عدد المقالات 301
مسؤول هذه الصفحة المميزة: «أين المقال»؟ أنا: المقال عند الطبيب يعاني من عوارض إنفلونزا حادة يُصاحبها الحمّى والتعب وعدم الالتفات إلى أي أخبار ولا مستجدات ولا آراء ولا قضايا! هو: سلامات، ضاحكًا، طيب اكتبي عن الإنفلونزا مع قهقهة لطيفة. وها هو مقال اليوم يُكتب تحت تأثير المضاد الحيوي، مع نكهة الزنجبيل، والليمون، ومشتقات الحوامض على اختلاف أنواعها. الطبيب يصف لنا الراحة، مع توقيع مختوم باللون الأزرق الغامق يؤكد على أهمية «الراحة» من أجل الصحة والمعافاة. هذه الراحة التي لا نلتفتُ إليها غالبًا حتى عندما يُنذرنا الجسد بضرورتها، ربّما تكابرٌ منّا على أنفسنا بخير، وأننا قادرون على تضليل الجسد، وإيهامه بأننا «مرتاحين» نفسيًا وبدنيًا؛ أو ربّما لأننا نشعر بتأنيب الضمير عندما نتغيّب عن العمل، على أساس أن تقدّم البشرية هو مسؤوليتنا الشخصية، وأن التغيّب لأكثر من يومين سيكون له تبعات هائلة على مسيرتنا المهنية؛ وربّما أيضًا لأننا نعتبر أن في العالم العربي لا راحة لنا، لأننا لا نستحقها، أو لأننا تعوّدنا أن نتلقى كلمات التأنيب، خصوصًا كفتيات، إذا كنّا في حالة عمل «اللا-شيء»، حيث يتوجب علينا مساعدة الأسرة في المنزل، وأن ندرس، وأن نهتّم أيضًا بأنفسنا كنساء وكزوجات في المستقبل، وفي الوقت نفسه أن نكون على ثقافة ودراية واسعة من خلال القراءة ليلًا؛ فحالة «الراحة» دون القيام بشيء هو مفهوم غير متجذر في ثقافتنا. من هنا، تعوّدنا ألا ننصت لجسدنا عند التعب رغم تعدد نداءاته على أساس أن هذا الجسد مجرد قالب للروح وأنه فانٍ من يوم الولادة، فلا نعتني بأجسادنا إلا عند المرض الشديد، وأحيانًا عند فوات الأوان، ولهذا تجد القيادات الصحية في بلادنا صعوبة بالغة في ترويج مفهوم الرعاية الصحية الأولية، وتتعدد حملات الكشف المبكر في بلادنا حديثًا، وخصوصًا في الوسط النسائي، إذ إن الكثير من النساء في عالمنا لا تتقبّل جسدها ولا تتواصل معه، ولا تنصت إليه عند إعطائه المؤشرات الواضحة لوجود خلل ما، حيثُ إننا لسنا على علاقة وطيدة بهذا القالب، لما كُنّا نسمعه كأطفال عن تابو «الجسد»، أو عن خطورة الحديث عنه، وأن الاقتراب منه خطرٌ داهم قد يؤدي إلى الموت. هذه الخلفية العقلية والنفسية، جعلت منّا كائنات تقاوم جسدها، بدلًا من التصالح معه، والإنصات إليه. والأدلة كثيرة، منها حديثًا ما قلتُه بعفوية لصديقتي قبل أن تشنّ الإنفلونزا حربها عليّ: «أشعر بأن جُلّ ما أرغب به هو الأكل والنوم»، وبالفعل ما هي أيام قليلة إلا وقد استبّدت الحُمى، والتعب، والوهن، وآلام الحلق، والصداع، وكلّ عضو من أعضاء الجسد تداعى لذلك؛ لو أنني استمعت فقط للمؤشر القوي، لربّما كان تأثير هذه الإنفلونزا أخفّ وطأة، حيث إنني لم أشعر بأي تحسّن حتى بعد مرور 5 أيام من هذه القصّة. الخلاصة، انصتوا للمؤشرات التي يمنحها إيّانا الجسد، وأعطوه حقّه في الراحة، وربّما في الألم، والشكوى أحيانًا، وحتى في الحزن كما هو في الفرح. أيتها الإنفلونزا؛ يبدو أن المضادات لن تفلح معك طالما عقولنا لم تستوعب بعد أن الجسد صديقنا لا عدّو لنا، وأن مؤشراته معنا لا علينا.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...