alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 330

أمرٌ عجيب!

24 يوليو 2016 , 04:47ص

هناك أمرٌ عجيبٌ يسود مجتمعاتنا اليوم، صدّقناه واعتقدنا صوابه، وهو أنّ ارتكاب المرأة للذنب بهتان وجرمٌ عظيمٌ لا يمكن غفرانه مهما كان حجمه، في حين أنّ الخطأ نفسَه لو ارتكبه رجلٌ اعتُبِر زلّةً يمكن التغاضي عنها وغفرانها، وكأنّنا نرسّخ قواعد القبلية ونزعات الجاهليّة. فهل يضاعف الدين عقوبة المرأة المذنبة أضعاف عقوبة الرجل المذنب؟ وهل الخروج عن جادّة الصّواب مباح للرجل ومحرّم على المرأة؟ أم أنّ هناك موروثات ثقافية، ومناهج بشرية أرضيّة ابتُدِعت وحلّت محلّ الموازين الإلهية لتنسجم مع الأهواء وترضي المشارب والنزعات. لنوجه عدسة الحقيقة إلى شريعتنا السمحة، وننظر بتمعّنٍ وتدبّر في أحكامها وتشريعاتها، سنجد أن الله أمر بالعدل بين الجنسين لأن جوهرهما واحد هو التراب، فلا فارق في الأصل والفطرة، إنّما الفارق في القدرة والوظيفة التي تعتبر تكامليّة بين الجنسين، ثمّ أكّد -جلّ في علاه- المساواة بينهما في مجال المسؤولية والجزاء، فالمرأة كالرجل من حيث التكاليف الشرعية ومن حيث الثواب والعقاب والجزاء على العمل في الدنيا والآخرة، قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» واعتقادنا الجازم في هذا السياق أنّ هناك اختلافات بين الرجل والمرأة، أساسها رحمة الله بكليهما لا تفضيلا لأحدهما على الآخر، ومن حكْمته تعالى جعل الذّكر مكمّلا للأنثى وجعل الأنثى مكملةً للذكر؛ لينسجما مع طبيعة خلقهما التي خلقهما الله عليها، فالحمْد لله على نعْمة دين العدل الذي هدانا الله إليْه. ثمّ إنّ الإسلام قد كرّم المرأة وأنصفها وحماها إنسانًا، وجعلها أنثى وبنتًا وزوجةً وأمًّا، فورّثها وحرّم وأدها وساوى بينها وبين الرجل، وكذلك كرّم الرجل وأنصفه وحماه إنسانًا وجعله ذكرًا وولدًا وزوجًا وأبًا، وأعطاه القوامة ليقيم العدل ويرحم ويعطف على الأنثى، وكلُّ واحد منهما لديه من السمات والصفات ما يميّزه عن الآخر وما يعلي قدره وشأنه ويجعله خليفة الله في أرضه. فلماذا نبتدع قوانينَ وسنناً لم يأت بها الله ولم تنطق بها شريعتنا؟ ثمّ نتخذها مكيالًا لكيل الظلم والتفريق بين الذكر والأنثى، ضاربين أسس العدل الربانيّ عُرض الحائط؟ رفقًا بالمرأة أيها المجتمع، رفقًا بإنسانيتها، فالمذنب مذنب، رجلًا كان أم امرأة، العقاب وضع لردع المجرم والمذنب أيًا كان جنسه أو لونه، أو عرقه. فلنكن ربانيّين، ولنكن منصفين، ولنُقِم العدل في أحكامنا حتى تُطرح البركة والخير في ذواتنا وفي مجتمعاتنا.

بصر وبصيرة

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...