alsharq

آمنة ارحمة البوعينين

عدد المقالات 40

الذائقة الأدبية

28 مارس 2022 , 12:08ص

مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع في كتابة هذه الكلمة ظللت أنبش في الذاكرة مما حفظته أو قرأته؛ لأبحث عن موضع أكتب عنه، وأَبنّي منه مقالةً لقرائي؛ فلمع في ذاكرتي مقال قرأته للطنطاوي عن «فن الكلام» في كتاب (صور وخواطر)، من أين نأتي بالمواضيع إذا فرغت أو غارت شمسها عن رؤوسنا؟، فقال إنه «أسمع كلمة من تكلم أو أبصر مشهداً في طريق فأدير ذلك في ذهني وما أزل أولّد من الكلمة كلمة، ومن المشهد مشهداً حتى يجيء من ذلك حديث أو مقالة». هاجم رأسي حدث وقع مؤخراً لي، حيث ألقى أحد الكُتّاب نصا ووجد نبرات التهكم والاستهزاء ردة فعلٍ لسماع هذا النص، رغم أنه برأيي نصه يحمل من الجماليات والرمزية التي لا يتقنها أي كاتب، وشعرت أن صاحب النص استاء من ردة الفعل فانسحب من إطار الحوار والحديث وغادر، رغم أن فعلًا مثل ردّات الفعل هذه تترك أثراً سيئاً في خوالج الإنسان، إلا أنه يجب أن ندرك أن لكل قارئ وبين كل إنسان تفاوتا في الذوائق الأدبية؛ فقد يكون النص كبير المعنى والقارئ قليل الثقافة، والفن، والقراءة، فيظلم بذائقته الزهيدة النص وكاتبهُ معاً، وأذكر كلمة للكاتب والشاعر البحريني قاسم حداد «العمل الأدبي إذا كان إبداعاً يحتاج لقراء مختلفين، والقارئ الكبير يجعل النص كبيراً». ومن الحوار أذكر أحد القائلين يتهم نفسه بأنه مشروع لكاتب فاشل!، فاستنكرت لذلك واستهجنت ما قيل؛ لأن برأيي إذا توافرت الموهبة دحت أرض الإبداع للكاتب، ولا تنبت الأرض إلا إذا سقاها بالمعرفة والقراءة، ولكل حقل من المعرفة على الكاتب أن يعرف عنه الكثير وليس القليل. ختاماً، الفن الراقي ذو الذائقة العالية لا يرتقي إلا بمن يحترمه وذي ذائقة سامية، وكما يقولون لولا اختلاف الأذواق؛ لبارت السلع، كما هو في العالم الأدبي يختلف القراء، ونوع قراءتهم، وأنواع أجناسهم الأدبية، وكما أقول دائماً لكل فن جمهور وقراء، وهذا لا يعني التقليل من أي فن على حساب أي فن آخر.

فنونٌ متصدعة

لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...

إلحادية تعددية الآراء

تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...

بطولة زائفة

هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...

الحرية بين الانقياد والإرادة.. مسيرة وعي

سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...

حرب الأجناس الأدبية

أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...

الكتابة عمل نخبوي أم للعامة؟!

صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...

عيدكم مبارك

«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...

الحب اليائس في الشعر العربي

في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...

الحب

الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...

رمضان يحتضن الثقافة

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...

السعي إلى النجاح

تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...

مهرجان الدوحة المسرحي

تساءلت كثيرًا قبل أن أشرع في كتابة مقال اليوم، وظلت تتقاذفني الحيرة يمنة ويسرة إلا أن رست أحرف قلمي على شطآن الفن والمسرح، إذن من هنا ستبحر سفني الراكدة؛ من مهرجان الدوحة المسرحي في دورته...