عدد المقالات 301
كتب الشاعر العراقي كريم عوده -المعروف بـ «كريم العراقي»- الأبيات التالية: «اثنين أصدقاء التقوا ودار الحديث وطال، الأول اسمه الشرف، والثاني اسمه المال. قال الشرف: أعترف هذا زمان المال، الإيمان قلّ والوفا، وعبّاد ربّ البشر صاروا عبيد المال. يلّي خرّبت كلّ شي حلو، بسّك بعد يا مال... المال مسّه الغضب وانتفض كالطاووس، وقال: أحلّفك يا شرف بالشرف والناموس، أحلّفك تعترف بالواقع الملموس، من يحترم إنسان ما في بجيبه فلوس؟ بالمال تشتري الأصحاب والخلّان، بالمال تشتري الذهب والألماس؛ المال سطوة، المال سلطان، بالمال.. يا أهل المال.. بيعت دُول وذُلّت أوطان»! لا أخفي عنكم سراً بأنني أستمع لهذه الأبيات العصرية القصيرة بصوت الشاعر لأكثر من مرتين في اليوم، لعلّني أقتنع بهذا الواقع الملموس الذي يقول بأن المال هزم الشرف. الشرف الذي لا يقتصر على عورة النساء أو العلاقات الجسدية المحرّمة أو ما شابه ذلك. الشرف الذي يشمل النزاهة، وعزة النفس، والكرامة، والأمانة، والقلب السليم. الشرف الذي لا يُحدّد بالحجاب والاحتشام واللباس فقط.. الشرف هو ذاك السلطان الذي يختصر الأخلاق.. هو ذاك الشخص الشجاع والشهم.. الذي لا يأكل لحم أخيه في المجالس... هو ألا تبتسم بوجه صديقك وتطعنه في ظهره.. هو أن نؤدي الأمانة في العمل، وألا نصادر جهود من يعملون تحت إدارتنا.. هو ألا نستغل الضعيف والمحتاج. ألا نشارك في إرسال مقاطع مصوّرة نسخر فيها من قزم أو قبيح أو بسيط.. الشرف يعني ألا نشتري بالمال الحب.. ألا نستغل سلطتنا لتكميم أفواه من يقول الحق.. الشرف يعني ألا نتاجر بالدين ونعيش بوجهين.. وجه المتدين تحت الشمس والظالم في الظلمات. يُقال: إذا أردت أن تعرف جوهر أحدهم أعطه مالاً. برأيي، المال لا يغيّر النفوس البشرية، بل يصقلها فتظهر على حقيقتها. عندها يمكنك أن ترى الخير فيها، أو الشر والبشاعة. وما أكثر المظاهر التافهة التي نراها اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لميسورين يصوّرون العاملين لديهم وهم يطلبون زيادة رواتبهم! وآخرين يبيعون أقلامهم وأفكارهم للدفاع عن أنظمة مجرمة وظالمة بحق شعوب! الحياة ليست مثالية، والعلاقة بين المال والشرف ليست صراعاً. بل على العكس؛ المال يخدم الأخلاق، والمال وسيلة لنشر القيم الأخلاقية.. المال قدرة على العفو، والتسامح، والرحمة، والكرم. الغني هو من يملك شيئاً لا يُباع ولا يُشترى. ولهذا عظّم الله سبحانه وتعالى مقام رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالقول: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. ما أجمل هذه الآية! وما أجمل العبرة منها! في وقفة أخيرة، لا بد لنا من التذكير بالمشاركة والترشح لجائزة «أخلاقنا»، التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حفل تخرّج مؤسسة قطر العام الماضي، للتشديد على أهمية اقتران العلم بالأخلاق. ... العلم دون أخلاق يصنع وحوشاً تشبه «فرانكشتاين»، ذلك المسخ الذي صنعه عالم مجنون من بقايا جثث بشرية.. فهل تحبون «فرانكشتاين» لو في «جيبه فلوس»؟!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...