عدد المقالات 40
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، حتى في الرسائل الإلكترونية، فكيف نقول عنها «عمل نخبوي»؟! لكن وصلتُ لقناعةٍ أن الموهبة ليست دائمًا ما تكون فطريةً حصرًا، لكن التميز فيها هو الفطري، جميعنا نكتب لكن ما يميّز الكاتب الحقيقي هو أسلوبه الفريد، لونه المختلف، صوره الملفتة. على سبيل المثال لو أراد شخص أن يكتب شعرًا، وحفظ عشرات القصائد على بحرٍ ما، وحاول أن يكتب عليه، فمن المحتمل أنه سيتمكن من الكتابة على البحر، ولكن أن يوظف قوة المفردة وحسن البيان في قصيدته فيحتاج هنا لموهبة فطرية، ليس مجرد حفظ مئات من الأبيات على بحرٍ معين. على ذكر الشّعر تذكرتُ اقتباسًا للشاعر العراقي زكي العلي يقول فيه «الشّعر صوتُ مطر، لا يستطيع كثيرون سماعه، مطر.. لا يبلل ثياب الجميع». كما هو الحال في الفنون الأخرى فمثلًا الرسم، لو حاول شخص أن يرسم مائة لوحة بشكل مستمر، ومتواتر، ودون انقطاع فمن المحتمل أن يصبح رسامًا، ولكن أن يرسم فنًا فريدًا، بلمسة إبداعية متميزة فهنا يحتاج الرسام إلى موهبة ربانية أو فطرية من عند الله. الشّعر أو الكتابة قد يكون عملا وراثيا، يرثه الشاعر من جدّه أو والده أو يولد في أسرةٍ أدبية تختلج بنسماتها الثقافة؛ فيرث منهم الأدب والشّعر، ولعل كما قيل «من جاور القوم أربعين يوما صار منهم». لا أحبذ خنق الكتابة وتقيدها بمشانق أقلام أناسٍ محددين الذين نطلق عليهم أن الكتابة خلقت لهم، أنا مع أن الكل يحق له أن يكتب، ليس للعامة أو كموهبة، وليس لشيء فقد يكتب الشخص لنفسه؛ حتى ينقذها، لأن الكتابة وسيلة علاجية للإنسان، وتعد طرقا من طرق التشافي الذاتية والنفسية. ختامًا دعوني أغذي ذائقتكم ببيتين من الشّعر من كتاباتي، كتبتهما مؤخرًا ونختم به مقالتي هذه. «إنّني من فرطِ توقي.. نرْجِسٌ لملمَ الطلَّ المحنّى فاكتوى كلُّ أبوابي عناقٌ ظامئٌ مِلْئ ما عانى.. بحضنٍ لارتوى»
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...
تساءلت كثيرًا قبل أن أشرع في كتابة مقال اليوم، وظلت تتقاذفني الحيرة يمنة ويسرة إلا أن رست أحرف قلمي على شطآن الفن والمسرح، إذن من هنا ستبحر سفني الراكدة؛ من مهرجان الدوحة المسرحي في دورته...