عدد المقالات 50
الحمد لله الذي كتب النصر لأوليائه، والصلاة والسلام على أكرم خلقه وخاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن بهديه اقتدى وذاد عن لوائه. أما بعد: فيقول عز وجل: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، لما توفي نبينا ﷺ ترك خلفه رجالاً حملوا عبء الرسالة على كاهلهم، وواصلوا نشر الدين وإقامة شريعة الله في أرضه، واتسعت رقعة الإسلام فكثرت وجهات نشر الدعوة، حتى بلغ الإسلام المغرب الأقصى، على يد عقبة بن نافع، ولم يستقر الإسلام إلا بعد مقتله حين قدم موسى بن نصير فأعاد فتح المغرب العربي إلا سبتة، واستغرق في تثبيت الإسلام بالمغرب نحو ست سنين، لكثرة ثورات الأمازيغ، واستقر الإسلام في طنجة التي كانت مطمع كل الدول؛ لموقعها الإستراتيجي، وتولاها طارق بن زياد، بعدها ظهر لموسى بن نصير نشر الدعوة وراء البحر الأبيض، فهيأ الجيش بتعليم الإسلام للأمازيغ (البربر) فصاروا من أشرس المدافعين عنه، وهكذا الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وعمل على بناء الموانئ والسفن منذ عام 87هـ، وصالح حاكم سبتة جوليان فأعانه على فتح الأندلس؛ حيث فتح ميناء سبتة لهم، وأمدهم بسفن كبرى يعبرون بها لعدوة الأندلس، وزودهم بما يحتاجون إلى معرفته حول الأندلس وطبيعتها الجغرافية، قيل: انتقاماً من القوطيين وملكهم لذريق الذي غدر بالملك غيطشة، صاحب حاكم سبتة، وقيل لغير ذلك. وفي عام 91هـ في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، أرسل موسى كتيبة تكتشف الأندلس، كان على رأسها المجاهد طريف بن مالك، وإليه تنسب مدينة طريفة جنوب الأندلس - وهي لا تزال بهذا الاسم إلى اليوم كغيرها الكثير من مدن الأندلس -؛ وسميت طريفة لأنها أول مكان نزل به طريف بن مالك، وهو أول من دخل الأندلس دخولا عسكريا من المسلمين، وذلك في شهر رمضان عام 91هـ. وبعد أن اكتمل لابن نصير الاستعداد أعطى قيادة الجيش لطارق بن زياد فعمد إلى الأندلس في شعبان، وقيل: في رجب عام 92هـ، ونزل في الجبل المسمى اليوم بجبل طارق، ومنه اتجه إلى الجنوب الغربي ليؤمن ظهره قبل التوغل في الأندلس، فلما انتصر على القوطيين راسلوا ملكهم لذريق في العاصمة طليطلة يستنصرونه، فاشتط غضباً وجمع جيشاً يفوق المسلمين في العدد، وجاء طريف بن مالك يرأس المدد للمسلمين، ومع ذلك كان جيش العدو أكبر، قيل: إن عدد المسلمين كان 12,000، وعدد النصارى 100,000، وصدق الله: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. وفي 28 رمضان عام 92هـ التقى الجيشان في منطقة تسمى وادي برباط، وقدر الله أن ينتصر جنده، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، فهزم القوطيون، واستمر الفتح أعواماً حتى ساد المسلمون على جنوب فرنسا، والبرتغال بأسرها، وجنوب إيطاليا، ونشروا الإسلام وبنوا المعاهد والمؤسسات للعلم والمستشفيات وغيرها. وكان اليهود مستائين من تعامل القوطيين، فلما جاء المسلمون أحسنوا جوارهم، وأقروا اليهود على ممتلكاتهم فعاش اليهود في نعيم تحت راية الدولة الإسلامية، ويبالغ بعضهم فيقول: لولا اليهود لما فتح المسلمون الأندلس، وهذا كذب وزور بين، والتاريخ يشهد. صارت الأندلس قبلة للمسلمين وغيرهم، وازدهرت فيها العلوم وفي بعضها تطورت تطوراً لم يعرفه المشرق، واستمر فيها الإسلام، منذ الفتح إلى سقوط غرناطة سنة 897هـ، حيث سلم آخر حكامها محمد الصغير مفاتيحها، وبكى فقالت أمه عائشة الحرة: «أجل، فلتبك كالنساء ملكاً لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال». وضاع الكثير من علوم المسلمين وحضارتهم. لمثل هذا يموت القلب من كمد * إن كان في القلب إسلام وإيمان. وهكذا رمضان شهر جهاد ونصر، وحتى تصح المفاهيم، فإن مختصر ما يقوم به المسلمون في الفتح، أنهم: يدعون أهل البلد إلى الإسلام، فإن أبوا أقروهم على دينهم مع دفعهم الجزية، وإلا فالقتال بعد مهلة ثلاثة أيام ليتشاورا، امتثالاً لأمر الله بإقامة شرعه في أرضه، وما دام في الأرض كافر فالدعوة واجبة فإن منعت فالعمل بالخطوات الثلاث. والله المستعان.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...