alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 195

العرب .. تاريخ حافل ومستقبل واعد

27 أغسطس 2023 , 01:00ص

في بداية كل مسيرة واعدة، قد لا تكفي الكلمات لوصف المشاعر التي تجيش بها الصدور، وقَولي حيال هذه الحالة «رب اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي»، ولا أبرح هذا المقام قبل الشكر الجميل والثناء الحسن لسعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة مجموعة الشرق الإعلامية، لقاء ما خصني به من الثقة وما منحني من التقدير المنوط بالمسؤولية وحمل الأمانة، فقلدني مهمة رئيس التحرير في جريدة العرب ، ولسعادة الشيخ عبدالله بن ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس المديرين في جريدة العرب ، والشكر الجزيل موصول لكل الأصدقاء والأحبة الذين غمروني برسائل التهنئة والتبريكات، وربَتوا على كتفي، ولم يسعني ربما أن أرد على كل رسائلهم واتصالاتهم الودودة، ولا يفوتني شكر الأساتذة والزملاء الأعزاء من رؤساء تحرير جريدة العرب الذين سبقوني، فهم من وضعوا لبنات البناء، ورفعوا القواعد ونهضوا بالصرح الثقافي الشامخ الذي نرى فيه اليوم لوحة فسيفساء متموجة بألوان الأدب والسياسة مع الفكر والثقافة، كل ما يهم المجتمع وقضايا الناس، وإن مصداق ما أوفيه للجميع على مواقفهم هو شكري لهم بالعمل، وبإكمال ما بدأوه على خير وبعون الله. العرب.. عريقة في تاريخها إن الكلمات المعدودة والسطور المحدودة في حق جريدة العرب العريقة قد تبخسها من حيث نبغي الإشادة بها، وإذ لا يتسع المقام لسردية طويلة فلا مفر من إضاءات وشذرات تعطي فكرة عامة عن هذه المنصة الإعلامية التي تأسست عام 1972 قريبا من استقلال دولة قطر وتحاذت مسيرتها التاريخية مع مسيرة الدولة القطرية وتربعت على عرش الإعلام المقروء والمرئي والمسموع منذ ذلك الحين. تتراكب الاهتمامات في جريدة العرب وفق الأولوية ولا تتعارض، فمركز الاهتمام وطني قطري، تليه دائرة الاهتمام العربية التي تشمل قضايا وهموم الشعوب العربية الشقيقة، تليها دائرة الاهتمام الإنساني العالمي عموما، فهي قطرية الأصل، عربية اللغة والانتماء، عالمية الأفق والاهتمام، ذات بُعد إصلاحي تنويري توعوي يؤسس لمناخ الفكر والإبداع، ويخدم القضايا الثقافية والفكرية. برؤية جامعة صدرت العرب كأول صحيفة يومية سياسية عن دار العروبة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، ووضع لبناتها الأولى عميد الصحافة القطرية الأستاذ عبد الله حسين النعمة (رحمه الله)، وبعد انتشارها أصبح لها مراسلون في كل من القاهرة وعَمان والجزائر، واستمرت بالصدور حتى عام 1996م، وبعد توقفها لتستأنف إصداراتها في الثامن عشر من نوفمبر 2007 وحتى الآن. وظلت حاملة لرؤية وطنية شاملة مؤسسة على مصداقية الخبر، وقيمة الكلمة ورونقها، وحضور الثقافة العربية، واللغة الإعلامية العالية، لتكون جريدة العرب إحدى أبرز المرجعيات الإعلامية الموثوقة في دولة قطر والدول العربية التي تنتشر بها. العرب.. منبر للوعي الجماهيري لأن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في تشكيل الوعي الجماهيري، ونقل الأحداث والأخبار بمصداقية ودقة، فتألقت جريدة العرب في الحياة العامة، واكتسبت الأرضية الصلبة، واكتسحت الحاضنة الاجتماعية والنخبة المثقفة منذ تلك الفترة التي كان جل الإعلام أو كله مرتكزاً على الصحف، ولم يكن لها نظير في شفافية النقل، وجودة التحليل. فغدت منارة في فضاء الثقافة تعكس التطورات اليومية للأحداث والمستجدات وتشكيل ثقافة وقيم ومُثل اجتماعية وروحية ووجدانية وأخلاقية، بقوام مجلس إداراتها والعاملين فيها من صحفيين وكُتاب ولغويين ومبرمجين ومحللين وإخباريين، الذين قدموا محتوى متنوعاً وغنياً وأخباراً بمهنية عالية ومصداقية فائقة، غير مقتصرة على نقل الأحداث الجارية فقط، بل اعتنت بتحليلها، كما وفرت مساحة كافية للأدباء والكُتاب والفنانين والمؤرخين والسياسيين للتعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم، مما أسهم في تعزيز الوعي الثقافي للمجتمع، وترسيخ الثقافة والتنوع في المجتمع القطري والمجتمعات العربية، وهو ما أثرى المعرفة وفتح آفاق التفكير. العرب.. والتألق الثقافي وقوفاً على 51 عاماً من العطاء نستطيع أن نجمل وصف جريدة العرب على أنها شجرة طيبة وثمراتها الطيبة لا تنقطع، فأصبحت بمثابة الصحيفة الأم للقضايا القطرية ثم العربية والعالمية، وأتاحت منبرها للأقلام الصادقة والكتابات الجريئة، وعملت كوسيط لنقل الحقيقة بلا تحريف ولا تشويه، وفي مجالها الثقافي حرصت على الحفاظ على الثوابت والقيم العربية والإسلامية الروحية، فأولت العرب اهتماماً خاصاً برأي الشارع القطري، ونقلت