alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

خالد مفتاح 04 أكتوبر 2025
سفر عظيم
مريم ياسين الحمادي 04 أكتوبر 2025
المعلم صانع الأثر
ناصر المحمدي 06 أكتوبر 2025
كتارا.. نافذة الأدب العربي نحو العالم

خذوا الحكمة من المُرجان

26 أبريل 2018 , 12:23ص

هل رأيت كائناً حياً -غير الإنسان- يحمل مظّلة لحماية نفسه من حرارة الشمس؟ فكّر جيداً.. الأغلب أن الجواب هو النفيّ، إلا إذا كنت عالماً في الأحياء البحرية الأسترالية، حيث اكتشف العلماء معجزة طبيعية تبعث على الأمل والتفاؤل، وتُعطينا حكمة تُضاف إلى رصيدنا في هذه الحياة. فالشُعب المرجانية الموجودة بالمياه تُنتج سحابة على شكل مظلّة، تطير بشكل انسيابي من قاع البحر إلى سطح المياه، وتستقر فوق رأس المرجان تحديداً، لحماية نفسها من أشعة الشمس! هذه المظلّة غير المرئية بالعين المجرّدة، تتألف من مركّبات كيميائية تنتجها الشعب المرجانية، تتفاعل مع المركبات الموجودة في المياه، فتُنتج مظلّة طبيعية تقي هذه الكائنات الحرارة، وتحميها من خطر الانقراض. هذه المعجزة الطبيعية، وصفها العلماء بالقدرة الهائلة على التكيّف والمناورة من أجل البقاء على قيد الحياة، وما زاد من دهشة العلماء هو قدرة تلك الكائنات على تعديل مركّبات هذه المظلات بعملية فيزيائية دقيقة جداً، لإبقائها فترة أطول فوق رؤوسها. هذا الاكتشاف تداولته وسائل الإعلام بخبر جاء تحت عناوين مختلفة، أبرزها «المرجان يُبهر البشرية بقدرته على الابتكار»، ولكن ما يُبهر الإنسان حقاً، ويُعزز إيماننا بقدرة الله المطلقة في هذا الكون، هو توقيت هذا الاكتشاف الذي يأتي بعد أيام قليلة من إعلان علماء جامعة ستانفورد الأميركية نجاحهم في تطوير جينات معدلة وراثياً للشُعب المرجانية، تجعلها تصمد لفترة أطول، وبالتزامن أيضاً مع تكثيف علماء يابانيين أبحاثهم حول إنتاج الشعب المرجانية الصناعية. وفيما يتسابق العلماء على إيجاد طريقة لحماية المُرجان، تُقاوم هذه الكائنات خطر الانقراض على طريقتها، -وبأمر من الله عزّ وجلّ- وانسجام تامّ مع الطبيعة. قد يعتبر الكثيرون أن هذا الاكتشاف مهم فقط على مستوى البيئة، وأنه خبر سارّ لأنصار البيئة. ولكن ألا يُشكّل هذا الخبر مصدر إلهام لنا كبشر في جميع نواحي الحياة. ونحنُ الذين إذ مسّنا الضرّ بدنياً أو نفسياً قد ننكسر في لحظة ضعف معينة، وقد نشكّ في قدرتنا على المقاومة، أو على الاستمرار في مواجهة التحديات والمصاعب في هذه الدينا. فكمّ من شاب أو شابة أُصيب بانهيار نفسي بسبب مشكلة بسيطة أو معقدة؟ وكم من ضعيف يقرر الانتحار أو القتل بسبب ظروف صعبة؟ وكم من شخص صار رهينة للحبوب المهدئة أو المخدرة هرباً من الواقع؟ وكم من جندي انهزم لعدم قدرته على المناورة في حرب قاسية؟ ربّما لن يلقى هذا الاكتشاف أثراً يُذكر في نفوسكم، ولكنه بالتأكيد شكّل مصدر إلهام لي، فقد منح الله سبحانه وتعالى قدرة هائلة لجميع الكائنات الحيّة على التكيّف لحماية نفسها من الخطر، فكيف بحال الإنسان الذي سُخرّت له هذه الكائنات؟ وأمره الله بالتوكل عليه في جميع شؤونه، وفي السعي والعمل من أجل الابتكار. لقد أعطت الشعب المرجانية فرصة للعلماء كي يُطوّروا أبحاثهم، وفتحت لهم باباً جديداً للتفكّر والتأمل من أجل استمرار البشرية، وكأنها حاورتهم وأرسلت لهم المظلات لتقول لهم: «لا تستسلموا. استمروا في العطاء والإنتاج والبحث بما ينفع هذه البشرية». لا تخشَ الصعاب والتحديات والخطر.. فالمُرجان نموذجاً والإنسانُ عالماً!

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...