عدد المقالات 40
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها من يهجم على قلمه جمود الكتابة، فغمست نفسي بالقراءة تارةً، وإشغال نفسي بأمور أخرى تارةً أخرى، وعدم إجبار وحي الكتابة على الكتابة. كنت أقرأ في سيرة الشاعر القطري محمد بن عبدالوهاب الفيحاني -رحمه الله-، وأبحر في أشعاره ومفرداته العذبة وصوره الملفتة، وبالمصادفة سقطت عيني على رواية تذكرت أنني توقفت بمنتصف طريق قراءتها، رواية العريضة للكاتبة القطرية نورة آل سعد، فهممت بالتقليب في صفحاتها واستكمال ما توقفت عنده بالقراءة، وسبحان الله بالمصادفة الصفحة التي توقفت عندها تتكلم عن الشاعر محمد الفيحاني، وعن الدائرة النمطية التي تدور حول الشعر العربي وسمته الكاتبة (الحب اليائس)؛ ويظهر هذا جليًا في قصص الحب الشهيرة التي ما زلنا نتناقلها ونتحسر لحسرتهم، مثل ابن الملوح ومحبوبته ليلى، وكما الحال عند شاعرنا الفيحاني، فتكون نسق القصيدة موحدة حيث يقع بطل القصيدة بالحب بغير طواعية منه بل إجبارًا من قلبه، ومن هنا تبدأ رحلة الشقاء معلومة النهاية بحب ميؤوس منه وقد تصل إلى موت المحب ضحية للعشق. رغم البيئة الصحراوية التي تعيش داخل وتحيط بشعراء الجزيرة العربية إلا أن العاطفة الجريحة طاغية بأشعارهم خصيصاً (الحب المعدوم)، ولعل وجهة نظر الكاتبة في تحليل ذلك راق لي ولرأيي، حيث قالت بما معناه البيئة الصحراوية مسكن لحلات الهجر والترحال؛ بسبب الفقر والبحث عن الرزق، فيقع الشاعر في اضطرابات عاطفية جامحة. برأيي نحن دائماً ما نتفاعل وتبقى في رؤوسنا قصص الحب النازفة بنهايات مكلومة، ونردد آلامهم بقصائدهم التي تذرف جراحهم، فلا ننسى قصيدة الشاعرة نورة الحوشان «اللي يبينا عيت النفس تبغيه.. واللي نبي عيّا البخت لا يجيبه».
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...
تساءلت كثيرًا قبل أن أشرع في كتابة مقال اليوم، وظلت تتقاذفني الحيرة يمنة ويسرة إلا أن رست أحرف قلمي على شطآن الفن والمسرح، إذن من هنا ستبحر سفني الراكدة؛ من مهرجان الدوحة المسرحي في دورته...