط تكامل تفرضه «فصول « الحرفة وتؤكده فصول «الاحتراف». عندما نتعامل مع «الأدب « ككيان معرفي فلا بد...

الأدب الأصيل.. صناعة المعرفة وصياغة الدهشة

رغم مرور عقود وحتى قرون على إنتاج أدبي تناقلته المنصات وتبادلته الأجيال ما بين القارات ليستقر كإضاءات أشعلت قناديل الدهشة على عتبات الزمن وأوقدت مشاعل الاندهاش على مرأى التقييم، ظل هذا المخزون الثقافي منبعاً لا...

الثقافة.. بين موجبات الأثر وواجبات التأثير

تتشكل «الثقافة» بمكوناتها المعرفية ومكنوناتها الأدبية لتسابق «الزمن» وتعلن ترتيب مواعيد «الضياء» على أسوار الانتظار وأمام مرأى «الإصدار» معلنة الانعتاق من جمود «الروتين» والارتقاء إلى أفق «التباشير» التي تنثر عبير «الإمضاء» على صفحات «التأليف» وبين...

الأدب والعلوم.. مفارقات ومقاربات !!

يتباهى «الأدب» بحلته الزاهية ممتزجاً بالعلوم والمعارف ليتربع على «تضاريس» الجغرافيا ويعتلى «صفحات» التاريخ ويؤصل «نظريات» علم النفس ويرتهن لنتائج الرياضيات وينخطف إلى جاذبية «الكيمياء» ويتواءم مع نسبية «الفيزياء» ويندمج مع «علم الاجتماع» ويزهو برداء...