alsharq

آمنة ارحمة البوعينين

عدد المقالات 40

الحرية بين الانقياد والإرادة.. مسيرة وعي

23 مايو 2022 , 12:10ص

سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء المحذرين من الاقتراب من أسوار الحرية (المسجونة) يدعون أنهم يمارسون الحرية دون قيود! بينما هم لا يمارسون إلا الحرية المنقادة وليست حرية الإرادة، فهناك فرق كبير بينهما، الحرية المنقادة هي الحرية المحكومة في إطار مرسوم متوارٍ، أن تظن أنك مشارك في صنع القرار، بينما أنت ليس إلا منفذا للقرار.. لا تصنعه! الحرية علينا أن نراها بمنظور أوسع أو أشمل، فالحرية الثقافية على سبيل المثال، أن تعطي الحرية لقلم الكاتب، ولريشة الفنان، وصوت المذيع، وتمثيل الممثل، ألا تحاصر عقل المثقف ولا قراءات القارئ؛ بتحديد نوع الكتب التي يقرأها ومنع تداول أو بيع الأخرى، للكاتب الحق فيما يكتب - بحدود الأدب والأنظمة العامة- لا أن يصادر رأيه وتمارس على أفكاره وآرائه الرقابة التهديدية الصارمة، بل أصبح اليوم الكاتب والمفكر في مجتمعاتنا العربية حينما يناقش ويتحدث عن «الحرية» هذه بمثابتها تهمة! لأن الشذوذ عن روح القطيع - حتى وإن كنّا نملك الوعي بالحرية فنحن لا نملكها- يعد ذلك تهديدا لكيان السلطة، لكن من هذه الناحية هي مطمئنة؛ لأن أينما تسمع همسات ضئيلة تطالب بحقوقها ما تلبث حتى تقوم بقمعها وقتل صداها، وتبدأ بممارسة التضييق خصوصًا التضييق الاقتصادي؛ وأيضًا الحرمان من الحقوق؛ وهي من هذه الناحية مطمئنة؛ لأن الخوف ورّث إلينا من أجدادنا ممن فيهم طالب بالحقوق والحريات، رأينا وشهدنا ما حلّ بهم.. لذلك وتحسبًا لما سيفرض من عقوبات مجتمعنا دائمًا ما يبحث عن بطل يلقون به في حرب مع السلطة؛ ليدافع عن حقوقهم، وما أن يقع البطل وينكل به، تتخلى عنه جماعته ومجتمعه وتتبرأ منه، وخضعوا هم تحت نير طاعة السلطة، والفتات من العطايا الذين يحسبونها (حسنة) تمن عليهم السلطة وما هي إلا حقوقهم! ختامًا، تذكرت اقتباسًا لنورة آل سعد تقول فيه «لقد انتهى المجتمع المتجانس الواحد تفكك! وتغيرت التركيبة.. تم العبث بها! وأصبح ذاك المجتمع غافلًا وساكتًا وخائفًا.. ويتدافع على أبواب العطايا».

فنونٌ متصدعة

لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...

إلحادية تعددية الآراء

تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...

بطولة زائفة

هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...

حرب الأجناس الأدبية

أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...

الكتابة عمل نخبوي أم للعامة؟!

صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...

عيدكم مبارك

«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...

الحب اليائس في الشعر العربي

في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...

الحب

الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...

رمضان يحتضن الثقافة

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...

السعي إلى النجاح

تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...

الذائقة الأدبية

مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...

مهرجان الدوحة المسرحي

تساءلت كثيرًا قبل أن أشرع في كتابة مقال اليوم، وظلت تتقاذفني الحيرة يمنة ويسرة إلا أن رست أحرف قلمي على شطآن الفن والمسرح، إذن من هنا ستبحر سفني الراكدة؛ من مهرجان الدوحة المسرحي في دورته...