عدد المقالات 36
تتبارى دور النشر سنوياً على مستوى البلدان الخليجية والعربية في ضخ آلاف الكتب إلى المكتبات والمعارض والمناسبات الثقافية في وقت اختلط فيه المعروض بالمقابل والعرض بالقبول مع ظهور»تساؤلات» متأرجحة بين ظاهرة «تضخم التأليف» في المكتبة العربية وموجة «الإنتاج السريع» في الاتجاهات المعرفية. لقد وضعت «مجهر» التحليل النفسي والسلوكي بحثاً عن الدواعي العميقة التي دفعت الكثير للركض في «ميادين» التأليف سعياً لنيل حلم «التأليف» وأمعنت في دراسة «المساعي» الواضحة التي دعت العديد للمضي في «دروب» الإنتاج لحصد لقب «المؤلف». هنالك من ركب «موجة التأليف» وحرص على «حشد» الآراء الاستباقية عن «المؤلفات» من جمع «الأصدقاء» ورفقاء «الدرب» وزملاء «المهنة» والبعض اضطر إلى توزيع «الدعوات المسبوقة» والإعلانات الترويجية لإنتاجه قبل خروج الكتاب للنور إمعاناً في «سد» ثغرات الانتقاد المحتملة من أصحاب «الرأي» وأهل «الخبرة» وذوي «الاختصاص». سعى بعض المؤلفين والمؤلفات إلى جمع «شتات» كتاباته التي كان يرسلها عبر مجموعات «هاتفية» في مستندات تقنية وبدأ في البحث عن «دور نشر» هائمة مستعرضة توزع خدماتها وإعلاناتها في كل اتجاه وتنتظر التربص بالقادمين على «أجنحة» الأمنيات المسجوعة بالتأليف حتى تصطاده مع محتواه ثم تعلن له عن الموافقة الجاهزة على إنتاجه قبل الاطلاع عليه مقابل «المال» والدفعة العاجلة ثم ترمي بالنصوص على «طاولة» مدققين مأجورين يجيدون «التصحيح» دون الإلمام بأصول الكتابة ثم يحول المحتوى في غضون «أيام» إلى عجين المطابع مع دفع أجرة عاجلة لمصمم تتلخص مهمته في «تصميم» غلاف ملون مدمج بتقنيات الذكاء الاصطناعي مع بعض ألاعيب «التقنية» ثم ترسل «البشرى» للمؤلف أو المؤلفة بأن الكتاب بات في طور الانتهاء في «مجاراة» بائسة للاستغلال المادي ودون «مراعاة» لأبسط مقومات الكتابة والإنتاج القائم على الاحترافية. راينا «خربشات» عابرة و»مرويات» معترضة و»حكايات» مجالس على صفحات «كتب» جهزت لها منصات «التوقيع» البائسة وحولت «هوية» أصحابها بين عشية وضحاها إلى مسميات أدبية وثقافية فهنالك من وصف نفسه بالروائي والأديب وصانع المحتوى واكتظت «الهوية البصرية» في حسابات هؤلاء بالمنتج وتعالت «التنافسية» بين مجتمع الأصدقاء وبات تأليف الكتاب مرهونا بالجمع والتجميع لكل سالفة أو حكاية أو موقف مع الاعتماد على المطابع الواقفة على خطوط «الاقتناص» لأي فكرة أو نص أو محتوى شريطة أن يكون مكتوباً حتى تكمل «المشهد» المضلل حتى النهاية. ترك «الأكاديميون» في جامعات خليجية وعربية قاعاتهم وأصروا أن تتحول بحوثهم وحتى محاضراتهم وأنشطتهم إلى «كتب» وباتت «مهامهم» الأساسية فارغة بحثاً عن «تأليف» كتب يزاحمون بها منصات «التواصل» الاجتماعي ومواقع «التوقيع» ويرصدون لها «حشود» المصفقين والمعجبين وتنافست «المدربات» وحتى الموظفات والطبيبات في عجن «اقوالهن» وتحويلها للمطابع «الجشعة» التي جهزت كوادرها للإنتاج وفق تدقيق عاجل وتصميم سريع ولا ضير في «اختيار» عنوان من أفكار المتواجدين شريطة أن يكون جاذبا ويحمل سمات الغرابة والدهشة معاً لسد النقص في «المحتوى». كل ذلك لا يعني أن هنالك إنتاجاً جيداً ومميزاً ولكن الموجات قد ارتفعت وبات المد «واضحاً» في بحور «التأليف» مما أسهم في «غرق» الذوق وغياب «الاحتراف» وأسهم في ظهور سمات شخصية متعددة سأتناولها بالتفصيل في مقالات قادمة تتركز على حمى الشهرة وتعويض النقص ومحاكاة الموضة ومجاراة الموجة وتفريغ الانفعال وتأويل السلوك وتضليل الرأي وتسيد المشهد وتقمص الدور والكثير من التفاصيل التي تخص التحليل النفسي والسلوكي لظاهرة التأليف وشخصية المؤلفين والمؤلفات والأبعاد المتوقعة لذلك بالربط بين ثلاثية الزمن من ماض وحاضر ومستقبل. abdualasmari@hotmail.com @Abdualasmari
أسست قبل حوالي عام ونصف منهجا عن الكتابة الإبداعية بعد سنوات من الركض في ميدان صاحبة الجلالة الصحافة والمضي في عالم «الـتأليف» واستندت على أسس مثلى جمعت فيها أهمية الممارسة وهيمنة الخبرة وضرورة الحرفية.. مع...
