عدد المقالات 3
مع اقتراب موعد الدورة الحادية عشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية في الدوحة، والتي تشهد مشاركة المملكة العربية السعودية كضيف شرف، يبرز السؤال عن الدور الذي تلعبه هذه المنصة في نقل الأدب العربي من فضاء محلي إلى أفق عالمي. هذه الدورة التي تستعد لاستقبال كتاب وروائيين ونقاد من مختلف أنحاء العالم تمثل فرصة للتأمل في مسيرة الأدب العربي من جذوره التاريخية إلى قدرته على التواصل الثقافي المعاصر، مواكبةً في الوقت ذاته تطلعات العصر ومتغيراته. الأدب العربي منذ بداياته في العصر الجاهلي كان صوتًا يعكس هوية الأمة ووجدانها وحافظًا على قيمها ومع نزول القرآن الكريم اتخذت اللغة العربية بعدًا جديدًا من الفصاحة والبلاغة، لتصبح أساسًا للنص الأدبي والحضاري. وفي العصر العباسي أصبح الأدب رافدًا للحضارة حينما انفتحت المكتبات على الترجمات والفلسفة ما مكّن النص العربي من تجاوز حدود الزمان والمكان. ومع تحولات العصر الحديث والمعاصر، تطور الأدب العربي ليواكب قضايا الإنسان والهويات والتحديات الثقافية محافظًا على ثرائه ولغته التعبيرية. على الرغم من هذه المسيرة الطويلة، بقي الأدب العربي محدود الانتشار عالميًا محاصرًا بلغة لم تُترجم دائمًا، وأفق لم يُفتح أمامه بالكامل. هنا جاء مشروع كتارا في الدوحة ليعيد تشكيل العلاقة بين النص العربي والعالم. تجسد جائزة كتارا للرواية العربية نموذجًا حيًا لهذا التوجه فهي ليست مجرد تكريم سنوي بل منصة لإعادة إنتاج الأدب العربي بطريقة تجعله قابلًا للانتشار العالمي. الروايات الفائزة تُترجم إلى لغات كبرى، وتُتاح أمامها فرص التحويل إلى أعمال درامية وسينمائية، ليصبح النص العربي حاضرًا في وجدان القارئ العالمي وليس محصورًا داخل حدود اللغة العربية فقط. إلى جانب ذلك تساهم مكتبة كتارا للرواية العربية في إحياء بعد النقد والبحث، حيث توفر مساحة للباحثين والقراء للنقاش والتحليل، ما يعزز فهم الأدب العربي في سياقات مختلفة، ويعيد ربطه بسياقاته التاريخية والثقافية الكبرى. لذا تمثل كتارا مرحلة جديدة في مسيرة الأدب العربي، مرحلة العالمية المؤسَّسة. فهي تسهم في منح بعض النصوص العربية فرصة الوصول إلى قراء ونقاد خارج العالم العربي، ما يعزز حضور الأدب العربي في النقاشات الثقافية الدولية. الأدب في جوهره، ليس مجرد متعة جمالية، بل أداة حضارية، وعبر مشاريع كتارا يجد العالم في الأدب العربي اليوم صوتًا أصيلًا وقيمًا عابرة للحدود، تُعيد له مكانته الطبيعية في الحوار الثقافي العالمي.
لم يكن اجتماع مجلس الدفاع الخليجي المشترك في الدوحة مجرد واقعة طارئة، بل لحظة مفصلية أظهرت أن الخليج، بكل ثقله السياسي والاقتصادي، يواجه تحدياً واحداً لا يقبل التجزئة. فالتهديدات التي تحيط بالمنطقة تتطلب يقظة مستمرة،...
لم يكن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر سوى انعكاس جديد لنهج مأزوم يقوم على العدوان وتجاهل الأعراف الدولية، نهجٍ اعتاد أن يواجه كل صوت يدعو إلى السلام بمحاولات التشويه والتضليل. إسرائيل، التي تُمارس العربدة في...