alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

بكتيريا فكرية

28 فبراير 2019 , 01:51ص

اكتشف علماء من جامعة أمستردام الهولندية، أن بعض أنواع البكتيريا قادرة على النمو والتكاثر وهي ميتة. هذا الاكتشاف العلمي -الذي نشرته وسائل الإعلام مؤخراً- يشير إلى أن هذا النوع من البكتيريا يتبع استراتيجية للبقاء على قيد الحياة تُسمّى «نمو بتغذية قليلة»، حيث ينخفض نشاط هذه البكتريا كثيراً، ولكنها تستعيد قوتها على المدى الطويل، وبتغذية قليلة جداً، ولا ينفع معها دواء ولا علاج للقضاء عليها حتى الآن. لا أنكر أنه عند قراءتي هذا الخبر، وجدت رابطاً قد يكون صحيحاً مع العديد من الظواهر السياسية التي تشبه هذه البكتيريا. وقد يعتبر أحدكم أنني أشبّه بعض الظواهر في المجال السياسي بعالم البكتيريا. في الحقيقة نعم، إنه كذلك، حاله كحال جميع المجالات، الإعلامية، والمهنية، والأسرية، والشخصية، والاجتماعية. فمسألة أن تكون هناك بكتيريا قادرة على النمو والاستمرار على الرغم من أنها ميتة، موجودة في ما بيننا وحولنا. في عالم السياسة، هناك أنواع من البكتيريا الأيديولوجية التي يستحيل القضاء عليها، ولا تنفع فيها القوة ولا القرارات الدولية، كظاهرة الفكر الداعشي مثلاً، هذه البكتيريا التي وإن ظننا أنه تم القضاء عليها إلا أنه من المتوقع أن تظهر مجدداً؛ لأنها تنمو ببطء وستتحول إلى شكل آخر من البكتيريا في حركة عسكرية أيديولوجية إرهابية جديدة. في المجال الاجتماعي، أعتقد أن بكتيريا تدمير المجتمعات عن طريق قمع الشباب وتدجين قدراتهم وتوجيهها نحو الحروب بدلاً من الإنتاج والإبداع بمنزلة، بكتيريا ستتغذى حتى في موتها، حيث إن جزءاً كبيراً من مجتمعاتنا يؤمن بالموت على أنه وسيلة للحياة، ومن ثم تُغذّى العقول ببطء على هذه الأفكار وتتكاثر فتتحول إلى عنف فإرهاب. وذلك ينسحب على المجال المهني، فكم من انتهازي وعديم أمانة تراه يختفي سنوات ومن ثم يعود مجدداً في منصب أعلى فأعلى، ويبدأ بتعيين الطفيليات من حوله، وبدورهم يتغذون ببطء على فساده وأحياناً على أرزاق غيرهم. على المستوى الشخصي، إذا راجعنا أنفسنا، نستطيع أن نجد كثيراً من البكتيريا التي نعتقد أنها ماتت ولكننا نشعر أنها تحيط بنا من كل صوب، فكم من علاقة حسبانها ماتت ولكنها تحيا بعد سنين وتعيد إلينا ذكريات لا يمكننا مقاومتها فنتمنى لو يبتكرون مضاداً حيوياً للذكريات؟ الخلاصة أنه بإمكاننا استلهام الدروس من الظواهر البيولوجية والطبيعية التي خلقها الله عز وجل، وفي ذلك حكمة. تحصين النفس من البكتيريا لا يحتاج إلى مضادات؛ لأنها في كثير من الحالات غير ناجعة، بل يتطلب أن يكون لديك مناعة قوية في التعامل معها يومياً دون إصابتك بالعدوى.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...