عدد المقالات 40
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ موج البحر ليقبل شواطئه، وجمع بينَ قلبين متيمين وجسدين عاشقين في روحٍ واحدة ليولد من حبهما طفل يخلد أواصر الحب. لماذا نحب؟! نحب لأننا بقلبٍ ينبض، ونؤمن أن لنا ربًا يعبد، وأن الحياة لا تكون حياةً إلا بوجود الحب، فهو الماء الذي يسقينا، وهو الروح التي تسكننا، والهواء الذي يحيينا. ما هي دلالات الحب؟! للحب دلالات لا يهتدي إليها سوى الفطين، ومن يملك عقلاً ذهينا، فأول دلالة هي العين، الناطقة بمكنون القلوب، الفاضحة بسرائر النفوس، وما يخطر على جنان العاشقين، تتبع خطوات المحبوب، فهي كظله الذي يرافقه. ومن دلالة الحب انقلاب حال المحب عند رؤية من يحب فتراه صار مسروراً مستبشراً بعدما كان محزوناً مغموماً، تدب فيه الروح وكأنه طفل يولد من جديد، يجلس بجانب محبوبه، ويدنو منه، وترى كل جسده منجذبًا مائلًا نحوه. ومنها سهر المحبين، وجفاء العين عن النوم، وكم عانى الشعراء العاشقون من السهر وعد النجوم، فقال ابن حزم الأندلسي «وهذا الليل فيك غدا رفيقي بذلك أم علي سهري معيني». من هم المحبون؟! هم أولئك الغزاة، بلا جيوش ولا عتاد، بلا سيوف ولا جهاد، يغزون القلب طوعاً فيصبحون أرباب القلوب، ويتخذون من قلب الحبيب حصنًا لهم. هم العين التي نبصر بها، فنرى بهم جمال الوجود، ونستلذ بقربهم طعم الحياة. هم الصابرون المعذبون يصبرون على ألم الفراق ويعذبون بنار من الاشتياق، فلا يهنأ لهم عيش، ولا يرضى لهم حال إلا في كنف الحبيب، وعلى ذكر ذلك تذكرت بيتاً لمجنون ليلى يقول فيه: «فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي وأنت التي إن شئت أنعمت باليا». وماذا يريد المحب من الحبيب؟! سلوا عاشق ليلى فالجواب في قصائده، لا يريد المحب سوى نظرة تطفئ لظى شوقه، وابتسامة فرحٍ تحسرُ خيوط حزنه، وأن يحيا ويفنى بين أحضان محبوبه، فلا يعيش إلا بها ولها، ولا يموت إلا بها وبحبها.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...
تساءلت كثيرًا قبل أن أشرع في كتابة مقال اليوم، وظلت تتقاذفني الحيرة يمنة ويسرة إلا أن رست أحرف قلمي على شطآن الفن والمسرح، إذن من هنا ستبحر سفني الراكدة؛ من مهرجان الدوحة المسرحي في دورته...