عدد المقالات 40
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض الأجناس الأدبية والتقليل من البعض الآخر، فدائماً ما يتعرض الكُتّاب لسؤال «لماذا لا تكتب الرواية؟»، وشبه الكاتب ذلك السؤال بمواطن من بلد ما يتم سؤاله «لماذا لا تسعى للحصول على جنسية بلد آخر غير بلدك؟»، ويكون المواطن بالأصل معتزا ببلده، حتى لو كان جوازه لا يتيح له التنقل بسلاسة حول العالم، فلماذا الإلحاح على المقالين، والشعراء، وكتّاب المسرحية، والسينما على إقحام نفسه في موضة الكتابة بعالم الرواية، وكل مواطن معتز بجواز سفره وبلده التي فُطر عليها. تذكرت أحد الملتقيات كنت ألقي فيها نصاً نثرياً شاعرياً ونصحتني إحدى الحضور بأن أبدأ في كتابة الشّعر، واستنكرت لذلك؛ لأنني أجد نفسي في النثر الشاعري أكثر من الشعر، فربطت كلام الكاتب عمرو دهب بهذا الموقف، لمَ نحدّ المواطن أن ينتسب لغير بلده، كما الحال للكاتب لمَ نحده أن يشذ عن مجاله، ويكتب في الأجناس السائدة كالشّعر والرواية. كما ذكر الكاتب عن اتجاه مؤشر سوق الكِتاب، ويمكن ملاحظة ذلك عن طريق لنوع اقتناء القراء للجنس الأدبي في معارض الكتاب، وأنواع الكتب التي تقرأ في الأماكن العامة، والتي تعمل عليها مراجعة أدبية في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ لا ينافس عرش الرواية إلا كتب تطوير الذات، وعلى حد قوله «كتب التطوير الذاتي تتخذ المقالة مجرد قالب تُطرح من خلاله الفكرة»، وهذا ما يضاعف قيمة جنس المقالة لديه؛ فالمقالة تقدم فكرة للقارئ تتجاوز جماليات القالب الأدبي في فن المقالة، كما أن المقالة تستوعب حجم الأفكار على اختلافها واتساعها. كنت دائماً ما أقول في مقالاتي السابقة: إن لكل فن جمهوراً، للفصيح جمهور، كما هو للنبط وللنثر بمختلف أنواعه، ولا يصح لأنصار أي فن أن يقلل من الفنون الأخرى، ويمنح نفسه الأفضلية عوضًا عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى، ويجب تسليط الضوء على الأجناس الأدبية غير الظاهرة على السطح، والتي لا يتم الاهتمام بها من قبل الجهات الثقافية.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...
تساءلت كثيرًا قبل أن أشرع في كتابة مقال اليوم، وظلت تتقاذفني الحيرة يمنة ويسرة إلا أن رست أحرف قلمي على شطآن الفن والمسرح، إذن من هنا ستبحر سفني الراكدة؛ من مهرجان الدوحة المسرحي في دورته...