أصوات الناس، واستمعت بحس مرهف لقضايا الناس واحتياجاتهم، ولا سلطان عليها إلا ميثاق المهنة الصحفية، وصوت الضمير، وحضور القارئ، واحترام القانون. العرب.. التنوع وقضايا شاملة كانت خطتها للتألق، وسُلّمها للصعود وللترقي، هو الابتعاد عن الرتابة والروتين، والأسلوب البيروقراطي الممل، والتحرر من أي ارتهان لأي قيد قد يحدد عليها غناها وتنوعها الثقافي، إلى جانب تحري الموضوعية والنزاهة، والسعي الحثيث لاستقطاب الأقلام والنخب من كل حدب وصوب، والترحيب بالطيف الفكري الذي يصحبونه معهم، فيساهم في إثراء النقاشات وتوجيه الاهتمام نحو قضايا ذات أهمية عالية، وشغلت دورا بارزا في نقل الأخبار السياسية وتحليلها ومناقشتها للقراء، من خلال تغطيتها للأحداث السياسية الهامة على الساحة القطرية والإقليمية والدولية، وأسهمت في توجيه الضوء نحو القضايا الحيوية، كما عملت الجريدة على تقديم وجهات نظر متنوعة تعكس التعددية السياسية، وتساهم في توجيه القراء نحو فهم أكثر شمولاً للأحداث. وبفضل مسحها الشامل للقضايا الاجتماعية، لعبت دوراً في تسليط الضوء على القضايا الراهنة التي تؤثر في حياة المواطنين والمقيمين في دولة قطر، من خلال تداول مواضيع ذات مساس مباشر بحياة الناس مثل التعليم والأسرة والطاقة، والواقع المعيشي، وحقوق الإنسان، والثقافة المجتمعية، فحملت في اهتمامها بكل القضايا رسالة أخلاقية ووطنية تعزز من قيم الانتماء والولاء للوطن والاهتمام بالتراث وقضية التنمية ومشروعاتها وتعزيز الانفتاح الثقافي والحوار الحضاري وحل المشكلات الدولية بالطرق السلمية وتحقيق العدالة الإنسانية. العرب .. المهنية والحيادية بمقدار البهجة الغامرة في احتفالنا بذكرى التأسيس الـ ٥١ لجريدة العرب، يستنفر فينا حس المسؤولية، وما يقتضيه من شحذ للهمم واستنهاض للمهنية لإكمال المشوار الذي يزداد تعقيدا في كل عام من عمر الجريدة، ويدخل الميدان الإعلامي منافسون جدد، فيزيدون من شراسة التحدي، وهذا ما يتطلب مهنية عالية المستوى لشق الطريق قدما في المستقبل. وأول مقومات الاستمرار وأهمها حاضرة موجودة، وهي الصمود على اعتناق القضايا الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية والتوسع في المجال الإنساني وكسب الثقة بالدقة والإنصاف. ما كان لجريدة العرب أن تحظى بهذه المكانة السامية المرموقة لولا الدعم غير المتناهي من لدن القيادة في الدولة وصولا لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وحكومته الرشيدة، بالتزامن مع دعم مجلس إدارة مجموعة الشرق الموقر، حيث تتلقى الجريدة الدعم بكامل صوره، بما في ذلك التزويد بالتقنيات الحديثة، والدورات التدريبية لطاقم العمل لكي تزدان مخرجاته بالحرفية العالية التي تنبع وتنجم عن الحرية الفكرية والرعاية الدائمة. خلاصة قبل البدء ... خلاصة القول: جريدة العرب عبر جدارة الهيكلية الإدارية، ومرونة سياسة النشر، ومواكبة القضايا الساخنة محليا وعربيا وعالميا، استطاعت أن تكتسب جمهورا كبيرا من القراء والمثقفين والمفكرين، وفي ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي، رسخت جريدة العرب مرساتها في عمق الإعلام القطري، وحضرت بقوة في المشهد الاجتماعي والسياسي والخدمي والاقتصادي والتربوي كمنبر حرّ يوازن بين تقديم المعلومات وتحليلها ونقد ما يجب نقده، وتعزيز الوعي الثقافي والأخلاقي والمجتمعي. وهو ما سيكون مشروعنا في بداية هذه المسيرة؛ أي العمل بعزيمة وإصرار، وذلك لتكون جريدة العرب ميداناً ثقافياً خصباً له أسسه وأخلاقياته ورسالته الواضحة، وينهض في ظل مشروع التنمية الوطني لعام 2030، بالمعرفة والوعي والإعداد والتمكين للنهوض بالمستقبل وأجياله.

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...

ترامب في الدوحة.. إدراك أمريكي لأهمية دور الدوحة الإقليمي والدولي

في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...

قطر ومفاتيح الاستقرار العربي: من القاهرة إلى دمشق وبيروت

في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....

«الرئيس العماد» في ضيافة الدوحة.. لبنان يستعيد بريقه بدعم قطري متواصل

«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...

قطر والوساطة في غزّة: التزام صادق وشراكة محترمة مع القاهرة وواشنطن

بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...

الدعم القطري لسوريا.. التزام أخوي وإنساني متواصل

لم تتأخر دولة قطر في تقديم الدعم للشعب السوري الشقيق منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، واضعة الجانب الإنساني والوقوف بجانب الشعب السوري في مقدمة أولوياتها. فقد جاءت الأزمة السورية كواحدة من أسوأ الكوارث...