في ظل التغيرات الحياتية عبر العصور شكَّل الأدب وجهاً للواقع في ظل ما تم إنتاجه من دواوين شعرية وقصص وروايات تجلت أمام مرأى الحضور في حلة تباين مداها بين اتجاهات من الرضا والدهشة والتفوق والعزف...
تتباين اتجاهات الذاكرة ما بين راسخة تتشبث بأدق التفاصيل تواجه موجات النسيان لتعلن مقاومة «التجاهل» والمضي إلى حيز الترسيخ وأخرى متأرجحة ما بين التغافل المدروس ومواجهة موجة العودة إلى التذكر.. يأتي «الأدب» في رداء فضفاض...
يسمو «الأدب» بمكوناته العميقة بين الحرفة والاحتراف ليتلاءم مع الإنسانية والمهنية وفق اتجاهات راقية من السلوك المرتبط بالمفهوم الذي يحوله من «معلم» معرفي إلى «مسلك» إنساني يرسم منهجيات من «التهذيب» على مرأى «الأثر» وأمام مشهد...
الثقافة مفهوم أصيل ينطلق من السلوك ويتجه نحو المسلك ويمضي إلى تسجيل التأثير على مرأى «الأثر» مما يقتضي أن يتصف المثقف بسمات وصفات وبصمات تؤهله لأن يكون «واجهة مضيئة ترسم خرائط الاحتذاء في اتجاهات التعلم...
انشغل النقاد كثيراً بالبحث في مكنون «الأعمال الأدبية» وملاحقة «فلاشات» الظهور والمضي في تكرار «مشاريع نقدية» تتطلب التطوير والابتكار مما يقتضي وجود نقد يرصد «أعمال النقد» ذاتها حتى يتحول النقد إلى مشروع مهني يقتضي الوصول...
تسطع المعرفة بإشعاعها على صفحات «الحياة « فمن معينها تتجلى وميض الثقافة التي تشكل اتجاهات زاخرة بالتعلم في دروب الإنسان الذي يسمو بالأدب ويرتقي بالعلم ليصل إلى منصات الأثر الذي يمد جسور التواصل الثقافي وفق...
يكتمل «الأدب» بدراً في سماء «المعرفة» أمام مرأى «الثقافة» في مضامين تتخذ من المتون «المشرقة» دهرين للعطاء أحدهما للثبات والآخر للتحول. ترسم «الثقافة» ملامحها المبهجة على صفحات «التذوق المعرفي» لتنثر «رياحين» الاستقراء في آفاق متمددة...
ما بين «السلوك» والمسلك ومن عمق التاريخ إلى أفق الجغرافيا ووسط محطات الزمان وبين ثنايا المكان يتجاوز «الأدب» افتراضات «الوقت» ويجتاز فرضيات «التوقيت» معلناً التمرد المقبول على «جمود» الروتين والتجرد الواقعي من «عباءة» اللحظة. عندما...
للأدب مكانته الراقية وهويته السامية في منصات المعارف وسيبقى الوجه المضيء للكتابة عبر تغير الأزمنة والأمكنة وهو العامل المشترك الأكبر الذي يجمع الثقافات المختلفة وينمي سبل الفكر باتجاه المعاني الحقيقية للثقافة القائمة على أهمية الاحتراف...
للأدب «نفائس» من البشائر تغذي «الروح» وتنقي «النفس» من شوائب «الخذلان» ومن رواسب «النكران» الأمر الذي يرتقي بالفنون الأدبية لتتحول من «إنتاج مكتوب» إلى «بلسم» موصوف لإخراج «الشعور المكبوت» من داخل «النفس». يسهم «الأدب «...
الرواية «فن» أدبي أصيل يقتضي شحذ «همم» الأدب وتوظيف «مهارات» الكتابة وتسخير «مواهب» الذات في صناعة «الهوية» الروائية وفق منظومة إبداعية احترافية للخروج من «مساحات» التكرار السائد الى ساحات «الابتكار» المنتظر.. هنالك «فوارق» و«فروقات» ما...